بين ترامب وبوتين “كيمياء إيجايبة” تفتح الشهية
يجتمع الرئيسان، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، في هلسنكي يوم 16 يوليو الجاري في قمة كاملة المواصفات يبحثان خلالها جملة من القضايا الثانية والدولية الشائكة والعالقة.
قمة هلسنكي كان سبقها لقاءان هامشيان:
اللقاء الأول .. “كيمياء إيجابية” واتفاقات محددة
عقد اللقاء الأول، بين بوتين وترامب، في 7 يوليو 2017 خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ واستمر أكثر من ساعتين (بدلا من 30-45 دقيقة كما كان مقررا).
وجرى اللقاء على خلفية تدهور العلاقات بين الدولتين الذي بدأ خلال عهد الرئيس السابق، باراك أوباما عام 2014، وازداد بعد اتهام الجانب الأمريكي لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
ولخص الرئيس بوتين نتيجة حديثهما عن العلاقات الثنائية بجملة قال فيها إن “ترامب أخذ بالاعتبار، الحجج الروسية حول “عدم تدخلنا في شؤونهم الداخلية، وعلى الأغلب وافق عليها”.
كذلك بحث الرئيسان الوضع في سوريا وأوكرانيا، ومكافحة الإرهاب، والأمن السبراني.
في هذا السياق تم التوصل إلى اتفاقات ملموسة، أهمها الإعلان عن مناطق خفض التصعيد في سوريا، وتعهدت موسكو وواشنطن بضمان وقف النار هذا البلد.
كما اتفق بوتين وترامب كذلك على، إقامة قناة اتصال ثنائية بين ممثلي روسيا وأوكرانيا لتحقيق تقدم في التسوية بأوكرانيا وكذلك على تبسيط عملية تعيين السفراء الجدد. وقال تيلرسون، إن “كيمياء إيجابية”، ظهرت بين الرئيسين.
كيمياء إيجابية جمعت بوتين وميلانيا ترامب في قمة العشرين
في قمة العشرين جلس الرئيس فلاديمير بوتين، خلال إحدى الفعاليات مع ميلانيا ترامب. وقال بوتين للصحفيين، إنه تحدث مع السيدة الأمريكية الأولى، عن البرامج الديموغرافية في روسيا الاتحادية وعن الطبيعة في روسيا.
وأوضح قائلا: “لم أتحدث فقط مع السيدة ترامب، إلى يميني أيضا كانت تجلس زوجة رئيس الوزراء الإيطالي، وكانت السيدتان مهتمتين ببرامجنا في المجال الديموغرافي”.
وقال بوتين “أخبرتهما متى، وكيف قمنا بالإجراءات لدعم الأمومة والطفولة، وعن برامج تشجيع الزواج والولادة في روسيا ونتائجها، مضيفا أن السيدتين اندهشتا من هذا المشروع الضخم.
وذكر بوتين أيضا أنه حدث السيدتين عن “روسيا عموما، وسيبيريا، وكامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، وعن صيد الأسماك والحيوانات، وعن النمور والدببة التي تعيش هناك”.
اللقاء الثاني: “على الماشي”
التقى الرئيسان، مجددا في 10 نوفمبر 2017، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ” آبيك” في فيتنام.
هنا جرى اللقاء على عجل، حيث تم فقط التقاط الصور وتبادل الأمنيات بالتوفيق. وفي اليوم التالي تحدث الرئيسان لفترة وجيزة في الطريق إلى حفل تصوير قادة دول أبيك.
لكن آفاق اللقاء في قمة “أبيك” كانت مبهمة منذ البداية، إذ أطلق الجانب الأمريكي بهذه الخصوص ” إشارات متضاربة”، حسب يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، فيما أرجع الرئيس بوتين سبب عدم عقد لقاء متكامل مع ترامب إلى “تعقيدات في البروتوكول” وتضارب في جدولي أعمال الرئيسين.
ومع ذلك أعلن بوتين في مؤتمر صحفي أنهما في حديثهما “على الماشي” ناقشا كل ما أردا ناقشه.
اتصالات هاتفية لعقد قمة كاملة الأوصاف بين بوتين وترامب:
بعد قمة فيتنام، تحدث الرئيسان عدة مرات بالهاتف. وخلال الحديث الأخير، جرى بحث احتمال عقد لقاء كامل القوام بينهما. وخلال هذه الفترة أشار ممثلو البيت الأبيض، عدة مرات إلى أن ترامب، يرغب بعقد قمة مع بوتين.
وتؤكد قناة “سي إن إن”، أن ترامب سأل المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال لقاء بينهما، كيف يجب عليه التعامل مع بوتين. وتقول القناة، إن الحديث بين ميركل وترامب كان مشوبا بالتوتر أحيانا، ولذلك يبقى غامضا، رد المستشارة على سؤال محاورها.
وتقول صحيفة WSJ، إن السفير الأمريكي في موسكو، جون هانتسمان، أشرف على ترتيب التحضير للقمة الجديدة، وعمل عدة أشهر لتنفيذ المشروع. ووفقا لبعض المصادر المطلعة، سيتركز الحديث خلال قمة هلسنكي، على سوريا وأوكرانيا ومراقبة التسلح النووي. وتعتزم واشنطن خلال القمة، التحدث مع موسكو حول أمور محددة بدون مساومة.
وقال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، إن القمة ستناقش العلاقات الاقتصادية بين الدولتين ومع دول العالم، وكذلك التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية.
ويرى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، أن الحديث سيدور حتما عن عودة روسيا إلى مجموعة الثماني الكبار.
ويرى بعض الخبراء، أن الرئيسين، سيتطرقان إلى سير تنفيذ معاهدة “ستارت-3”.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال إن لقاء بوتين-ترامب مفتوح على كل المواضيع ولا إطار معينا يحكمه فهما وحدهما يحددان موضوع النقاش.