الغرب يراقب التقارب النووي المصري الروسي..وزيارة بوتين تعمق العلاقة مع السيسي
تابعت وسائل الإعلام الغربية باهتمام كبير زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى مصر ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأثنين، والاتفاقيات الهامة التي وقعتها مصر وروسيا وعلى رأسها اتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية، والتقارب الكبير بين القاهرة وموسكو نوويا واقتصاديا.
قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن روسيا تعمق علاقتها مع مصر مما يزيد نفوذها في الشرق الأوسط، وفي سبيل هذا وافق بوتين على استئناف الرحلات الجوية إلى مصر.
اتفاق نووي هام
وأشارت الصحيفة إلي موافقة روسيا علي استئناف الرحلات الجوية المباشرة إلي مصر بعد توقفها منذ عامين بسبب سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، ووقعت موسكو مع القاهرة اتفاقية لبناء محطة طاقة نووية بقيمة 21 مليار دولار في مصر.
ويعتبر الاتفاق النووي الروسي المصري علامة أخري علي تعزيز العلاقات بين مصر وروسيا، حيث سعي السيسي منذ وصوله للسلطة في عام 2014 إلي توثيق العلاقات مع روسيا، ردا علي العلاقات المتوترة مع الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس باراك أوباما، وأقام السيسي علاقة أفضل مغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي جاء خلفا لأوباما.
ورآت الصحيفة أن بوتين عمق نفوذ روسيا في الشرق الأوسط ، وبشكل خاص من خلال مساعدة الحكومة السورية ضد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت الصحيفة إلي أن اعلان بوتين استئناف الرحلات الجوية لمصر سيكون بمثابة خبر سار لصناعة السياحة المصرية التي تأثرت بشدة من تفجير تنظيم داعش للطائرة الروسية.
وقال وزير النقل الروسي، مكسيك سوكولوف “أن الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة ستبدأ في شهر فبراير مع كل من شركة مصر للطيران وشركة ايروفلوت الروسية”.
بينما قال اليكسي ليخاشيف، مدير عام روساتوم “ان اتفاق محطة الضبعة النووية كان اتفاق قياسي في تاريخ الصناعة النووية”.
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن ينتهي بتاء المرفق النووي بحلول عام 2029 وبناء 4 وحدات مفاعلية وبقدرة 5 جيجاواط وبتكلفة 21 مليار دولار.
الشركات المصرية ستشارك في المحطة النووية
وقال شركة روساتوم التي تقوم ببناء محطات نووية في فنلندا وتركيا وإيران والصين “أن الشركات المصرية يمكن ان تشارك في بناء محطة الطاقة النووية ويمكن أن تستحوذ علي نسبة 20% من العمل لبناء المحطة”.
وقال ليخاشيف “لقد قدمنا لشركائنا في مصر اتفاقا شاملا فريدا يمتد طوال دورة حياة المحطة النووية”.
وأضاف ليخاشيف ان تطوير صناعة الطاقة النووية في مصر أمر هام جدا للاقتصاد الروسي، حيث سيتم منح عشرات الشركات عقود كبيرة ستتيح لهم فرصة تقديم التكنولوجيا النووية الروسية للمجتمع العالمي.
واوضحت شركة روساتوم أن المفاعلات النووية التي سيتم بناؤها في مصر ستكون بتصميم جيل “+3” الذي تم تطويره لتلبية جميع متطلبات السلامة التي أدخلت بعد كارثة هيروشيما في اليابان، وهذه المفاعلات التي سنبنيها في مصر هي بالفعل تستخدمها روسيا وتعمل بها.
ونوهت الصحيفة أن موسكو والقاهرة اتفقا في عام 2015 علي مبادرة المحطة النووية ومنح روسيا مصر قرضا.
وقال ليخاشيف “ان من المتوقع أن يوفر القرض الروسي 85% من تمويل المحطة النووية، وستمول مصر الباقي”.
وأضاف ليخاشيف أن شركة روساتوم وافقت علي بناء محطات طاقة نووية في العالم أكثر من منافسيها الغربيين وهناك اتفاقات لتقديم خدمة المفاعلات لمدة 60 عاماً.