حكم بسجن الممثل الأمريكي بيل كوسبي بعد إدانته بالاعتداء الجنسي
قضت محكمة في ولاية بنسلفانيا بسجن الممثل الكوميدي الأمريكي (81 عاما) لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى عشر سنوات بعد إدانته بتهمة الاعتداء الجنسي.
وصنفت المحكمة كوسبي بأنه “مفترس جنسي عنيف”، وهو ما يلزمه بالخضوع لعلاج نفسي مدى الحياة ، كما أدرجته على لائحة المعتدين الجنسيين.
وامتنع كوسبي عن التعليق عن الحكم عند إتاحة الفرصة له، كما رُفض طلب اطلاق سراحه بكفالة بانتظار الاستئناف.
وفي شهر أبريل الماضي، أدانت محكمة كوسبي بتخدير أندريا كونستاند، لاعبة كرة سلة سابقة، والاعتداء الجنسي عليها في منزله عام 2004.
ولمع اسم كوسبي في ثمانينيات القرن الماضي بدوره في مسلسل “ذي كوسبي شو”، عندما لعب دور الأب في أسرة أمريكية – افريقية تعيش في بروكلين في نيويورك. ولقب بعدها بأنه “الأب الأمريكي”.
ماذا قال القاضي؟
قال القاضي ستفين أونيل بعد إصداره الحكم “هذه جريمة خطيرة”، وفقا لما نقلته شبكة “سي أن أن”.
وأضاف “سيد كوسبي، ما فعلته تدفع ثمنه اليوم، لقد حان الوقت، الوقت قد حان”.
وأردف أنه استمع لشهادة كونستاند وأيقن “التأثير الواضح للاعتداء الجنسي على حياتها”.
كيف وصفت كونستاند تأثير الاعتداء الجنسي عليها؟
في يونيو 2017، وصفت كونستاند، مدربة كرة السلة السابقة، في جامعة تيمبل بفيلاديفيا، كيف كان كوسبي يعتدي جنسيا عليها بعد إعطائها حبوباً مخدرة عندما كانت في الثلاثين من عمرها.
ووصفت كونستاند في بيان لها مدى تأثير الاعتداء الجنسي عليها وعلى حياتها، وقالت “عليكم أن تعرفوا كيف كانت حياتي قبل التعرض لهذا الاعتداء”.
وأضافت “كنت في قمة تألقي المهني، أركز على تدريبي الرياضي ودراستي”، مشيرة إلى أنه بعد الاعتداء عليها تشتت كلياً، ولم تكن متأكدة مما حدث بالفعل، “لكن الألم كان يعتصر قلبها فضلاً عن إحساسها بالعار.
وأردفت “كنت في حالة من الشك والارتباك، مما منعني من الالتجاء لعائلتي كما كنت أفعل دوماً، شعرت بأنني وحيدة وغير قادرة على أن أثق بأي شخص بما في ذلك نفسي”.
وكتبت كونستاند “توقفت عن الأكل والنوم والخروج مع أصدقائي”، مضيفة أنها عندما بدأت تعاني من الكوابيس، أخبرت والدتها أخيراً بما حدث لها.
وأضافت ” بيل كوسبي انتزع مني روحي الجميلة وسحقها، لقد سرق مني صحتي ومرحي فضلاً عن ثقتي بنفسي والآخرين”.
وأردفت “بدلاً من النظر إلى الخلف، أتطلع إلى الأمام، أريد الوصول إلى المكان الذي كنت سأصل اليه، وأحصل على فرصة ثانية”.
من جانبه، أشاد المحامي كيفين ستيل بكونستاند قائلاً “نحن جميعاً أفضل حالاً لأنها في حياتنا، لقد سمعت كيف غيّر الاعتداء الجنسي عليها مسيرة حياتها”، مضيفاً أن “الحديث عن تجربتها أمام جمهور عالمي أمر صعب للغاية لأي شخص”.
وأردف “كان من الممكن أن تعيش حياة هادئة، لكنها كانت تدرك أنه من المهم أن تأخذ العدالة مجراها”.
ما الذي سيحصل لبيل كوسبي؟
قالت وكالة فرانس برس إنه تم دمج التهم الثلاث التي أدين بها كوسبي بتهمة واحدة بعد اتفاق بين الدفاع والمدعين العامين.
وجاء في شهادة الطبيبة النفسية كريستين دودللي بأن “كوسبي تظهر لديه بعض علامات الاضطراب العقلي، ومن المرجح أن يعيد الكره”.
وقبل النطق بالحكم، وصفه القاضي بأنه “مفترس عنيف جنسياً، على الرغم من حجة الدفاع أن عمر كوسبي وكونه أعمى، فإنه لا يشكل تهديداً للآخرين.
وبموجب الحكم الأخير فإنه سيتوجب على كوسبي تسجيل اسمه في قسم الشرطة المحلية وإبلاغ جميع المواطنين الذين يعيشون في منطقته بأنه مدرج في قائمة “المعتدين جنسياً”، وكذلك الخضوع لبرنامج تأهيل نفسي إلزامي.
وسيتم بموجب ذلك أيضاً إبلاغ الجيران ومراكز العناية بالأطفال والمدراس بتحركاته.
ولم تحضر زوجة كوسبي جلسة النطق بالحكم بحق زوجها.