«Faces of Death» صنف ضمن أكثر أفلام الرعب فظاعة في التاريخ ومنع عرضه في 46 بلداً
يُعتبر فيلم Faces of Death الممنوع من العرض بأكثر من 46 بلداً، واحداً من أكثر أفلام الرعب فظاعة، نظراً لما يسبّبه للمُشاهد من صدمة كونه مليئاً بمشاهد التشريح وحوادث الطائرات وعمليات الإعدام.
لماذا قوبل Faces of Death أكثر أفلام الرعب فظاعة بنفور كبير من المشاهدين؟
وحسب صحيفة The Guardian البريطانية، كانت هناك تلميذتان من كاليفورنيا في العام 1985، تُدعيان ديان فيسي وشيري فورغيت.
وكانتا تشاهدان باستغراب وخوف مدرسهما الذي جلب تلفزيوناً ووضعه أمامهما في قاعة الدرس.
وقد كان من المفترض ألّا تستمر الدروس طوال اليوم، لكن مدرسهما السيد شوارتز أصرَّ على أن يشاهد طلابه فيلماً، بدلاً من تركهم يعودون إلى منازلهم.
كان الفيلم يحتوي على مجموعة من الصور الصادمة، إذ أظهر المقطع مجموعةً من الجثث المفتوحة في قاعات تشريح الجثث.
فضلاً عن أشخاص وهم بصدد ممارسة طقوس العربدة الغامضة من خلال تلطيخ أنفسهم بالدم البشري.
كما ظهر رجل آخر وهو يُعدم باستخدام الصعقة الكهربائية، بالإضافة إلى خروف يتقلَّب وهو معلق في خطاف اللحم.
كما تضمَّنت هذه المشاهد مشهداً آخر فظيعاً داخل مطعم يتضمن قرداً.
كيف كان رد الطالبتين؟!
قالت الطالبة فورغيت إنّ «هؤلاء الناس قاموا بضرب القرد على رأسه حتى الموت قرب المائدة، ثم قطعوا جزأه العلوي من رأسه وأكلوا دماغه».
وجدت فورغيت، التي تحب الحيوانات، الفيلم مزعجاً للغاية، وطلبت من مدرسها السماح لها بمغادرة قاعة الدرس.
لكن المدرس رفض طلبها وأجبرها على الجلوس، وأدار كرسيها بقوة نحو الشاشة.
كان الطلاب يشاهدون فيلم Faces of Death، وهو أحد أفلام الرعب المخيفة الذي يحتوي على لقطات لبشر وحيوانات.
إما موتى أو بصدد أن يلقوا حتفهم إما من خلال عملية تعذيب وحشية أو من خلال تنفيذ عمليات إعدام في حقهم.
بداية الفيلم!
يبدأ الفيلم بحديث مختص في علم الأمراض، يشرح فيه أن ما سيُعرض خلال الفيلم هو مجموعة من المشاهد التي جمعها شخصياً من جميع أنحاء العالم.
وقال: «لقد جمعت على مرِّ السنين مكتبةً كبيرة من مقاطع Faces of Death».
وأضافت فورغيت «أن المنهج الوثائقي الذي تم اتباعه هو ما جعل الفيلم مزعجاً للغاية»، ولفتت إلى أنها كانت مدركة تماماً أن كل ما عرض في الفيلم كان حقيقياً.
في السنوات الأربعين الماضية، ومنذ إصداره عام 1978، عُرف فيلم «Faces of Death» بكونه أحد أكثر الأفلام فظاعة على الإطلاق.
ما هو شعور المخرج بعد تصوير الفيلم!
قال كونان ليسيلير، مخرج الفيلم الذي يخفي اسمه الحقيقي: «إنه لأمر رائع أن تفكر في أنك أنتجت فيلماً لقي رواجاً كبيراً».
وقد أصرَّ المخرج على أن يشار إليه باسمه المستعار «كونان ليسيلير»، وهو الاسم الذي اختاره لنفسه حينما كان في العشرينيات من عمره.
وذلك لأنه اعتقد آنذاك أنه يعني باللغة الفرنسية «كونان القاتل».
وأضاف المخرج: «أيقنت الآن أنني أخطأت في اختيار ذلك الاسم، لأنه لا يعكس المعنى الذي أردت إيصاله، لقد كنت أعتقد حينها أنه يدل على صفة الذكاء».
كيف تحوّل ليسيلير إلى إخراج هذه النوعية من الأفلام!
نشأ ليسيلير في جنوب كاليفورنيا، وكان والده يملك شركة إنتاج أفلام، حيث حصل على أول وظيفة له في شركة والده عندما كان في الـ14 من عمره.
وهو ما ساعده على اكتساب الخبرة الكافية ليصبح منتجاً.
وفي منتصف السبعينيات، جاء رجل من شركة الأفلام اليابانية «Tohokushinsha» إلى مكتب ليسيلير بعرض غريب.
إذ أحضر معه نسخة من فيلم وثائقي اسمه «The Great Hunt»، تحتوي على العديد من اللقطات لحيوانات ميتة.
