لا تلم أحداً إلا كوبر.. هكذا اغتال المدرب الأرجنتيني آمال مصر في بلوغ الدور الثاني
انتهت المباراة التي جمعت المنتخب الروسي بنظيره المصري بفوز أصحاب الأرض 3-1، ليضعوا قدماً في الدور الثاني من البطولة، بينما ودع المنتخب المصري عملياً كأس العالم 2018 التي تستضيفها روسيا، من دورها الأول.
وهنا نقدم لكم تحليلاً للمباراة التي أقيمت أمس في روسيا:
مقدمة لابد منها: كوبر؛ كيف تعتاد عيناك على القبح؟
إن كان هنالك من كارثة فعلها المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر بالمنتخب المصري، فهي بالتأكيد ليست الخسارة من روسيا وليست خسارة نهائي كأس أمم إفريقيا أمام المنتخب الكاميروني، وإنما هي إقناع الشارع الرياضي المصري أن ما يقدمه من قبح كروي هو غاية إمكانيات اللاعبين الذين يمتلكهم.
أي أن هذه المجموعة من اللاعبين لا يمكنهم تقديم كرة قدم – لا على مستوى عالٍ -، لكن كرة قدم “عادية” مثل التي تلعبها باقي الفرق والمنتخبات والأندية أو حتى الأطفال والشباب في الشوارع ومراكز الشباب.
المنتخب المصري منذ وصول كوبر وهو لا يلعب، المنتخب “يمثل” أنه يلعب. الفريق يمثل بأنه فريق دفاعي صلب لكن شباكه استقبلت 12 هدفاً في 6 مباريات؛ منهم استقبل 3 أهداف في مباراتين أمام بلجيكا وهذه المرة أمام المنتخب الروسي “متوسط المستوى”.
الفريق يمثل بأنه فريق المرتدات والحقيقة أنه يعتمد على سرعة وإمكانات صلاح فإن غاب صلاح أو قل مستواه لن نعرف كي ندافع، سنكتفي بالوقوف بالخلف، راجين الله أن يسدد أحد لاعبي الخصم في مرماه أو أن تأخذ الرياح الكرة لمرمى الفريق المنافس. في آخر 6 مباريات سجل المنتخب المصري 3 أهداف؛ صلاح سجل اثنين والثالث أحرزه لاعب المنتخب الكويتي عن طريق الخطأ في مرماه.
هذا المدى من البؤس الكروي الخالص اكتمل بدفاع أنصار كوبر عن طريقته لأنه أوصلنا إلى نهائي إفريقيا وكأس العالم، وكأن المنتخب المصري ليس البطل التاريخي للقارة الإفريقية، وكأن “الفراعنة” لم يقارعوا الكبار يوماً. والحجة الأساسية عند أنصار كوبر وهذا القبح الكروي هي أن “هذه بضاعتكم ردت إليكم”، وأن هؤلاء اللاعبين ليس بإمكانهم أفضل مما كان.
وكأن مصر لا تملك أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي، ولا أفضل لاعب في الدوري التركي، والنني يحمل الجنسية السويسرية، ورمضان صبحي يلعب في أرياف القاهرة وليس في الدوري الإنكليزي الممتاز، مثله مثل حجازي. وكأن الأمة الكروية المصرية أمة حديثة العهد باللعبة وأن كوبر هو من وضعها على خارطة كرة القدم في العالم.
ما يقوم به كوبر منذ اليوم الأول لتوليه مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخب المصري، لا يمكن تسميته سوى بعملية نصب واحتيال على كرة القدم ومحبيها، يجب أن تتوقف في أقرب وقت.
الشوط الأول: الخوف سيّد الموقف
كان الشوط الأول متوازناً بين الفريقين، لا لسبب سوى لحذر الفريق الروسي المبالغ فيه من نظيره المصري، أو بسبب التقدير المبالغ فيه من المدرب الروسي لنظيره الأرجنتيني هيكتور كوبر.
لجأ المنتخب الروسي إلى الكرات الطويلة العالية لشن الهجمات على المنتخب المصري لعلمه بضعف قلبي الدفاع أحمد حجازي وعلي جبر في التعامل مع الكرات الطويلة، ما سهل مهمة “الدب” الروسي أرتيم زيوبا في استقبال أغلب الكرات العالية، وبدأ الهجمات الروسية لكن مع حذر شديد في التقدم إلى الأمام من الأظهرة ولاعبي خط المنتصف واعتماد شبه كامل على الكرات الثابتة أو لقطة فنية من غولوفين أبرز النجوم الروس.
