ماي تستعين بوصفة أبي نواس فتلجأ إلى الويسكي لتداوي مواجع “بريكسيت”
استعانت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، بوصفة الشاعر “أبي نواس” واحتست كؤوسا من الويسكي، لتحمل ضغط يوم الأربعاء بين مطرقة رفاقها المحافظين وسندان خصومها بحزب العمال.
فمساء يوم الأربعاء الماضي، وبعد خمس ساعات من الخلافات والنقاشات الحادة، وافقت حكومة ماي على خطة أعدتها تحدد شروط “طلاق” بلادها مع الاتحاد الأوروبي. وتمكنت السيدة التي تحاول تقليد سلفها الحديدية، مارغريت تاتشر، من تحقيق نصر تكتيكي في اجتماع أعضاء مجلس الوزراء، تمثل بإقناع غالبية الوزراء بدعم خطتها، لكن بعض الوزراء الآخرين أعربوا عن عدم موافقتهم على موقفها واستقالوا الواحد بعد الآخر من حكومتها.
كما أن الكثير من البرلمانيين أعربوا عن عدم رضاهم أيضا عن أحكام وثيقة ماي وخطتها. ومن الممكن الآن وضع سيناريوهات مختلفة، تصل لحد إطلاق إجراءات التصويت بحجب الثقة عن رئيسة الوزراء، خصوصا من قبل رفاقها المحافظين المتشككين في اليورو والذين يعتقدون أن السيدة ماي قد خانت أفكار بريكسيت.
وكشفت رئيسة الوزراء البريطانية أن زوجها، فيليب ماي، كان في ذلك اليوم ينتظرها في المنزل، وقام على الفور بسكب كأس مترع من الويسكي لها لإراحة أعصابها وتبديد اضطرابها.
وقالت: “إن الأمر كان صعباً في هذين اليومين. عندما عدت إلى المنزل يوم الأربعاء في حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، كان أول شيء فعله فيليب هو صب الويسكي لي”.
لكن رئيسة الوزراء لم ترد في الوقت نفسه، على سؤال الصحيفة عن كمية الكحول التي شربتها في تلك الليلة؟.
غير أنها شددت أيضا على أن صعوبات جديدة كانت تنتظرها في صباح اليوم التالي، عندما دعيت إلى تقديم تقرير عن تأكيد استقالة الوزير المسؤول عن شؤون بريكسيت، دومينيك راب.
وشكت ماي قائلة: “عندما تكون رئيسًا للوزراء، تستيقظ كل صباح وأنت لا تعرف بماذا سيأتي لك هذا اليوم الجديد”.
واعترفت بأن زوجها فيليب دعمها خلال أسبوع صاخب من الاستقالات والتآمر والهجمات الشخصية الشريرة.
وقالت السيدة ماي: “غالباً ما يصعب على نصفك الآخر فهم ما يجري معك وهو يشاهد ويشعر بضرورة حمايتك.. ويفكر: لماذا يقولون هذا لزوجتي؟ هو يشعر ببعض الأذى من هذا. نحن متزوجان منذ 38 عاما، وهذا وقت طويل. هو صخرتي. من المهم للغاية أن يكون هناك شخص ما يدعمك، لا يشارك في تعقيدات السياسة، ولكن يكون هناك بجانبك لتقديم الدعم الإنساني لك”.
وفي تحية مؤثرة لزوجها المخلص، قالت إنها تشعر بألم الإساءات الشخصية التي تلقتها من أعضاء البرلمان بشكل أكثر عمقاً مما تستحق.
وأوضحت أن قرينها كان غاضباً للغاية من التغطية التي قام بها المتمردون عليها من حزبها، لدرجة أنه اضطر إلى إيقاف تشغيل أجهزة التلفزيون كلها.
واعترف حلفاء السيدة ماي أمس أن وجودها في 10 داوننغ ستريت لا يزال في منطقة الخطر ويجب عليها أن تكون على أهبة الاستعداد لاقتراع محتمل على الثقة في قيادتها في وقت مبكر يوم الثلاثاء.
وبحلول مساء أمس، اعترف 23 نائبا من نواب حزب المحافظين علانية بإرسال رسائل عدم الثقة في السيدة ماي إلى السير غراهام برادي، رئيس لجنة 1922 التي تضم أعضاء البرلمان الذين يساندون القيادة.
ومع أن هذا الرقم 23 أقل بكثير من عدد 48 المطلوب لإطلاق تصويت بسحب الثقة منها، إلا أن السيدة ماي لا يمكنها الركون إلى ذلك ووضع يديها في ماء باردة.
وأشارت مصادر في مجلس الوزراء إلى أن وزراء بريكسيت ما زال بإمكانهم الاستقالة في الأيام المقبلة إذا رفضت السيدة ماي إعادة التفاوض بشأن الصفقة مع بروكسل ، كما يبدو على الأرجح. وحث وزير الشؤون الخارجية مارك فيلد النواب المحافظين على وقف “الشجار” والوقوف وراء رئيسة الوزراء.
وفي الأمس، احتشد من تبقى من وزراء الحكومة خلف ماي، حيث قال نائب رئيس الوزراء، ديفيد ليدنتون، إنهم “سينتصرون بذكاء”. وأضاف: “لم أر أي خطة بديلة معقولة من أي من هؤلاء الذين ينتقدونها أو يرغبون في تحدي موقفها”.
وحث وزير التجارة الدولية وليام فوكس المتآمرين على التراجع قائلا: “آمل أن نتحلى جميعنا بنظرة منطقية ومعقولة. نحن غير منتخبين للقيام بما نريد. نحن منتخبون لفعل ما هو يصب في المصلحة الوطنية”.
وأجرت السيدة ماي مكالمة هاتفية مع العشرات من رؤساء الدوائر الانتخابية في “حزب المحافظين” ، وحثتهم على إبلاغ نوابهم بالهدوء وفحص مزايا خططها.
وقالت السيدة ماي لصحيفة ديلي ميل إن زوجها أيد بشدة موقفها من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وحثها على “الاستمرار في عمل الصواب”.