بلومبرج: القضية الفلسطينية لم يعد لها الأولوية بسبب مسرحيات السلطة في الشرق الأوسط
قالت شبكة “بلومبرج” الأمريكية أن مسرحيات السلطة في الشرق الأوسط جعلت القضية الفلسطينية ليست لها الأولوية كما كانت في الماضي تمثل أهم التحديات في الشرق الأوسط، ولكن الآن ينظر له كقضية محلية.
مجزرة ضد الشعب الفلسطيني
وأشارت الشبكة إلي العمل الوحشي والعدواني من قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين علي الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، وكانت مسيرات الاسبوع الماضي تتويجاً للمظاهرات التي استمرت لمدة 6 أسابيع قبل الذكري السبعين لنكبة فلسطين وتأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال الاحتجاجات قتل العشرات وأصيب الآلاف من الفلسطينيين بنيران قوات الاحتلال، وكانت المظاهرات بمثابة تذكير متعمد بمصير فلسطين الذي كان محور اهتمام المنطقة، وكانت معاناة الفلسطينيين بين القضايا الأولي التي تهتم بها مصر والسعودية والأردن عندما كانوا يزرون واشنطن.
تغييرات استراتيجية
وتري الشبكة أن التغييرات الإستراتيجية علي مدي السنوات القليلة الماضية أدت إلي تهميش الفلسطينيين، والثورات العربية التي بدأت في تونس في اواخر عام 2010 دفعت لنضال مكبوت منذ سنوات في الدول الأخري، ومنذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه القي الضوء علي المخاوف بشأن طموحات إيران الشيعية، مما جعل ترامب يكون تحالف مع السعودية وإسرائيل لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وأدت الانقسامات المدمرة داخل الحركة الوطنية الفلسطينية إلى مزيد من الفوضي، ومع الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف حزب الله الإيرانية واللبنانية في سوريا التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، وتشير إلى إمكانية حدوث صراع أكبر بكثير سيؤدي إلي االتغطية علي المشكلة الفلسطينية.
معاناة قطاع غزة
وسلطت الشبكة الضوء علي الوضع القاس في قطاع غزة ومعاناة الفلسطينيين من ظروف المعيشة السيئة وعدم توافر مياة الشرب واختلاطها بمياة الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي والحدود المغلقة ما جعلهم لا يرون اختلاف بين الحياة والموت، ومع نقل الولايات المتحدة السفارة الأمريكية إلي القدس جعل الفلسطيين يهرعون إلي الجدار الحدودي مع إسرائيل متعهدين بالعودة إلي ارض أجدادهم بعد تأييد ترامب للسيادة الإسرائيلية للمدينة المتنازع عليها في الذكري السبعين للنكبة الفلسطينية.
ولفتت الشبكة إلي استخدام قوات الاحتلال الذخيرة الحية ضد المدنيين الفلسطينيين وقتل حوالي 62 قلسطيني من بينهم أطفال ومع ذلك دافعة واشنطن عن إسرائيل بإعطائها تعليمات لقتل الفلسطينيين.
ويقول غسان الخطيب ، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني في جامعة بيرزيت والمتحدث السابق باسم السلطة الفلسطينية: “يشعر الفلسطينيون بإنهم لوحدهم، و القضايا الدرامية الأخرى جذبت انتباه العالم عنهم، والأحداث الحالية والتحرك نحو المقاومة الغير مسلحة هو انعكاس لشعورهم باليأس”.
خطة السلام
ويقول خبراء الشرق الأوسط ، ومن بينهم دينيس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وآرون ديفيد ميلر من مركز ويلسون “ان جاريد كوشنر عازم علي تنفيذ خطته للسلام المكونة من 30 صفحة وسيقدمها خلال الأشهر المقبل، واعتراف ترامب بالقدس ونقلها السفارة من تل ابيب للقدس، زاد من قدرة ترامب وتاثيره علي نتنايهو مما يجعله يؤيد خطة السلام ولا يرفضها”.
وأضاف الخبراء أنه في الوقت نفسه تريد إدارة ترامب من السعودية والدول العربية لعب دور مهم في الاتفاق، وان يحتضن القادة العرب الاتفاق حتي لو يراه الفلسطينيين بإنه اتفاقا صعبا مع تقليل الأراضي التي يمكن أن يحصلوا عليها وعدم السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة، وتقاسم محدود اكثر في القدس.
وأضافت الوكالة أنه علي الرغم من الأحداث الأخيرة التي شهدتها غزة إلا أن قدرة الفلسطينيين علي جذب انتباه العالم قد تظل محدودة في ظل الاهتمام بتنظيم داعش وكوريا الشمالية وإيران.