جريمة قتل بشعة تهز أرجاء لبنان
“قتل شخص في منطقة المنية شمالي لبنان إثر إشكال مع 3 آخرين السبت”.. قد يبدو الخبر عاديا لكثرة الإشكالات والجرائم التي تحصل في لبنان بشكل يومي، لكن تفاصيل الحادث وصفت بالوحشية والمرعبة لبشاعتها، وللطريقة “الداعشية” المتبعة في تنفيذها.
ففي بلدة برج اليهودية في قضاء المنية شمالي لبنان، تعرض محمد الدهيبي السبت لعدة طعنات، قبل أن يعمد أحد المعتدين إلى شق صدره بساطور وإخراج قلبه من جسده.
وبحسب الرواية، فإن تلاسنا بسيطا حصل بين الضحية وصاحب أحد المتاجر في البلدة، انتهى بتلفظ محمد الدهيبي بعبارة اعتبرها أحد رواد المتجر، الذي صودف وجوده أثناء الشجار، مسيئة دينيا.
وبعد انتهاء التلاسن عند هذا الحد، خرج الضحية من المتجر، ليتفاجأ بقطع الطريق عليه من قبل ثلاثة أشخاص، أحدهما الزبون الذي التقاه بالمتجر، حيث قاموا بضربه وطعنه حتى الموت.
ويفيد شهود عيان أن الجناة قاموا أيضا بقطع كعبي الدهيبي، وهي طريقة يستخدمها تنظيم داعش الإرهابي لمعاقبة من يسب “الذات الإلهية”.
وبعد انتهاء مراسم تشييع الضحية الأحد، سلم القتلة أنفسهم إلى مخابرات الجيش اللبناني، فيما فتح القضاء تحقيقا بالحادث.
وحسب بيان جهاز الأمن الداخلي اللبناني، فان “إشكالا وتلاسنا حصلا بين الدهيبي ورجل دين داخل أحد المحال التجارية على خلفية قيام الأول بإهانة الشيخ وشتم العزة الإلهية، مما أثار اعتراضه وامتعاضه فحصل تلاسن بينهما”.
وأضاف البيان: “تطور الإشكال في ما بعد على أطراف بلدتي دير عمار وبرج اليهودية بعد تدخل شقيقي الشيخ، حيث حصل تضارب بالسكاكين، نتج عنه إصابة الدهيبي بعدة طعنات أدت إلى وفاته”.
وذكر الأمن الداخلي أنه جرى توقيف الأشخاص الثلاثة المتورطين، مع العلم بأن اثنين منهم أصيبا أيضا بطعنات سكاكين.
وقد أثارت الجريمة المروعة صدمة وموجة من الغضب في المجتمع اللبناني، حيث اعتبر ناشطون أن ما جرى غاية في الوحشية والإجرام، وأن مثل هذه الطرق في القتل يعتمدها تنظيم داعش في مناطق سيطرته في سوريا والعراق.
ورأى آخرون أنه ليس من حق أي جهة معاقبة الضحية بهذه الطريقة البشعة، بغض النظر عما إذا كان مخطئا أم لا.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة من جنازة الدهيبي يظهر فيها ابنه.
فتش عن التطرف
وعلقت النائبة في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان على الصورة بالقول: “شيء يقطع القلب، ابن محمد الدهيبي الذي تم تقطيعه من قبل مجموعة جهلة بلا إنسانية وبلا قلب وبلا أخلاق، (…)، جريمة بحجم وطن مقطع الأوصال ومذبوح فكريا وعقائديا وبيئيا”.
وطالب حقوقيون الأجهزة القضائية بإنزال أشد العقوبات بالجناة، مشددين على ضرورة نشر التوعية للحد من العنف والقتل والتعرض للآخرين.
وقال رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان، وديع الأسمر، إن “جريمة المنية هي نتيجة حتمية للخطاب الديني المتعصب الذي يشهده لبنان في السنوات الأخيرة”.
وأضاف: “المسؤول المباشر هو المجرم، أما المسؤولية المعنوية فتقع على هواة القمع، وهذا الشيخ لم يكن ليقدم على جريمته لولا شعوره بفائض قوة وإمكان إفلاته من العقاب”.