محلل فرنسي: باريس تتوقع هجمات انتقامية من النظام الإيراني
قال فانسان إيرفويه، المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في الشأن الإيراني، إن تحذير فرنسا لدبلوماسييها من السفر إلى إيران يأتي بعد إحباط محاولة تفجير في باريس، تدور الشبهات حول تورط جهات أمنية إيرانية، فضلا عن تشدد الموقف الإيراني تجاهها، موضحاً أن الوضع في طهران بات خطيراً.
وأوضح المحلل الفرنسي، لإذاعة “يورب1” الفرنسية، أن هناك توترات واضطرابات في إيران “بعد الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها”، مشيراً إلى أنه “ليس هناك أسوأ على أي رئيس من استقالة وزرائه دون سابق إنذار، والمثول أمام استجواب في البرلمان” حتى تشعر أن الأوضاع في طهران غير مستقرة.
وتابع: “أن أعضاء البرلمان طالبوا حسن روحاني رئيس إيران للمرة الأولى بتقديم كشف للحسابات المصرفية، وتفسير انهيار العملة التي فقدت أكثر من ثلثي قيمتها خلال 6 أشهر، ومناقشته في ارتفاع معدلات البطالة التي أوشكت عن الانفجار، وبات الاقتصاد الإيراني على حافة الإفلاس”، واصفا روحاني بأنه أصبح عاجزا.
وأشار المحلل الفرنسي إلى أن “الرئيس الإيراني غامر بكل شيء من أجل الاتفاق النووي، ولم يحصد شيئاً في النهاية، وخسر الرهان، بعد خروج الشركات الفرنسية الكبرى مثل (توتال) و(بيجو) من طهران خوفاً من تطبيق العقوبات الأمريكية عليها، كما أعلنت فرنسا تعليق رحلاتها الجوية إلى طهران”، مشددا على أن كل هذه الإجراءات “أثارت مخاوف باريس من اتخاذ النظام الإيراني إجراءات انتقامية”.
وأضاف إيرفويه أن هناك أصواتا في إيران تنادي بمعاقبة فرنسا على عدم حمايتها الاتفاق النووي، مدللاً على ذلك بأن نظام الإيراني لم ينس رفض باريس استرداد أموال الشاه في الماضي، وقامت مليشيات هذا النظام بحرب سرية، وشنت هجمات إرهابية على باريس خلال القرن الماضي.
وتابع: “أن باريس تخشى تكرار ذلك التاريخ المظلم، وأن تغرق مرة أخرى في هجمات إرهابية دموية، فأرادت تجنب الأسوأ والاستعداد لانتقام النظام الإيراني عبر أذرعه الخارجية من مليشيا الحرس الثوري، مثلما فعل تماماً في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس يوليو/تموز الماضي”.
وكانت المعارضة الإيرانية اتهمت النظام الإيراني بالتخطيط لاستهداف مؤتمرها السنوي بالعاصمة الفرنسية باريس، عبر إرهابيين تابعين للنظام الإيراني في بلجيكا، بمساعدة دبلوماسيين إيرانيين.