شيخ الأزهر يصل جاكرتا في مستهل جولة آسيوية
وصل شيخ الجامع الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، أحمد الطيب، إلى العاصمة الأندونيسية جاكرتا، في مستهل جولة آسيوية تشمل سنغافورة وبروناي.
وتأتي زيارة الإمام الأكبر إلى إندونيسيا بعد أقل من عامين على زيارته الأولى تلبية لدعوة وجهها إليه الرئيس الأندونيسي في مارس الماضي، للمشاركة في افتتاح المؤتمر العالمي حول الوسطية في الإسلام.
ومن المقرر أن يلقي الطيب، الذي يرافقه في جولته عدد من كبار علماء الأزهر وقيادات مجلس حكماء المسلمين، الكلمة الرئيسية في المؤتمر، وذلك بحضور كبار الشخصيات الدينية في العالم.
علاقة تاريخية
وللعلاقات بين الأزهر الشريف وأندونيسيا تاريخ طويل، فهي الدولة الأكبر من حيث عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف، حيث بدأ الأندونيسيون قبل أكثر من قرن ونصف القرن في السفر إلى مصر لينهلوا من علوم الأزهر وشيوخه.
وقد سكن طلاب أندونيسيا في أحد أروقة الأزهر، وهو “الرواق الجاوي”، نسبة إلى جزيرة جاوة، أكبر جزر الأرخبيل الأندونيسي وموطن معظم سكان البلاد، وما زال هذا الرواق موجودا حتى الآن في حرم الجامع الأزهر.
وثمة رواق آخر للإندونيسيين، يسمى “رواق أندونيسيا” أسسه الطلاب الإندونيسيون منذ قرابة أربعة أعوام، يقوم بعدد من الأنشطة منها: إصدار مجلة تسمى “أزهري” باللغة الأندونيسية لتغطية أنشطة الأزهر، بالإضافة إلى إصدار كتيبات عن المنهج الأزهري، كما دشن طلاب أندونيسيا في الأزهر موقعين إلكترونيين للدفاع عن الفكر الوسطي.
وبناء على اتفاقية تعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشؤون الدينية الأندونيسية تم إنشاء العديد من المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية، التي تقوم بتدريس مناهج الأزهر.
كما ارتبطت جامعة الأزهر بموجب تلك الاتفاقية بعلاقات تعاون مشترك مع الجامعات الأندونيسية في كافة المجالات العلمية والأكاديمية من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس لإلقاء المحاضرات الثقافية وإجراء البحوث العلمية، كما تم إنشاء كلية الدراسات الإسلامية لتدريس المناهج الأزهرية بجامعة “شريف هداية الله الإسلامية” الحكومية في جاكرتا.
وفي مايو 2010، تم تأسيس فرع للرابطة العالمية لخريجي الأزهر في أندونيسيا، ويقوم الفرع منذ إنشائه بالعديد من الأنشطة مثل ترجمة الكتب الخاصة بموقف الأزهر من بعض القضايا الشائكة مثل كتاب “بيان للناس”، كما قام الفرع بعقد العديد من الدورات التدريبية والندوات الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات الطلابية والملتقيات العلمية.