إسرائيل تفشل في عرقلة حصول تركيا على مقاتلات F-35 فتلجأ لحيلة جديدة لإضعاف إمكاناتها القتالية
بدأ الإسرائيليين يشعرون بصعوبة منع صفقة مقاتلات F-35 الأميركية الشبحية الأميركية لتركيا لذا قرروا اللجوء لتكتيك بديل عن المنع.
ويناقش المسؤولون الإسرائيليون، الذي يشعرون بالقلق حيال الصفقة المنتظرة، هذه المسألة الآن مع دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة، حسب تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.
ويقول مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بوزارة الدفاع إنَّ إسرائيل ترغب في أن تظل الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التي تملك مقاتلات F-35 كي تُحافظ على تفوقها النوعي العسكري، وخوفاً من أنَّ تفاصيل بشأن قدرات المقاتلة قد تتسرب إلى الدول المجاورة، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
وستقام احتفالية رسمية في 21 يونيو/حزيران المقبل لتسلم أول طائرة مقاتلة من طراز لوكهيد مارتن F-35 Lightning II المخصصة لتركيا حسب ما ورد في وسائل الإعلام التركية ، على الرغم من الاعتراضات من قبل بعض الدوائر الأميركية بما في ذلك تحرك ثلاثة من أعضاء الكونغرس لوقف تسليم الطائرات.
تركيا شريك في مشروع إنتاج F35 وانسحابها يعني انهيار المشروع
تتنبأ مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية بصعوبة إلغاء الصفقة؛ لأنَّ تركيا كانت إحدى الدول التي استثمرت في تطوير الطائرة، حسب الصحيفة الإسرائيلية.
وسبق أن قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده سترد إذا أصدرت الولايات المتحدة قانوناً مقترحاً يقضي بوقف مبيعات الأسلحة للبلاد.
وأحد الردود المحتملة التي جرى الحديث عنها عندما غضبت الولايات المتحدة من شراء تركيا للنظام الصاروخي إس 400 هو أن تشتري أنقرة الطائرات الحربية الروسية من طراز سوخوي -57 الشبحية التي لم تدخل الخدمة بعد، إذا قررت واشنطن تعليق تسليم طائرات إف -35 ، حسب نقلت وكالةسبوتنيك الروسية عن صحيفة يني شفق التركية .
كما تعتمد تركيا على أنها ليست مجرد زبون للطائرة بل هي شريك في المشروع، إذ أن ASELSAN ، وهي شركة تركية عملاقة في مجال الدفاع قامت بتطوير أنظمة الاستهداف البصري الإلكترونية وضوابط التدخل في الهواء للطائرات المقاتلة من طراز F-35 ، وهي ترى أيضاً أن مثل هذه الخطوة ستضر بالولايات المتحدة نفسها.
وزعم هالوك جورجون رئيس شركة ASELSAN أن مشروع F-35 سينهار تماماً إذا قررت الولايات المتحدة وقف تسليم الطائرات إلى تركيا، إذ أن أنقره تركيا شريك مهم في هذا المشروع”، حسب قوله.
وتشارك العديد من الشركات التركية الأخرى في صناعة الطائرات المقاتلة كجزء من دور تركيا الشريك في البرنامج المشترك. على سبيل المثال، ساهمت شركة Alp Aviation في إنتاج هيكل الطائرة ومعدات الهبوط، وتزود شركة Ayesaş الطائرة بواجهات التحكم عن بعد للصواريخ ونظام التصوير البانورامي لقمرة القيادة، إضافة لشركات أخرى.
والطائرة الأولى في صفقة تركيا ظهرت بالفعل في مقطع فيديو
وتتركز النقاشات بين إسرائيل والولايات المتحدة على مجموعة من الموضوعات، من بينها برمجيات طوَّرها الأميركيون وتسمح بـ”ترقية” قدرات المقاتلة F-35.
وتنكر إسرائيل على الصعيد الرسمي أنَّها تُجري نقاشات بشأن الصفقة، التي بموجبها من المقرر أن تحصل تركيا على 100 مقاتلة من طراز F-35، وأنَّها فقط ترصد التطورات عن كثب.
وأول طائرة مقاتلة من طراز F-35A أنتجت لتركيا قامت برحلتها الأولى بالفعل في منشآت شركة لوكهيد مارتن لصناعة الأسلحة في الولايات المتحدة في فورت وورث، بولاية تكساس، حسب ما ذكرت صحيفة الديلي صباح التركية في تقرير نشر في 23 مايو/أيار 2018.
وظهرت الطائرة في فيديو شاركته وزارة الدفاع الأميركية، وهي تحمل رقم 18-001 وعلامة تركية وأجرت الطائرة عدة مناورات.
