إيران: المحافظون يهاجمون الولايات المتحدة ويدفعون نحو انسحاب طهران من الاتفاق النووي
تعددت الأربعاء ردود الأفعال داخل الوسط السياسي الإيراني على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الدولي مع طهران والموقع في يوليو 2015. وكان القاسم المشترك لردود الأفعال هذه هو إجماعها على التنديد بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وطالب المحافظون بردود أكثر تشددا مع الولايات المتحدة، بينما عول الإصلاحيون على التحركات الدبلوماسية بين إيران والدول الخمس المتبقية –روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا– للإبقاء على الاتفاق بما يحقق مصالح طهران.
أجمعت الأوساط السياسية الإيرانية بكافة تياراتها الأربعاء على التنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اتخذه الأمس الثلاثاء والقاضي بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الدولي مع طهران والموقع في يوليو/تموز العام 2015 وإعادة فرض العقوبات على إيران.
بيد أن ردود الأفعال تباينت وفقا لاتجاه هذه التيارات التي تتراوح بين الإصلاحية والمحافظة، فالإصلاحيون يأملون في الإبقاء على الاتفاق النووي مع الأطراف الأخرى الموقعة عليه والحفاظ على المصالح والمميزات التي خرجت بها طهران من هذا الاتفاق. بينما يطالب المتشددون بردود أكثر قسوة تتناسب مع العداء التاريخي للولايات المتحدة تصل حتى إلى الانسحاب الكامل من الاتفاق واستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم بعيدا عن الرقابة الدولية.
تصريحات القادة الإيرانيين
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن عبد الرحيم موسوي قائد الجيش الإيراني قوله الأربعاء “إن أكبر ضرر تسبب فيه الاتفاق النووي هو الجلوس إلى طاولة التفاوض جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وإضفاء الشرعية على واشنطن”. وأضاف موسوي “إن انسحاب واشنطن من الاتفاق ينبغي أن يكون درسا للسعودية التي تقترب من الولايات المتحدة”.
بينما نقل التلفزيون الإيراني الأربعاء عن رئيس البرلمان علي لاريجاني قوله إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يمثل انتهاكا للاتفاق، ومن شأنه أن يعزل الولايات المتحدة. وقال لاريجاني إن “تخلي ترامب عن الاتفاق النووي استعراض دبلوماسي… إيران ليست ملتزمة باحترام تعهداتها بموجب الاتفاق النووي في ظل الوضع الحالي… إنه تهديد للسلم والأمن… لست متأكدا مما إذا كان الموقعون الأوروبيون على الاتفاق سيفون بتعهداتهم”. وأضاف “من الواضح أن ترامب لا يفهم سوى لغة القوة”.
وتابع لاريجاني في بداية جلسة للبرلمان الإيراني “إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يصلح لمنصبه”، وذلك وفقا لما أورده موقع ميزان، الموقع الإلكتروني للسلطة القضائية في إيران. وأضاف “ترامب ليست لديه القدرة العقلية للتعامل مع الأمور”.
كما قام النواب الإيرانيون في نفس الجلسة بإحراق العلم الأمريكي ونسخة رمزية من الاتفاق النووي ورددوا كذلك هتاف “الموت لأمريكا”.
مواقف الصحف الإيرانية المتشددة
وأجمعت الصحف الايرانية الصادرة صباح الأربعاء على التنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لكن مواقفها تباينت بين الصحف الإصلاحية والمحافظة التي دعت إلى رد أكثر تشددا.
فكتبت صحيفة “كيهان” المحافظة المتشددة “ترامب مزق الاتفاق النووي وآن الأوان لنقوم بحرقه” مستعيدة ما أعلنه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قبل بضعة أشهر. وكانت الصحيفة توجه انتقادات باستمرار للاتفاق النووي وسياسة التقارب التي ينتهجها روحاني إزاء الغرب.
أما صحيفة “جوان” القريبة من الحرس الثوري فكتبت “إيران ستظل موحدة وستقاوم” مضيفة “إنه زمن الاتحاد وليس لوم الآخرين. إنها فرصة للتجديد في إيران وشعارنا ’الموت لأمريكا‘ لم يعد شعارا، فالولايات المتحدة ماتت فعلا بالنسبة إلينا”.
من جهتها، كتبت صحيفة “فرهيختكان” المحافظة على صفحتها الأولى “لا للاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة” مؤكدة أن “أوروبا غير قادرة على الحفاظ على الاتفاق النووي”.
أما صحيفة “رسالات” فاستعادت في صحفتها الأولى تصريحات محمد جواد لاريجاني مسؤول الشؤون الدولية في السلطة القضائية الإيرانية الذي قال إنه لا يجب الاعتماد على الأوروبيين من أجل الحفاظ على الاتفاق “لأن أوروبا أسوأ من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالوفاء بالتزاماتها”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أمس الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، مما زاد المخاوف من نشوب صراع في الشرق الأوسط وأغضب حلفاء واشنطن الأوروبيين، وأثار حالة من الغموض بشأن إمدادات النفط العالمية ووضع الشركات الأجنبية التي سارعت للاستحواذ على السوق الإيراني بعد توقيع الاتفاق في العام 2015.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على موقع تويتر “ردا على الانتهاك الأمريكي المتكرر والانسحاب غير القانوني من الاتفاق النووي، ووفقا لتوجيهات الرئيس حسن روحاني، سأقود الجهود الدبلوماسية لاختبار ما إذا كانت بقية الأطراف قادرة على ضمان التزاماتها تجاه إيران. نتائج هذا ستحدد رد فعلنا”.