عزلة الفلسطينيين تزداد مع تغير التحالفات العربية
شرت صحيفة صاندي تايمز مقالا تحليليا كتبه، أنشل فيفر، من القدس يتحدث فيه عن التحالفات العربية وتأثيرها على الفلسطينيين.
ويقول الكاتب إن العديد من الدول السنية بدأت تفقد تحمسها لمسار السلام، وتزداد تقربا من إسرائيل. وتحدث عن استضافة إسرائيل لحدث رياضي دولي كبير، هو طواف إيطاليا للدراجات الذي بدأ من إسرائيل لأول مرة. وحمل معه حدثا تاريخيا آخر هو مشاركة دراجين ترعاهم دول عربية. ويتعلق الأمر بالبحرين والإمارات. وهو دليل، حسب الكاتب، على التقارب بين الدولتين وإسرائيل.
ولكنه يوضح أن هذا التقارب لا يحمل أي تطور في مسار حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويضيف الكاتب أنه عندما كان دراجون من الإمارات والبحرين يمرون في شوارع القدس كان آلاف الفلسطينيين يشتبكون مع الجنود الإسرائيليين على حدود غزة، في جانب من احتجاجات العودة الكبرى التي بدأوها يوم 30 مارس، وقتلت إسرائيل حتى الآن 45 منهم.
ويرى أن الفلسطينيين في حالة من العزلة دبلوماسيا لم يمروا بها منذ انتفاضتهم الأولى في نوفمبر 1987. فكان المبعوثون من العالم كله يسعون لحل النزاع، وكانت جميع الدولة العربية تقف مع القضية الفلسطينية. ويبدو اليوم أن العالم منشغل بقضايا أخرى ولا يجد الوقت ليهتم بمعاناة الفلسطينيين، وفقا لما جاء في المقال.
ويضيف الكاتب أن العزلة سببها في الأغلب بنيامين نتنياهو الذي يمارس ضغوطا من أجل منع أي تقدم في مسار السلام، منذ أن عاد إلى السلطة قبل تسعة أعوام. وزادت الضغوط منذ انتخاب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة.
ولكنه يقول إن العزلة سببها أيضا ضعف القيادة الفلسطينية وانقسامها وتغير التحالفات في المنطقة.
ويذكر الكاتب أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قال في اجتماعات خاصة، خلال جولته في الدول الغربية، إن القضية الفلسطينية “لم تعد لها الشعبية التي كانت لها في الشارع العربي”. وهو الآن يركز اهتمامه مع الدول الحليفة له على مواجهة إيران وعملائها الذي يقبضون على اليمن وسوريا ولبنان.
وترى السعودية وحلفاؤها في هذه الحالة إسرائيل “حليفا مفيدا”، وفقا للكاتب، الذي تحدث عن تعاون بين البلدين خلف الستار، لعدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، وأن هناك مؤشرات علنية على هذا التعاون. فقد سمحت السعودية لأول مرة في مارس للطائرات الهندية المتجهة إلى تل أبيب بالتحليق في أجوائها لتوفر بذلك ساعتين من الطيران.
كما هدد السعوديون، حسب الكاتب، الفلسطينيين من مغبة رفض خطة ترامب للسلام، لأن قضيتهم ستتعرض حينها للمزيد من العزلة.