كيف تؤثر العقوبات الأمريكية علي مشترين النفط الإيراني؟
سلطت قناة “أن دي تي في” الهندية علي الأزمة النفطية التي تخلقها العقوبات الأمريكية علي مشتري النفط الإيراني، حيث تضغط العقوبات علي التدفقات التجارية للمشترين سواء كانوا حلفاء لأمريكا ام لا.
تحدي العقوبات الأمريكية
وكان وزير الخارجية الهندي، سوشما سواراج أعلن منذ 3 أشهر بإن البلاد لن تلتزم بالقيود الأحادية وستواصل شراء النفط الخام الإيراني، وأدلت الصين بتعليقات مماثلة وقيل أنها رفضت طلباً أمريكياً بخفض الواردات، وعقدت اليابان وكوريا الجنوبية محادثات مع الولايات المتحدة بهدف اعفائهم من العقوبات..
وعلي الرغم من عمليات الدفع والمفاوضات إلا مع كل عملية تجارية تظهر العقوبات الأمريكية التي ناجحت في تقليل المبيعات لإيران حتي قبل سريان إجراءات العقوبات التي سيعمل تنفيذها في اوائل نوفمبر المقبل.
نتائج العجز في سوق النفط
وتشير القناة إلي أن الولايات المتحدة ترغب في وقف مبيعات إيران تماما، مما يقلق التجار ويشعرهم بالقلق من وقوع عجز في السوق وقد يسرع منتجون اخرون لسد العجز.
ويقول دين سيهريل محلل بارز في شركة “في جي اي” للاستشارات الصناعية ” جميع عملاء النفط مع إيران يتأثرون بالضغط الأمريكي المتزايد لوقف عمليات الشراء حتي وهم يطالبون بالحصول علي اعفاءات للتعامل مع العواقب”.
وأضاف دين: نتوقع أن تحافظ الصين والهند بشكل خاص علي درجة معينة من الواردات ولكن المشترين الآخرين مثل اليابان وكوريا الجنوبية الذين قاموا بتخفيض الواردات سيستمرون إلى حد كبير في السعي للحصول على تنازلات حتى آخر لحظة.
تراجع صادران النفط الإيراني
وتضيف القناة أنه منذ الأعلان عن العقوبات الأمريكية وتراجعت واردات الهند من إيران، وتفكر في خفض المشتريات بنسبة 50%، وتشير البيانات أيضا إلي تقلص تدفقات النفط الإيراني الي الصين وهي أكبر مشتري للنفط الخام وتوقفت ناقلات النفط عن نقل الإمدادات من إيران، وانخفضت الشحنات الى كوريا الجنوبية بأكثر من 40 %في يوليو، وقالت شركات يابانية ان شحنات الشحن لشهر سبتمبر ربما تكون الاخيرة.
العقوبات الأمريكية علي إيران ستطال الحلفاء
وتحذر القناة الهندية المشترين الذين يتعاملوا مع إيران حتي لو كان بمستويات منخفضة، من اقتراب 4 نوفمبر وإعادة الولايات المتحدة فرض العقوبات التي تستهدف صناعة النفط الخام الإيرانية، فهذه الدول ستخاطر بقطعها عن النظام المالي الأمريكي ما لم تحصل علي اعفاءات أمريكية لتعاملها مع طهران، وتتعرض شحنات شهر اكتوبر التي ستصل اسيا في شهر نوفمبر لخطرإذا لم يحصلوا علي تصريح من الولايات المتحدة بالإعفاء.
ازمة انخفاض التدفقات النفطية
وتشير تقديرات شركة “في جي اي” الاستشارية إلي ان صادرات إيران سوف تنخفض إلي اقل من مليون برميل بحلول منتصف عام 2019.
بينما الشركة الاستشارية “انيرجي اسبيكتد ال تي دي” تتوقع انخفاضا يتراوح ما بين 1.5 و 1.7 مليون برميل في الشحنات اليومية في نهاية هذا العام من المستويات الحالية البالغة نحو 2.5 مليون، ومع تزايد المخاوف من أن الطاقة الاحتياطية العالمية سيظهر إذا ما قام منتجو آخرون مثل السعودية بضخ المزيد لتعويض الخسارة ، وسيكشف سوق النفط عن مخاطر.
ظهور بدلاء لإيران في سوق النفط
وقال ستيفن اينيس رئيس اسيا باسفيك للتداول في شركة ” انديان اويل كورب ” في سنغافورة “كان هناك عثرة كبيرة في العقود الفورية التي ساهمت في التخلف ، وهذا الاتجاه الصاعد مدعوم بعوامل مثل العقوبات الامريكية على ايران، وسينظر السوق إلى منتجين آخرين مثل روسيا لملء الفراغ ، حتى مع بقاء وزير النفط النيجيري على ثقة من قدرة أوبك على ضخ المزيد”.
وبصرف النظر عن شركات التكرير ومالكي السفن الذين تساعد سفناهم في نقل إمدادات البلاد إلى الشرق الأوسط ، فإن شركات التأمين التي تغطي هذه الشحنات والبنوك التي تساعد في معالجة دفعات النفط الخام معرضة للخطر بسبب العقوبات ، مما يزيد من تعقيد أي تجارة مع إيران.
قال مسؤول في الشركة الشهر الماضي “إن شركة انديان اويل كورب أكبر شركة تكرير في البلاد لا تملك وضوحا بشأن شراء النفط الايراني لشهر أكتوبر بسبب مشاكل في الدفع وستنتظر اتجاه الحكومة”، و قال متحدث باسم الشركة إن شركة فوجي للنفط اليابانية توقفت بالفعل عن شراء الخام من الدولة الخليجية لأنه أصبح من الصعب تأمين سفينة لنقل النفط.