القبض على المتهم بإرسال الطرود المفخخة لمنتقدي ترامب
ألقت الشرطة القبض على رجل في السادسة والخمسين في فلوريدا للاشتباه في أنه أرسل طرودا مفخخة إلى معارضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الشرطة إن المشتبه به يدعى سيزار سيوك. ويواجه الرجل اتهامات من بينها إرسال طرود ملغمة وتهديد رؤساء سابقين.
وقال ترامب إن ما قام به الرجل “أمر حقير ولا مكان له في بلادنا”.
وأُرسل 14 طردا مؤخرا لشخصيات من بينها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والممثل روبرت دي نيرو.
وعثر على طردين في فلوريدا ونيويورك صباح الجمعة.
ولاحقا اكتشف طردان آخران في كاليفورنيا. وقال الملياردير والمتبرع للحزب الديمقراطي توم ستاير إنه تم اكتشاف طرد موجه له في مكتب للبريد في برلينغيم. كما تم اكتشاف طرد آخر موجه إلى السيناتور الديمقراطي كمالا هاريس في ساكرامينتو.
وجاءت الحوادث بعد أقل من أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، مع تزايد حالة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة.
وتقول تقارير إعلامية إن سوياك اعتقل في متجر لقطع غيار السيارات في مدينة بلانتيشن بفلوريدا.
طرود مشبوهة تصل لاثنين من أبرز منتقدي ترامب
وكشف كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي أي)، أن سيوك اعتقل بعد العثور على بصماته على أحد الطرود.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن المشتبه به يواجه ما يصل إلى 48 عاما في السجن.
وقال وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز في مؤتمر صحفي “لن نتسامح مع مخالفة مثل هذه للقانون، خاصة العنف السياسي”.
ما الذي نعرفه عن سيزار سيوك؟
قالت الجهات الأمنية الأمريكية إن سيوك يعيش في أفينتورا في فلوريدا. كما وردت تقارير عن أن له صلات بنيويورك وإنه مسجل الحزب الجمهوري.
وفي عام 2002 أُلقي القبض عليه للتهديد بتفجير قنبلة في منطقة ميامي-ديد، وحكم عليه بالبقاء عاما تحت مراقبة الشرطة.
وسيوك مسجل لدى الجهات الأمنية ويعود سجله الإجرامي إلى عام 1991، حسبما تشير السجلات. وألقي القبض عليه وهو في التاسعة والعشرين لاتهامات بالسرقة والضرب.
وأظهرت سجلات المحكمة أن سيوك أشهر إفلاسه عام 2012 بينما كان يعيش مع والدته. وجاء في مذكرة بخط اليد في تقرير إفلاسه “يعيش مع أمه. لا يوجد لديه أثاث”.
وفي عام 1980 أمضى ثلاثة فصول دراسية في بريفارد كوليدج في نورث كارولينا، حسبما قالت متحدثة باسم الجامعة لبي بي سي، مضيفة أنه لم يتخرج.
وقال مسؤولن أمريكيون إنه تم استخدام الحمض النووي لتعقبه.
وبعد إلقاء القبض عليه، بث التلفزيون الأمريكي صورا حية لشاحنة صغيرة بيضاء، يقال إنها ملك سيوك، يتم رفعها في بلانتيشن وقطرها للفحص.
وكانت نوافذ الشاحنة الصغيرة مغطاة بالصور. وتصور إحدى الصور الرئيس ترامب واقفا فوق دبابة، وصورة أخرى لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وقد رسم على جبهتها دائرة للتصويب بسلاح ناري.
تم إغلاق حسابين على تويتر بإسمي سيزار التيري وسيزار ألتيري راندازو، يعتقد أنهما لسيوك.
ما الذي قاله ترامب عن القنابل؟
وأثنى ترامب، أثناء مناسبة في البيت الأبيضـ على الجهات الأمنية لإلقاء القبض على المشتبه فيه، واصفا عمليه البحث عنه بأنها كانت تشبه البحث عن “إبرة وسط كوم من القش”.
وأضاف “هذه الأعمال الإرهابية لا محل لها في بلادنا”.
وجاءت تعليقات ترامب في تعارض تام مع تغريدة له في وقت سابق من اليوم، عندما أشار إلى أن الحوادث المتعلقة بالطرود تظهر أن الجمهوريين يحققون “زخما” في بدايات التصويت.
وعاد ترامب إلى القضية في وقت لاحق من اليوم بينما كان يغادر البيت الأبيض لحضور تجمع في نورث كارولاينا، ونفى أن آراءه وخطابه شجع على إرسال الطرود الملغومة.
ولكنه قال إنه سمع أن المشتبه به كان أحد مؤيديه.
ماذا وجدت السلطات داخل الطرود المشبوهة؟
وقال وليام سويني، نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن السلطات في طريقها إلى إجراء فحص دقيق للصناديق التي استهدفت عددا من الشخصيات العامة في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وذلك في معمل كوانتيكو في ولاية فرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن.
ويرجح أن أغلب الصناديق كانت تحتوي على قنابل أنبوبية، وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية عن بعض المحققين في القضية أغلب هذه القنابل كانت بدائية الصنع وغير مستقرة، ما يشير إلى إمكانية انفجارها أثناء التعامل معها. كما أنها مزودة بمؤقت بسيط يمكن شراؤه من أي محل تجاري.
لكن خبراء شككوا في مدى خطورة هذه العبوات الناسفة بعد مشاهدة صور لها بأشعة إكس.
ولم يتمكن جيمس أونيل، مفوض شرطة نيويورك، من تأكيد إذا ما كانت هذه العبوات معدة بقصد التفجير أم لا، لكنه قال إن المسؤولين “يتعاملون معها كعبوات ناسفة محتملة”.