حصاد سياسة ماكرون خلال عامه الأول بالرئاسة الفرنسية
سلطت وكالة “رويترز” الضوء علي سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وماحققه خلال عامه الأول رئيسا لفرنسا.
واعتبرت الوكالة أن ماكرون لم يحقق ما وعد به خلال حملته الإنتخابية لعام 2016، وأنه نفذ مباديء مخالفة لما وعد به الفرنسيين بإن يسمع شكاوي الناخبين وأن يكون الباب مفتوحاً لهم دائماً، وأن يدير فرنسا بشكل جديد ومختلف عن السابقين، ولكن بعد عام يبدو أن الفرنسيين لديهم شعور محبط اتجاه ماكرون الذي وصفوه بـ”المتكبر، ورئيس الأثرياء”.
ماكرون يصدم مؤيديه
وأشارت الوكالة إلي أن كورين ليباج، الوزيرة السابقة في عهد جاك شيرا كانت من أوائل السياسيين المعروفين الذين انضموا لحملة ماكرون في عام 2016، الذي وعد بممارسات سياسية بشكل مختلف.
وقالت كورين لرويترز ” أن ما وجده من ماكرون بعد توليه منصبه كان أمراً محرجاً، فهو في تناقض بين النهج التصاعدي الذي وعد به وما فعله للفرنسيين في الواقع، ما جعل العديد من مؤيديه خلال حملته الإنتخابية تخلوا عنه عندما أدركوا ان الأفكار لم تتحول إلي واقع”.
زمرة من المساعدين
وأوضحت الوكالة أن ماكرون يحيط به زمرة صغيرة من المساعدين المقربين الذين ينفذون سلسلة من الإصلاحات المثيرة للجدل مع استشارة عدد قليل أقل ما هو معتاد بالنسبة لرئيس فرنسا الذي منحه دستور عام 1958 سلطات واسعة النطاق لإدارة البلاد.
وكان من المفاجئ أن يكون الرئيس الذي تم الترحيب به كمنقذ للقيم التقدمية في أوروبا وأماكن أخرى ، أن يعلن مكتبه بنقل غرفة الصحافة والإعلام التي تعد رمزا للشفافية والمساءلة في الإليزية، بجانب تطوير المستشار الخاص لماكرون، إسماعيل إميليان استراتيجية للاتصالات لقطع وسائل الإعلام وانتاج مقتطفات لفيسبوم لايف وتويتر من الحياة الرئاسية.
ماكرون لا يقبل شرح قراراته
ويصف أحد المستشارين ماكرون البالغ من العمر 40 عاماً بإنه مفرط النشاط ولا يحتاج للقدر الكاف من النوم ويدافع بشده عن قرارته وأسلوبه.
وقال ماكرون لمجلة أدبية “لانوفيل يفيو فرانسيز”: “انه يعتز بوجوده علي رأس السلطة، و فخور بالخيارات التي اتخذها، وأكرهشرح الأسباب وراء أخذي للقرارات”.
تراجع شعبية ماكرون
وأضافت الوكالة أن معدلات شعبية ماكرون تراجعت إلي أدني مستوي له منذ توليه منصبه حيث حصل علي 40% من الفرنسيين الذين لديهم رأي إيجابي بشأنه، ومن أسباب ضعف الدعم لماكرون هو إدراك الناس له بإنه شخصية متكبرة متغطرس يهتم برعاية الأثرياء.
وعلي الرغم من أن ماكرون اصغر رئيس منتخب في فرنسا إلا أنه اظهر ثقة وقوة في منصبه حتي الآن ومدعوم بمجموعة صغيرة من الإداريين ذو التفكير المماثل له، ومعظمهم من الرجال وأطلق عليهم اسم “ماكرون بويز” علي الرغم من وجود نساء أيضاً، وحدد ماكرون عدد الوزراء المستشارين إلي 10 أشخاص في حين عندما كان وزيرا للاقتصاد طان لديه 25 مستشاراً، والعديد من أعضاء الحكومة هم من التكنوقراطين الغير معروفين للشعب.
حصاد ماكرون خلال عام
في غضون عام واحد فقط لماكرون أصلح قانون التوظيف، وخفض ضريبة الثروة، وأطلق إصلاح شامل لنظام التعليم وكشف عن خطط لخفض عدد المشرعين، وواجه النقابات بفرض إصلاحات في السكك الحديدية المحملة بالديون، ووضع خطط للإصلاح.