ما يقلق إسرائيل هو أن تحصل تركيا على البرمجيات الحديثة
من المقرر أن يحصل سلاح الجو الإسرائيلي في شهر يوليو/تموز المقبل على البرمجيات التي ستطور من أداء الطائرة، وتشعر إسرائيل بالقلق من أنَّ تركيا ستحصل على تلك البرمجيات هي الأخرى.
ويتمثَّل أحد الاحتمالات التي تُناقَش في إمداد تركيا بالطائرة دون البرمجيات، مما يُبقي على تفوق إسرائيل.
وأكدت مصادر في واشنطن لصحيفة Haaretz على أنَّ المسألة في الوقت الحالي “جزءٌ من مفاوضات” متعلقة بصفقة المقاتلات F-35.
وبعض أعضاء الكونغرس يرفض الصفقة من الأساس
تتزايد الانتقادات في الكونغرس بشأن الصفقة. إذ يدفع عددٌ من المُشرِّعين بمشروع قانون من شأنه إيقاف تنفيذ الاتفاق الذي يقضي ببيع الطائرات إلى تركيا، وذلك في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد مؤخراً.
ويقول السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد من ولاية أوكلاهوما، وأحد الأصوات التي تتصدر المشهد ضد صفقة مقاتلات F-35 في الكونغرس، إنَّ “مبعث قلقنا هو أنَّ تركيا كدولة تمر بتحولٍ كبير للغاية”.
وأخبر صحيفة Haaretz قائلاً: “ابتعدت تركيا كثيراً عن كونها حليفاً بحلف الناتو وشريكاً مهماً في العمل ضد الإرهاب، وصولاً إلى الموقف اليوم، إذ تحتجز مواطناً أميركياً باعتباره ورقةً للمساومة”، وذلك في إشارة إلى القس الأميركي أندرو برونسون، الموقوف لدى السلطات التركية منذ العام الماضي 2017. وأضاف لانكفورد: “ليس هذا سلوك حليف”.
يقول لانكفورد إنَّ الحادث يعطي مؤشراً على تغير أوسع يحدث في تركيا، وهو تغيُّر تصبح معه الدولة التركية أقل موثوقية باعتبارها حليفاً للولايات المتحدة، حسب تعبيره.
وأضاف لانكفورد: إنَّه بلد يمر بتحولٍ مهم جداً، وأسأل نفسي لماذا نمنح أفضل تكنولوجيا عسكرية لدينا إلى دولة تمر بمثل هذا التحول؟”.
وتابع عضو الكونغرس: “إنَّ شاغلي هو أنَّهم حليفٌ بالناتو، وكانوا حليفاً جيداً لسنوات، لكنَّ إذا كنا لا نعرف ما الذي ستكون عليه البلاد في غضون سنوات قليلة، فينبغي علينا أن نمنع عنهم هذا المورد”.
وأوضح أنَّه بالمقارنة بين تركيا وإسرائيل، لا يوجد لدى الولايات المتحدة “أي تردد مع إسرائيل. فعندما نمنحهم مقاتلات F-35 أو المعدات العسكرية الأخرى، نعرف كيف سيستخدمونها. ونعلم ما الذي سيفعلونه وما الذي لن يفعلوه. ولستُ متأكداً إذا كان من الممكن أن نقول الشيء نفسه عن تركيا”.
علاقة تركيا المتوترة مع إسرائيل سبب آخر للقلق
“نريد الإبقاء على تركيا كحليف”، هكذا يقول لانكفورد، ولكنه يرى أنَّ التغيرات الداخلية الأخيرة في تركيا والخلافات مع الولايات المتحدة حول قضايا السياسة الخارجية -بما في ذلك إظهار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العداء تجاه إسرائيل- يجب أن تجعل الولايات المتحدة “تتوقف قليلاً” وتعيد تقييم صفقة مقاتلات F-35، وربما الأشكال الأخرى من التعاون العسكري أيضاً.
وقال متحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، وهي تُمثِّل اللوبي المؤيد لإسرائيل في الكونغرس، إنَّ اللجنة لم تتخذ موقفاً بشأن مشروع قانون لانكفورد. وأبقت السفارة الإسرائيلية في واشنطن كذلك على صمتها حول المسألة.
لكنَّ مستشار سياسة خارجية لأحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي منخرطٌ في المناقشات أخبر صحيفة Haaretz أنَّ المُشرِّعين الذين سألوا المسؤولين الإسرائيليين عن الصفقة تناهى إلى مسامعهم بعض التحفظات.
وأوضح هذا المستشار: “لا يوجد أحد هنا تساوره شكوك حول أنَّ إسرائيل تُفضِّل أن تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذه القدرات الهجومية. يعرف الإسرائيليون كيف يجعلون ذلك واضحاً بطرقهم الخاصة”.