في المقابل، “بدا” المنتخب المصري صامداً متماسكاً قادراً على رد الفعل، لكنه لم يعد كونه مجرد تهديد شفهي لا فعلي، حيث لم يبدِ المصريون أي قدرة شن هجمات منظمة قادرة على اختراق الدفاعات الروسية الهشة، واكتفوا ببضعة لقطات فردية عنترية إما من محمد صلاح أو محمود تريزيجيه، ما دون ذلك هو رفض تام من المنتخب المصري لأخذ المبادرة رغم أنه هو من يحتاج إلى الفوز للمنافسة على بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة.
واعتمد “الفراعنة” على الأقدار الإلهية من أجل التسجيل أو خلق أية خطورة على المرمى الروسي، ونتيجة لما جرى انتهى الشوط الأول سلبياً بلا أهداف.
الشوط الثاني: لا يفل العشوائي إلا العشوائي!
هدف في الدقائق الأولى من الشوط الثاني يسكن مرمى المنتخب المصري بأقدام مدافع “الفراعنة” أحمد فتحي.
هذه هي أفضل وضعية للمنتخب الروسي وأسوأ وضعية لفريق هيكتور كوبر الذي لم يستطع العودة من التأخر في النتيجة منذ توليه مسؤولية المنتخب المصري، لدرجة أن المنتخب خسر من منتخب تشاد عندما تأخر أمامهم 0-1 في تصفيات أمم إفريقيا الأخيرة، كان حينها الكابوس يرتسم في مخيلة كوبر لأن المنتخب المصري حينها صار مطالباً بالهجوم الذي لا يعرف الرجل كيف يقوم به.
فدخل المنتخب المصري “التيه” الذي استمر لمدة ربع ساعة كانت كفيلة باستقبال هدفين آخرين ليقتل حلم التأهل، ويستفيق بعدها اللاعبون والجهاز الفني على حقيقة أن النتيجة أصبحت 0-3.
بدأ حينها المنتخب في تفعيل الخطة السحرية وهي “مرر لصلاح”، لكن النجم العالمي عاد لتوه من إصابة امتدت لـ 3 أسابيع، ومع ذلك استطاع الحصول على ضربة جزاء حولها إلى هدف يحفظ الوجه المصري، لكن ما بعد الهدف كان سيطرة روسية كاملة مع اختفاء لكل ملامح الخطورة المصرية، ولم تشعر وكأن هناك رغبة حقيقية في الفوز أو أن اللاعبين فقدوا الثقة في قدرتهم على الهجوم والسيطرة، ما سهل مهمة المنتخب صاحب الأرض.
لكن ما سهل بالفعل مهمة أصحاب الدار، هو أنهم مثلهم مثل المنتخب المصري؛ “عشوائيون” ليس لهم طريقة لعب واضحة أو مكامن خطورة يمكن إيقافها باستثناء الموهبة الخارقة “غولوفين”، هذا جعل المنتخب المصري في حالة حيرة كبيرة أمام اللاعبين الروس، حيث استطاعوا بعشوائيتهم التفوق على عشوائية “الفراعنة” الذين كانوا قادرين على الحد من بعض الخطورة أمام الفرق المنظمة تكتيكياً، لكن اليوم لم يكونوا قادرين على فهم ما يجري وقتلهم “الدب” الروسي بسهولة بالغة وكأنه “لا يفل العشوائي إلا العشوائي” ويقضي تماماً على أسطور هيكتور كوبر الدفاعية.
لو أن المنتخب المصري هو من بادر بالتسجيل، لكانت النتيجة مشابهة أيضاً لأن الروس ليس لديهم ما يقدمونه سوا الكرات الطويلة لرأس القاطرة البشرية أرتيم زيوبا وحينها كان سيتوفر لصلاح المساحات التي يفضلها لكن ذلك لم يحدث.
هذا ما تقوله أرقام المباراة!
تشير تقييمات الموقع المتخصص Who Scored، إلى تفوق طفيف للمنتخب الروسي مع إعطاء أعلى تقييم لرأس الحربة لتسجيله هدف وفوزه بمعظم الإلتحامات والثنائيات الهوائية.
بينما لم يقدم المنتخب المصري ما يشفع له على الإطلاق ولم يتحصل على تقييم أعلى من 7 نقاط سوا قلب الدفاع أحمد حجازي في إشارة واضحة على حالة الفريق.
كما نرفق لكم إحصائيات وأرقام اللاعبين الروس والمصريين مفصلة هنا؛
صورة (2): إحصائيات اللاعبين الروس الذين قدموا مباراة متوسطة على الصعيد الفني وكبيرة على مستوى النتيجة.
صورة (2)
صورة (3): إحصائيات اللاعبين المصريين التي تكشف سوء مستواهم بشكل واضح وعجزهم عن خلق الفرص والسيطرة على مجريات الأمور.
صورة (3)