كيف يمكن أن يؤثر الخلاف الأمريكي التركي في سياسة تركيا في الشرق الأوسط؟
تناول معهد “كارنيجي” كيف يمكن أن يؤثر الصدع الأمريكي التركي علي سياسة تركيا في الشرق الأوسط؟، مشيراً في البداية إلي الانتصار الساحق لحزب العدالة والتنمية في نوفمبر عام 2002 عندما كانت تركيا تنفذ الإصلاحات التي فرضها صندوق النقد الدولي في أعقاب الأزمة المالية عام 2001.
انتصارات لأردوغان
وأدي ذلك لاستقرار مالي ونمو متواصل لتركيا وسمح للرئيس رجب طيب اردوغان في تحقيق انتصارات انتخابية عززت حكمه، وسمحت له بالقيام بدور أكبر في الشئون الإقليمية وأن لم تكن عالمية، ولم يتردد أردوغان في استعراض عضلاته العسكرية في سوريا وفي أماكن اخري، وفي الوقت نفسه عمل علي تعزيز تركيا في جميع انحاء العالم الإسلامي، ونفذ مشاريع عملاقة لتحويل تركيا إلى واحدة من أكبر عشر اقتصادات في العالم ، وبها أكبر عدد من البنوك الأجنبية والمستثمرين الدوليين.
الأزمة التركية الأمريكية صدمة للاقتصاد
ولكن ازمة تركيا مع الولايات المتحدة في أغسطس عام 2018 كانت بمثابة صدمة، و مع تباطؤ الاقتصاد التركي ، من المرجح إعادة تقييم السياسات التي بدأت في أوقات مزدهرة، لأن الاضطرابات المالية يكون هناك الرابح والخاسر، وبالتالي إعادة صياغة النظام السياسي، وربما أعداء النظام سيزيد من نزعاتهم السلطوية مثل الأكراد وغيرهم.
اضطرابات الشرق الأوسط
ويوضح المعهد أن الاضطرابات تغذي المنطقة بإكملها، ويزداد التوتر في الشرق الأوسط والصراع السوري زاد من تعكير المياه، وتدهورت العلاقات التركية مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بسبب دعم الأتراك لجماعة الإخوان المسلمين ونتيجة لذلك اقتربت إيران وقطر لمحور تركيا.
بداية الخلاف الأمريكي التركي
بينما الصدع الأمريكي مع تركيا بدأ منذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات علي وزيرين تركيين في أواخر يوليو بسبب دورهما في اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون، القس الذي ينتمي لولاية كارولينا الشمالية، ومنذ ذلك ازدات التوترات باطراد.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عبر تويتر أن واشنطن تضاعف التعريفات الجمركية على الألومنيوم والصلب التركي، وحذر مستشاري ترامب من فرض المزيد من العقوبات إذا لم يتم الإفراج عن برونسون، وبالطبع اتهم أردوغان الولايات المتحدة بشن حرب اقتصادية.
مستقبل السياسة الخارجية التركية
ويري المعهد أن كل هذه الأمور أثارت القلق في أوساط السياسة الأمريكية حول مستقبل السياسة الخارجية التركية ، خاصة في الشرق الأوسط. ويخشى منتقدو ترامب من أنه يدفع تركيا بعيداً عن حلف شمال الأطلسي ، ولكن أنقرة كانت تنجرف بالفعل بعيداً عن حلفائها التقليديين لبعض الوقت.
وفي الشرق الأوسط ، عمل الأتراك في غايات متعارضة مع الولايات المتحدة في سوريا وإيران وإسرائيل وفلسطين ومصر، ويعتقد أن تركيا لن تغير سياستها مع تداعيات برونسون، و يري الخبراء أن تركيا ستظل خارج النطاق الأمريكي وتتحالف مع اعداء الولايات المتحدة وهي عملت علي ذلك بالفعل وساعدت إيران علي تجنب العقوبات الأمريكية.
الخلاف ينبع من مشاعر شخصية بين ترامب وأردوغان
ويشير “كارنيجي” إلي أن الصدع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تبني أبعادا كبيرة في وسائل الإعلام لأنها كانت مواجهة نادرة بين زعيمين حلفاء، وبما أن كلا الزعيمين حريصين على جعل مشاعرهما الشخصية عامة ، فقد اندلعت التوترات سريعا ولكن حقائق الشرق الأوسط ومصالحه الاستراتيجية أعمق بكثير من المشاعر التي لدي بعضهم البعض.
سياسة تركيا في سوريا
ويعتقد “كارنيجي” أن سياسة تركيا في سوريا ستحدد في نهاية المطاف من خلال هدف روسيا بالسماح لبشار الأسد بإعادة السيطرة على البلد بأكمله. في حين أن السيطرة العسكرية التركية على عفرين سُمح لها مؤقتًا من قبل موسكو ، فإن المعركة في محافظة إدلب ستكون الاختبار التالي.
و في وقت لاحق ، سيشكل القتال من أجل السيطرة على المناطق الواقعة شمال شرق نهر الفرات المواجهة النهائية بين تحالف دمشق – موسكو – طهران والتحالف المناهض لتنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة ، بما في ذلك وحدات حماية الشعب للأكراد السوريين.
السلاح الأمريكي ام السلاح الروسي
ويضيف المعهد ان علي الجبهة الاستراتيجية سيكون العامل المعقد هو عدم التوافق بين قراري شراء منظومة الصواريخ الروسية “أس 400” والمقاتلة الشبح “أف35″، مما يشكل تهديدا كبير للولايات المتحدة وحلف الناتو.