الرجل العنكبوت أذهل باريس بسرعته في إنقاذ طفل.. المهاجر البطل التقى الرئيس ماكرون، لكن ماذا عن الأب والأم؟
تلقَّى شابٌ الإشادات بعدما تسلَّق واجهة أحد المباني لإنقاذ طفلٍ عمره أربعة سنوات مُتدلٍّ من شرفة بالطابق الرابع.
ودون التفكير في سلامته، لم يستغرق مامودو غاساما إلا ثوانٍ للوصول إلى الطفل في عملية إنقاذٍ مذهلة صُوِّرت في مقطع فيديو وشُوهِدَت ملايين المرات على الشبكات الاجتماعية.
ونشر مستخدم في موقع تويتر يُدعى عادل براون مقطع فيديو لعملية الإنقاذ وكتب مُعلِّقاً: “أبطال دون قلنسوة على رؤوسهم”.
حسب صحيفة The Guardian البريطانية وقعت الحادثة عند نحو الثامنة مساء السبت 26 مايو/أيار شمالي باريس.
وتُظهِر لقطات الإنقاذ غاساما (22 عاماً) وهو يتسلق من شرفة إلى أخرى بيديه المجردتين، فيما يحاول رجلٌ في الطابق الرابع الإمساك بالطفل عن طريق الانحناء من شرفة مجاورة.
وبعد وصوله للطابق الرابع، وضع غاساما أحد رجليه على الشرفة قبل أن يمد يده اليمنى ويجذب الطفل.
ووصل رجال الإطفاء إلى المكان ليجدوا الطفل وقد أُنقِذ بالفعل.
وقال متحدثٌ باسم هيئة الإطفاء: “لحسن الحظ كان هناك رجلٌ لائقٌ بدنياً وامتلك الشجاعة ليذهب وينقذ الطفل”.
وقال غاساما، الذي تتبعه الصحفيون بعد 24 ساعة من الإنقاذ البطولي، إنَّه تصرَّف دون تفكير. وأضاف: “رأيتُ كل أولئك الناس يصيحون، والسيارات تُطلِق آلات تنبيهها. فتسلَّقتُ هكذا، الحمد لله، وأنقذتُ الطفل”.
وتابع: “شعرتُ بالخوف حين أنقذتُ الطفل.. وعندما دخلنا إلى حجرة المعيشة، بدأتُ أرتجف، وبالكاد كان يمكنني الوقوف واضطررتُ للجلوس”.
وأشادت آن هيدالغو، عمدة باريس، بـ”عمله الشجاع، وهاتفته شخصياً لـ”شكره بحرارة”. وأشارت إليه باسم “سبايدر مان الدائرة الثامنة عشرة”، في إشارة إلى الحي الباريسي الذي حدثت فيه عملية الإنقاذ.
وقالت “لقد شرح لي أنَّه وصل من مالي قبل أشهر قليلة حالماً ببناء حياته هنا”، وأضافت: “قلتُ له إنَّ عمله البطولي هو نموذج لكل المواطنين، وإنَّ مدينة باريس ستكون حريصة بشكل واضح على دعمه في جهوده للاستقرار بفرنسا”.
والتقى الشاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي نشر على حسابه في تويتر صوراً لهما.
ودعاه ماكرون للحصول على الجنسية الفرنسية والالتحاق للعمل في فرق الإطفاء.
وبحسب التحقيقات المبدئية التي أجرتها السلطات، تبيّن أنَّ والديّ الطفل لم يكونا في المنزل في ذلك الوقت، وتم احتجاز الأب في وقتٍ لاحق للمساءلة من قِبل الشرطة بسبب تركه للطفل بمفرده، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة لاحقاً، بحسب ما أورد مصدر قضائي. ولم تكن والدة الطفل في باريس في ذلك الوقت.