الدول الإسلامية تدعو لنشر قوة حماية دولية للفلسطينيين
دعا قادة الدول الإسلامية يوم الجمعة إلى نشر قوة دولية لحماية الفلسطينيين بعد مقتل عشرات المتظاهرين بالرصاص على أيدي القوات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة قبل أيام.
وخلال قمة استثنائية في تركيا دعا إليها الرئيس رجب طيب إردوغان، تعهد القادة أيضا باتخاذ ”إجراءات سياسية واقتصادية مناسبة“ إزاء الدول التي تحذو حذو الولايات المتحدة في نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
واستغل إردوغان، الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه الشهر المقبل، القمة ليشن هجوما لفظيا على إسرائيل وقارن تصرفات قواتها بمعاملة ألمانيا النازية لليهود في الحرب العالمية الثانية عندما قتل ملايين في معسكرات الاعتقال.
وانتقد إردوغان أيضا الولايات المتحدة قائلا إن قرارها نقل سفارتها شجع إسرائيل على إخماد الاحتجاجات على الحدود مع غزة باستخدام القوة المفرطة.
وتقول معظم دول العالم إن وضع القدس يجب تحديده في تسوية سلمية نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين وإن نقل سفاراتهم الآن سيحكم مسبقا على أي اتفاق من هذا القبيل.
وينهي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة سياسة أمريكية استمرت عقودا وأثار القرار أيضا غضب العالم العربي وحلفاء غربيين.
وأصبحت جواتيمالا ثاني دولة تنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة بينما قالت باراجواي إنها ستحذو حذوها هذا الشهر.
وقال البيان الختامي لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا إن قتل 60 فلسطينيا يحتجون على نقل السفارة يوم الاثنين يمثل ”جرائم وحشية ارتكبتها القوات الإسرائيلية بدعم من الإدارة الأمريكية“.
وأضاف البيان أن أعمال العنف ينبغي أن توضع على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ودعا الأمم المتحدة للتحقيق في أعمال القتل.
حضر القمة العاهل الأردني الملك عبد الله حليف الولايات المتحدة. والأسرة الهاشمية التي ينتمي إليها العاهل الأردني هي المشرفة على المواقع الإسلامية في القدس.
وقال الملك عبد الله ”قبل حوالي خمسة أشهر من اليوم، التقينا لمواجهة التبعات الخطيرة للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وها نحن اليوم نلمس النتائج التي حذرنا منها، وهي إضعاف ركائز السلام والاستقرار وتكريس الأحادية وتعميق اليأس الذي يؤدي إلى العنف“.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته أمام القمة الدول الإسلامية إلى ”قطع علاقاتها تماما مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) وأيضا إعادة النظر في علاقاتها التجارية والاقتصادية مع أمريكا“.
ووصف إردوغان إسرائيل بأنها ”دولة إرهابية“.
وقال إردوغان يوم الجمعة بعد أن ألقى كلمة أمام آلاف من أنصاره الذين تجمعوا دعما للفلسطينيين ”أبناء من تعرضوا لكل أنواع التعذيب في المعسكرات النازية خلال الحرب العالمية الثانية يهاجمون الآن الفلسطينيين بأساليب يخجل منها النازيون“.
وأضاف إردوغان أن الأمم المتحدة يجب أن ترسل ”قوة سلام دولية إلى شعب فلسطين الذي يفقد أطفاله الصغار يوميا بسبب الإرهاب الإسرائيلي“ وشبه نشر القوات بنشر قوات حفظ السلام في البوسنة وكوسوفو في تسعينيات القرن الماضي.
وفجرت الأحداث في غزة أيضا خلافا دبلوماسيا بين تركيا وإسرائيل، حيث تبادل البلدان طرد كبار الدبلوماسيين.
وتبادل أيضا إردوغان الانتقادات اللاذعة على تويتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبرغم لهجة الخطاب الحادة، أظهرت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن إسرائيل كانت عاشر أكبر سوق للصادرات التركية في 2017 حيث اشترت سلعا بحوالي 3.4 مليار دولار.
وقال وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون لإذاعة إسرائيل يوم الجمعة ردا على سؤال عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تقطع علاقاتها مع تركيا ”لدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع تركيا. وهذه العلاقات شديدة الأهمية للجانبين“.
وتلقى معاناة الفلسطينيين صدى لدى كثير من الأتراك خاصة القوميين والمتدينين الذين يشكلون قاعدة الدعم لإردوغان الذي يخوض الانتخابات الرئاسية مجددا الشهر المقبل.