وقد كان ذلك الفيلم أحد أفلام «الموندو»، وهو نوع من الأفلام الوثائقية التي تتناول مواضيع حساسة.
وبدأت أفلام موندو تأخذ منحى جدلياً منذ إنتاج الفيلم الإيطالي «Mondo Cane»سنة 1962.
الذي كان عبارة عن مجموعة من المقاطع القصيرة التي تتناول العديد من المواضيع الجدلية.
وذلك بداية من الطقوس القبلية في إفريقيا وصولاً إلى النساء بأميركا، اللاتي يستخدمن آلات قطع اللحم، كجزء من هوسهنّ بصحتهن.
وكانت أفلام الرعب «موندو» تحتوي غالباً على مشاهد تصويرية لذبح الحيوانات أو تعذيبها، على غرار وضع البحارة قنافذ البحر في حَلق سمكة القرش حتى تموت.
وقال ليسيلير: «لقد كان ذلك أول الأفلام الوثائقية الصادمة التي أشاهدها في حياتي».
وقد أصبح ليسيلير من أشد المعجبين بفيلم «Mondo Cane»، وذكر أنه «صُدم بعد مشاهدته مشهداً وقع في الصين، داخل منزل يُنقل إليه المرضى وكبار السن لقضاء أيامهم الأخيرة».
التحول من أفلام قتل الحيوانات إلى أفلام قتل البشر!
وعندما التقى ليسيلير الموظفَ في شركة الأفلام اليابانية، تبادر إلى ذهنه ذلك المشهد.
وأقرَّ بأنه سئم تصوير الأفلام الوثائقية عن الحيوانات، ويرغب في أن يجرب شيئاً مختلفاً.
وقال ليسيلير للرجل الياباني: «لماذا لا نصور فيلماً حول قتل البشر؟».
بعد ذلك، أقنع ليسيلير صديقاً له، يعمل طبيباً، بالسماح له بالدخول إلى المشرحة.
التي صوَّر داخلها بعض مشاهد التشريح، ودمجها مع بعض اللقطات التي يتم فيها ضرب الفقمات حتى الموت.
وعند قدوم عملائه المحتملين من اليابان، أخذهم ليسيلير إلى إحدى الغرف وأظهر لهم النتائج، وأكد أنهم كانوا متحمسين للغاية.
عزم كانون ليسيلير على إيجاد لقطات تحتوي على مشاهد تصويرية كافية لإدراجها في فيلم سينمائي طويل.
وقد طرق أبواب العديد من شركات الأخبار، واشترى لقطة لسيدة في أثناء قفزها من شقة سكنية، فضلاً عن مشاهد من حوادث سيارات مميتة.
وقد شعر بأنه وجد ضالته عندما أخبره أحد المتدربين في شركة أخبار بأنه يملك شريط فيديو بعنوان «أجزاء الجسم».
ولكنه اكتشف أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة له.
عندئذ، قرر ليسيلير تصوير تسلسلات منظَّمة، فقدَّم هو والكاتب قائمة من السيناريوهات التي تحتوي على مشاهد الموت.
على غرار هجوم من قِبل تماسيح، والإعدام عن طريق الكراسي الكهربائية، وقطع الرأس.
كما أضاف لقطات أخرى مثيرة للاشمئزاز، كمشهد لأدمغة القردة، واستأجر ممثلين، وحجز مواقع تصوير الفيلم.
ونجح طاقم محترف بهوليوود في تصوير الفيلم في مدة تتجاوز شهراً بقليل.
مُنع عرضه في 46 دولة!
حقق فيلم «Faces of Death » نجاحاً كبيراً بدُور السينما اليابانية في عام 1978، وكان حينها يحمل عنوان «Junk».
لكن النجاح الحقيقي للفيلم جاء بعد بضعة أعوام، وذلك بفضل تقنية الفيديو الجديدة الثورية VCR.
وبالتأكيد، لم تسهم تقنية نظام الفيديو المنزلي VHS في ارتفاع مبيعات هذا الفيلم؛ نظراً إلى أنه «تم منع عرضه في 46 دولة!».
لقد اعتُبر عرض الفيلم أمراً غير قانوني في بريطانيا، حيث كان توزيع أفلام الفيديو ذات المحتوى السيئ جريمة جنائية.
لكن، لم يكن الأمر كذلك في الولايات المتحدة؛ إذ كان من الصعب إيقاف عرض فيلم «Faces of Death».
ورفضت بعض متاجر الفيديو تخزين «Faces of Death»، وتم إصدار قانون في عدة ولايات أميركية، بهدف منع وصول هذا الفيلم إلى أيدي القُصَّر.
من جهة أخرى، ناقش علماء النفس خصائص الفيلم، محذِّرين من أنه قد «يؤثر على نمو الأطفال ونظرتهم إلى الموت».
ودفع هذا الفيلم، في عام 1986، رود ماثيوز، وهو صبي يبلغ من العمر 14 عاماً ويعيش بولاية ماساتشوستس، زميلاً له في الصف إلى الغابة وضربه حتى الموت بمضرب بيسبول.
وقد ادَّعى في وقت لاحق، أنه قرر قتل شخص ما بعد مشاهدته فيلم Faces of Death.