معرض عسكري يؤكد مجددا نفاق تركيا
تركيا التي لطالما زعمت الدفاع عن الشعب السوري بمواجهة الآلة الوحشية للنظام السوري وحلفائه، وعلى رأسهم إيران وميليشياتها الطائفية، تؤكد مرة جديدة أن الأمر يقتصر على مجرد شعارات تتلطى بها لتحقيق مشروعها التوسعي، عبر التحالف مع طهران الساعية بدروها إلى تحقيق أطماعها في المنطقة.
وبعد سلسة من المواقف المتناقضة لاسيما في الملف السوري، يبرز اليوم موقف جديد، هذه المرة جاء على لسان إيران التي تباهت على لسان مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون العمليات، العميد الطيار محمد علوي، بالتعاون العسكري مع تركيا.
إذا لا تمانع تركيا مد إيران بأحدث أسلحتها المتطورة من الناحية التكنولوجية على حد قول مساعد رئيس الأركان، لتنقل طهران بعد ذلك هذه الأسلحة إلى ميليشياتها التي تعمل على نشر الفوضى والإرهاب وقتل المدنيين في سوريا واليمن والعراق.
تعزيز التعاون العسكري
وفي تصريح أدلى به لمراسل وكالة أنباء “فارس” على هامش زيارته التفقدية لمعرض أوراسيا 2018 في ولاية أنطاليا التركية، قال علوي إن “سياسة إيران مرتكزة دوما على التحرك في مسار تعزيز التعاون مع الدول الصديقة خاصة الدول الجارة ومنها تركيا”.
وأضاف “يمكننا في إطار هذا التعاون مبادلة منتوجاتنا وتكنولوجيتنا العسكرية وأن نستفيد من هذه الفرص”. واعتبر المسؤول العسكري الإيراني أنه بإمكان بلاده التعامل مع الشركات التركية “لمتابعة أهدافنا في مسار الرقي بقدراتنا العسكرية”.
ولا تعد المشاركة الإيرانية في المعرض رمزية، فالدولة التي ترعى الميليشيات المسلحة في المنطقة أقامت جناحا للمنتجات العسكرية، بالإضافة إلى إيفاد أرفع المسؤولين العسكريين إلى أنقرة.
ورافق علوي في زيارته للمعرض كل من رئيس مكتب الدراسات والأبحاث الاستراتيجية في القوة الجوية والملحق العسكري الإيراني في تركيا.
وفي العديد من الملفات، ظهر اتفاق تركي إيراني من أجل تعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط على حساب الشعوب العربية في دول دمرتها الصراعات.
خداع السوريين
وبالرغم من الخطابات الرنانة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد النظام السوري ودعم أنقرة العلني لجماعات معارضة مسلحة بحجة مساندة الشعب في مواجهة بطش النظام، تبين مع مرور الوقت وجود تقارب كبير مع الإيرانيين الداعمين للرئيس بشار الأسد والذين أدى تدخلهم إلى مقتل مئات الآلاف من السوريين أنفسهم.
وعقد الأتراك والإيرانيين والروس تحالفا دبلوماسيا لإنهاء الحرب في سوريا بالطريقة التي تراعي مصالح الأطراف الثلاثة، واجتمعوا في سوشي ورعوا مفاوضات أستانة التي انتزعت القضية السورية من مفاوضات جنيف بحكم قوة الأمر الواقع.
ورأى السوريون كيف قسمت مناطق النفوذ، لتحظى تركيا بمناطق في الشمال السوري عبر استعمال مقاتلو المعارضة في معارك ضد الأكراد، لا ضد النظام السوري، بينما التهم الإيرانيون مدينة حلب وفق اتفاقات تهجير واستسلام بمساعدة الحليف التركي.
في الدوحة.. كشف المستور
ووقف الأتراك والإيرانيون صفا واحدا لدعم شريكهم القطري المتهم بتمويل ودعم الحركات الإرهابية، بعدما قاطعت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر النظام القطري الذي يصر على دعم الإرهاب والتعامل مع أنقرة وطهران لضرب استقرار المنطقة.
ونشر الجيش التركي قوات على الأراضي القطرية لحماية الأمير الحليف من اضطرابات داخلية قد تعصف بحكمه نتيجة سياسته التي لا تحظى بشعبية بين أفراد العائلة الحاكمة والقبائل القطرية.
بينما توالت زيارات قادة الحرس الثوري إلى قطر، بالإضافة إلى الإمدادات التجارية من كلا البلدين، لتتأكد في الدوحة دعائم الحلف بشكل علني بعد فترة طويلة من ادعاء الاختلاف.
ومع التقارب العسكري والسياسي بين إيران وتركيا، تتأكد شكوك المجتمع الدولي بوجود تحالف وثيق بين طهران الراعية للميليشيات الطائفية، وتركيا الداعمة للحركات الإرهابية، وهو ما يمثل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة.