مراسل “سي أن أن” عدو الشعب يلاحق ترامب في باريس
وقررت شبكة “سي إن إن” إيفاد جيم أكوستا كبير مراسليها بالبيت الأبيض إلى العاصمة الفرنسية لتغطية زيارة ترامب، في تحد واضح لقرار الرئيس تعليق اعتماد المراسل، بعد سجال حاد بينه وبين ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض غداة انتخابات التجديد النصفي.
ونشر أكوستا عبر حسابه على موقع تويتر صورة لنفسه أمام برج إيفل، مصحوبة بتغريدة توحي بالتحدي :” تحياتي من باريس حيث سنعمل على الأرض لتغطية زيارة ترامب لفرنسا”.
ووضع أكوستا وسما بجانب التغريدة (1A#) و يشير إلى التعديل الأول في الدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير ويمنع التعدي على حرية الصحافة.
ويزور ترامب باريس الأحد، لإحياء ذكرى يوم الهدنة في 11 نوفمبر والذي يصادف مرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث سيلتقي الرئيس إيمانويل ماركرون.
أسئلة أكوستا وغضب ترامب
وبدأ السجال الساخن بعد أن تمسّك المراسل البارز بالميكروفون وأصر على طرح الأسئلة حول قافلة المهاجرين من أميركا الوسطى التي تتجه نحو الحدود الأميركية.
وقال ترامب “هذا يكفي”، ثم حاولت موظفة سحب الميكروفون من أكوستا دون أن تفلح في ذلك.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن “الرئيس ترامب يؤمن بحرية الصحافة ويتوقع بل ويرحب بالأسئلة الصعبة حوله وحول إدارته”.
وأضافت “لكننا لن نتحمّل ابداً مراسلاً يضع يديه على امرأة شابة تحاول فقط القيام بعملها كموظفة متدربة في البيت الأبيض. هذا التصرف غير مقبول بالمطلق”.
ورد أكوستا على اتهامه بسوء السلوك في تغريدة قال فيها “هذه كذبة”، وتضامن معه على تويتر عدد من الصحفيين الذين كانوا برفقته في المؤتمر الصحافي.
وقالت محطة “سي أن أن” في بيان أن “المتحدثة باسم البيت الأبيض ساندرز كذبت”، وأن تعليق التصريح الصحفي “تم كرد انتقامي على سؤال فيه تحدٍ”.
وأضاف البيان أن ساندرز “قدمت اتهامات زائفة واستشهدت بحادثة لم تحدث”، مشيرا إلى أن “هذا القرار غير المسبوق يمثل تهديدا لديموقراطيتنا والبلاد تستحق أفضل من ذلك. نحن نقدم دعمنا الكامل إلى أكوستا”.
وهذا الحادث هو الأخير في سلسلة من التجاذبات بين الرئيس ومراسلي “سي أن أن”.
“وقح وعدو الشعب”
فقد وجّه أكوستا خلال المؤتمر الصحفي بعد يوم على الانتخابات النصفية سؤالا الى ترامب عما إذا كان قد “شيطن المهاجرين” خلال الحملات الانتخابية، وأجاب الأخير “لا، أريدهم أن يأتوا إلى البلاد. لكن يجب عليهم أن يفعلوا ذلك بشكل قانوني”.
وأصر أكوستا على المتابعة بالقول “إنهم على بعد مئات الأميال. هذا ليس غزوا”.
في هذه اللحظة قاطعة الرئيس “صدقا أظن أن عليك ان تسمح لي بإدارة البلاد، وأنت قم بإدارة +سي أن أن+، وإذا قمت بذلك بشكل جيد فإن نسب المشاهدة ستكون أكبر”.
ومع محاولة المراسل متابعة طرح الاسئلة قال ترامب “هذا يكفي، ضع الميكروفون جانبا”، وابتعد كأنه يهم بالانصراف من المؤتمر.
وتقدمت الموظفة لتأخذ الميكروفون من أكوستا الذي حاول طرح جاهدا سؤال أخير، لكن ترامب لوّح بإصبعه نحوه موبخا “سأقول لك، على +سي أن أن+ أن تخجل بعملك معها. أنت شخص وقح وفظيع. شخص مثلك لا يجب ان يعمل في سي أن أ”.
وعندما تناول مراسل شبكة “أن بي سي” الميكروفون ليطرح السؤال التالي قام بالدفاع عن أكوستا واصفا إياه بـ”المراسل المثابر”، ما زاد من غضب ترامب الذي قال له “أنا لست معجبا بك أيضا، وكي أكون صريحا أنت لست الافضل”.
ثم توجه ترامب مجددا إلى أكوستا قائلا “عندما تبثون اخبارا مضللة، وهو ما تفعله سي أن أن بكثرة، فأنت تصبح عدو الشعب”.
وقال شبكة “سي أن أن” في ردها “هجمات الرئيس المستمرة على الصحافة ذهبت بعيدا هذه المرة”. وأضافت “أنها ليست خطيرة فحسب، بل غير أميركية بشكل مقلق”.