عدو أمريكا “مقتدي الصدر” يتصدر الساحة السياسية في العراق.. انتصار لإيران
يتجه الزعيم الديني مقتدى الصدر على ما يبدو للعودة إلى الساحة السياسية في العراق بعد أداء قوي في الانتخابات البرلمانية في أعقاب تهميشه لسنوات من قبل منافسين تدعمهم إيران، وأظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الأنتخابات العراقية تقدم عدو الولايات المتحدة مقتدي الصدر حليف إيران، وجاء في المرتبة الثانية التحالف الشيعي العراقي الذي يرأسه هادي العامري وزير النقل السابق ذو العلاقات الوثيقة أيضاً مع إيران وأصبح قائداً بارزاً للمقاتلين الشبه عسكريين في الحرب ضد تنظيم داعش، بينما كان أداء رئيس الوزراء حيدر العبادي ضعيفا في المحافظات الشيعية التي كان ينبغي أن تكون اساس دعمه وكان في المرتبة الثالثة، وفقاً لشبكة “سي بي أس نيوز” الأمريكية.
عودة الصدر للحياة السياسية
وأشارت الشبكة إلي أن اعلان تقدم الصدر جاء بعد 24 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع في جميع انحاء العراق ولكن وسط اقبال ضعيف من الناخبين علي الإنتخابات، ومع فرز أصوات 10 محافظات من 19 محافظة في العراق من بينهم محافظتي بغداد والبصرة كانت النتائج لصالح الصدر.
مقاعد البرلمان
واوضحت الشبكة أن مقاعد البرلمان سيتم تخصيصها بالتناسب مع الإئتلاف بمجرد احتساب جميع الأصوات، ولم تعلن لمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق المزيد من النتائج.
ولفتت الشبكة إلي أن اعلان النتائج الأولية ادي إلي احتفالات في مدينة الصدر في بغداد، وهي منطقة فقيرة يعيش فيها نحو 3 ملايين شخص، وتم تسميتها على اسم رجل الدين الراحل آية الله محمد صدّق الصدر، وقام مقتدي الصدر بحملة على منصة طائفية لمحاربة الفساد والاستثمار في الخدمات ، وأقام تحالفاً مفاجئاً مع الحزب الشيوعي في العاصمة.
مؤيدين مخلصين للصدر
وتري الشبكة ان الأداء القوي للصدر في الإنتخابات دليل علي قاعدة الصدر من الأتباع المخلصين له الذين أدلوا بأصواتهم رغم الحالة العامة من اللامبالاة بالإنتخابات في العراق التي ابقت العديد من العراقيين بعيدا عن صناديق الاقتراع .
واضافت الشبكة أن الصدر قاد المقاتلين لمحاربة داعش، ورأس مليشيات قوية قاتلت القوات الأمريكية في العراق قبل عام 20111، ولكن حملته الإنتخابية لعام 2018 ركزت علي القضايا الاجتماعية والقضاء علي الفساد الحكومي.
من هو الصدر؟
وأوضحت الشبكة أن الصدر ظهر في البداية كرجل دين شاب لا يبلغ من العمر 30 عاماً، بعد أن أنزلق العراق في حرب طائفية عقب الإطاحة بحكومة صدام حسين عام 2003، وكان مراسل “60 دقيقة” بوب سايمون أول من أجري مقابلة مع الصدر للتلفزيون الغربي، وأوضح سيمون أن صعود رجل الدين الصدر كان مدفوعاً بسنوات من الاستياء الشيعي من الولايات المتحدة
بعد استسلام صدام حسين في حرب الخليج الأولى عام 1991 ، أرسل الرئيس جورج بوش الأب رسالة واضحة إلى الشيعة العراقيين، وقال “إن الوقت قد حان للشعب العراقي أن يأخذ الأمور بأيديهم وأن يجبروا صدام حسين ، الدكتاتور على التنحي”.
واستجاب الشيعة لدعوة بوش الأب، ولكن عندما كانوا في حالة من التمرد الكامل ضد صدام لم يجدوا الحماية الأمريكية التي كانوا يتوقعونها، وبالإضافة لذلك تركت الولايات المتحدة صدام حسين يستخدم مروحيات خاصة لسحق التمرد وقتل الآلاف من الشيعة.
أمريكا الثعبان الأكبر
وقال الصدر لسايمون في مقابلة عام 2004 ” لم يكن الأمريكيون مهتمين بما هو أفضل بالنسبة للشيعة، وفي الواقع لن تسمح أمريكا بوجود حكومة شيعية هنا ، إلا في ظل احتلالها للعراق”، ووصف الصدر لسايمون الإطاحة بصدام حسين بإن الثعبان الصغير رحل وجاء الثعبان الكبير.
وأضافت الشبكة أن المشاعر الدينية المتشددة حفزت الشيعة وألهمتهم الدعم للصدر وكان مؤيدي الصدر في غاية من الجماس ومسلحين، وشنوا قتال دموي ضد القوات الأمريكية في ذروة التمرد بعد الإطاحة بصدام حسين، ثم أعاد الصدر بصياغة نفسه كلاعب سياسي مشكلته الرئيسية الحكومة العراقية.
انتصار إيران
ولفت الشبكة إلي أن انتصار الصدر في الإنتخابات سينظر له انتصار لإيران التي تسعي لحماية مصالحها في العراق التي من بينها المليشيات التي تمولها وموجهة للقتال بجانب القوات في سوريا.
وتعد الإنتخابات التي جرت يوم السبت هي الأولي من انتصار العراق علي داعش والرابعة منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، وكانت نسبة المشاركة في الإنتخابات 44% وهو ادني مستوي مشاركة منذ الإطاحة بصدام.
مقاعد البرلمان
ويجب أن يحصل اي حزب سياسي أو تحالف على أغلبية مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 329 في البرلمان ليتمكن من اختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة، وتوجد العشرات من التحالفات في هذه الانتخابات، ومن المتوقع إجراء مفازضات لمدة شهور قبل أن يتمكن أي تحالف من تجميع 165 مقعدًا مطلوبًا، وإلى أن يتم اختيار رئيس وزراء جديد ، سيبقى العبادي في منصبه ، ويحتفظ بكل قوته.
تقسم السلطة وفقاً لأسس طائفية
ونوهت الشبكة إلي ان السلطة السياسية في العراق تتقسم تقليديا على أسس طائفية بين مكتب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، منذ الانتخابات الأولى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس صدام حسين عام 2003 ، تولت الأغلبية الشيعية منصب رئيس الوزراء ، في حين تولى الأكراد الرئاسة ، وشغل السنة منصب رئيس البرلمان.
يحدد الدستور حصة للتمثيل النسائي ، ينص على أنه يجب أن يكون ما لا يقل عن ربع أعضاء البرلمان من النساء، اي ما يقرب من 2600 امرأة يترشحن للمناصب هذا العام