فقدان الهيمنة البحرية يهدد الإمبراطورية الأمريكية
دائما ما كانت البحرية الأمريكية الذراع الطويلة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في هيمنتها سيطرتها وتحقيق مصالحها وتحقيق تواجدها كأمبراطورية عالمية تستطيع التواجد في أي مكان وضرب أي هدف في دقائق.
لهذا أنشات أمريكا قوة بحرية ضخمة تضم حوالي سبعة أساطيل مزودة بحاملات طائرات وقوة ضاربة من المقاتلات والسفن الحربية وقوات برية من مشاة البحرية (لمارينز) تنتشر في جميع أرجاء العالم، من المحيط الهادي إلى الأطلنطي إلى البحر المتوسط والخليج العربي والمحيط الهندي.
لكن مؤخرا تزايدت المخاوف حول قدرة أمريكا على الحفاظ على هيمنتها العالمية وحماية أرجاء إمبراطوريتها، لمشكلات هائلة تواجه قواتها البحرية.
وحذرت جمعية “هريتاج” الأمريكية في تقريرها حول وضعية القوات البحرية الأمريكية، من ان هناك كارثة حقيقية تنتظر البحرية الأمريكية وتهدد قدراتها القتالية.
ويستند التقرير الذي يقيم البحرية الامريكية وفق ثلاثة مؤشرات أساسية وهي الحجم والقدرات والاستعدادات.
واستخلص التقرير نتيجة كارثية للبحرية الأمريكية بعبارات هي “القوات البحرية الأمريكية تواجه الموت البطيء” ومن هذا المنطلق تواجه البحرية الأمريكية مشاكل جمة وخطيرة وأبرزها قلة السفن الحربية والعسكرية التي تصعب من مهمة الولايات المتحدة الأمريكية.
نقص السفن
ويقول الخبير الأمريكي توماس كاليندر” لكي تكون الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على الاستجابة والانخراط بكل الصراعات الإقليمية والعالمية عبر البحار، تحتاج القوات البحرية الأمريكية أكثر من 346 سفينة عسكرية، بينما تمتلك أمريكا اليوم فقط 279 سفينة لا غير.
ويضيف كاليندر ” يعد أسطول الولايات المتحدة الأمريكية اليوم أصغر من الأسطول الأمريكي خلال الحرب العالمية الأولى التي كانت قادرة على الحفاظ على أمن البلاد وتلبية كل الاوامر العسكرية في مختلف أنحاء العالم، ومقارنة باليوم الأسطول الامريكي ضعيف وغير قادر على تلبية المهام التشغيلية اليومية”.
ومن جانبه حذر موقع “ديفينس نيوز” المتخصص في التحليلات والأبحاث العسكرية من أن أمريكا سوف تفقد القوات العسكرية البحرية الأمريكية في السنوات الثلاث المقبلة الكثير من أسلحتها.
وأفاد الموقع بأن القوات البحرية الأمريكية ستضعف بشكل ملحوظ بحلول عام 2020، لأن أكثر من ثلث السفن لديها ستنتهي حياتها. مثلا الطرادات Mobile Bay و Bunker Hill سوف يصبح عمرها 35 سنة والسفن ستنتهي خدمتها، وبحلول عام 2026 ستفقد البحرية الأمريكية 11 طرادا آخر.
وقال المحلل العسكري، براين ماكغراتا: “هذا دليل على المشاكل في ميزانية البحرية. من الضروري وضع برنامج للتحديث والصيانة والاقتناء وغيرها، يتوجب على البحرية دفع تكاليفه”.
وفي الوقت نفسه، أكد الموقع أن البحرية الأمريكية حاليا أمام خيارين: الإنفاق من أجل تحديث أسطولها، أو محاولة إصلاح السفن وإطالة عمرها الافتراضي، على الرغم من أن حالتها غير جيدة أبدا.
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ماضية في عدم التخطط لإجراء تحديث عميق للأسطول، على الرغم من أن هذا سيؤثر سلبا على قدرة الأسطول للقيام بمهام قتالية
من جهة أخرى تطرق التقرير الى انحدار عمر السفن الحربية الأمريكية وأدى ذلك الى تأخر في أعمال الصيانة وعدم كفاية قدرات أحواض بناء السفن العامة والخاصة الى استيعابها وبحلول عام 2019 قد يصبح هذا التأخر حرجا.
وهكذا، يلخص التقرير إلى ان البحرية الأمريكية في حفرة عميقة في الأن، ولن تكون قادرة على حل جميع مشاكلها في سنة واحدة فقط.