هل ينسحب النظام لصالح المعارضة بريف حماة باتفاق تركي روسي؟
كشفت مصادر محلية وإعلامية عن مفاوضات تركية روسية تجري حول انسحاب قوات النظام والمليشيات الموالية لها من مناطق بريف حماة لصالح فصائل المعارضة السورية.
وكانت المعارضة السورية قد صرحت في وقت سابق بأن مقاتلي حزب الله اللبناني وعناصر تابعة لقوات النظام قد انسحبوا من نقاط لهما في منطقة الحاضر جنوب حلب بضغط من القوات الروسية التي تريد إنشاء نقاط مراقبة في المنطقة، بعد نشر الجيش التركي نقاط مراقبة في منطقة تلة العيس بريف حلب الجنوبي.
وحسب مصادر محلية، فإن المساعي تتركز على اتفاق على انسحاب قوات النظام من بلدات صوران وطيبة الإمام وحلفايا وكرناز وتل ملح والجبين والتريمسي، وتسليمها لفصائل المعارضة السورية.
وأكد الصحفي السوري المختص بالشأن التركي، عبود الحسو، أن اللاعبين الأساسيين في سوريا الآن في مناطق إدلب وريف حماة الشمالي هما تركيا وروسيا، وبالتالي فهما القادران على توجيه دفة الأمور كما يشاءان بغض النظر عن رأي النظام ومليشاته.
وقال ” إن روسيا تسعى من تقليم أظافر إيران في سوريا في الفترة القادمة إلى إخراجها من سوريا نهائياً مستفيدة من إلغاء الاتفاق النووي مع إيران من قبل الولايات المتحدة والتي ستؤدي إلى انكفاء إيران على نفسها ومحاولة خروجها من عنق الزجاجة الذي ستنحشر فيه.”
ولم يستبعد الحسو أن يتم التوصل إلى اتفاق بين روسيا وتركيا يتم بموجبه تسليم مناطق ذات جبهات ساخنة لفصائل المعارضة المدعومة من تركيا مقابل إنهاء الوجود العسكري للفصائل المتشددة كالنصرة وغيرها.
ويرى أنه بعد الانتهاء من الانتخابات التركية في 24 يونيو القادم وفي حال فوز العدالة والتنمية كما هو متوقع ستكون تركيا أكثر فاعلية في المنطقة وستوسع من نفوذها وتواجدها في سوريا أكثر بما يحقق الاستقرار في المنطقة وعودة اللاجئين إلى ديارهم وتنمية المنطقة وتدوير عجلة الاقتصاد بما يضمن عودة الأمان وديمومة الاستقرار.
من جهته، أشار عضو مجموعة العمل من أجل سوريا الناشط السياسي درويش خليفة إلى أن المعارك في البلدات المذكورة بين شد وجذب، حيث إن النظام طالما كرس لحشود عسكرية للسيطرة على بلدات ريف حماه الشمالي لأجل محاصرة فصائل المعارضة.
ولفت إلى أن هذه البلدات، لا تحظى بأهمية اقتصادية، لكنها تحتوي على خزان بشري كبير، لذلك فإنه في حال عودتها لفصائل المعارضة فسيعود جميع مهجريها الـ300 ألف إلى بلداتهم وقراهم، ما سيسهل على تركيا تخفيض عدد سكان المخيمات، وبالتالي إعادة الحياة لهذه المناطق بعودة أهاليها.
وفي ما يتعلق بموافقة النظام على الانسحاب قال خليفة إنه لو أن الأمر للنظام فلن نجده يفرط بشبر واحد من مناطق سيطرته، ولكن التوافقات الروسية التركية فوق أي اعتبار لما يسمى السيادة الوطنية وفق مفهوم الأسد.
وتابع قائلا: “إن التقارب الروسي التركي في أستانا وصل لمرحلة جيدة من التنسيق في الشمال، بعد تموضع نقاط المراقبة التركية، والاتفاق على فتح طريق دمشق حلب الدولي، بهدف الإثبات للمجتمع الدولي أن مسار أستانا بديل صلب عن جنيف وعليهم استثمار ما تمخض عنه للبدء بعملية سياسية وفق رؤية الروس وبمباركة تركيّة”.