تخشى المناورات مع اليونان.. فزع تركي من النفوذ العسكري المصري بالمنطقة
تعاني تركيا حالة من القلق يصل إلى حد الفزع من الانتشار العسكري المصري في المنطقة وخاصة البحر المتوسط، وطالبت بإلغاء المناورات العسكرية المرتقبة بين مصر واليونان.
وأعلنت تركيا عن معارضتها لإجراء كل من اليونان ومصر مناورات عسكرية بحرية قرب سواحل جزيرة رودس، واصفة إياها بغير القانونية.
وقالت الخارجية التركية، في بيان نشرته اليوم الخميس، إن الوزارة علمت من مصادر تركية عسكرية أن اليونان ومصر تنفذان خلال الفترة بين 30 أكتوبر و4 نوفمبر تدريبات بحرية مشتركة في سواحل جزيرة رودس التي تدخل ضمن الأراضي اليونانية.
حاملات المروحيات المصرية تسيطر على المتوسط
ووصلت عناصر من القوات البحرية والجوية المصرية إلى اليونان للمشاركة في فعاليات التدريب المصري اليوناني المشترك «ميدوزا 5»، والذي تجري فعالياته لعدة أيام، في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة.
ويشارك بالتدريب حاملة مروحيات طراز ميسترال (سجم أنور السادات) والفرقاطة طراز فريم (سجم تحيا مصر)، والغواصة (41 ) وعدد من القطع البحرية اليونانية، بالإضافة إلى تشكيل من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز إف 16، بحسب بيان للناطق العسكري على صفحته الرسمية بفيسبوك.
ويتضمن التدريب عديد الأنشطة والفعاليات التي تشمل تخطيط وإدارة العمليات البحرية المشتركة، وتنفيذ تشكيلات إبحار مشتركة نهارًا وليلاً، وتنفيذ عمليات الاعتراض البحري، وحق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتنفيذ إجراءات البحث والإنقاذ وتبادل البلاغات بين الوحدات والقطع البحرية، وتدريب أطقم الوحدات البحرية على تنفيذ التمارين المختلفة بالبحر.
ومن المقرر أن يشارك عناصر القوات الجوية لتنفيذ عدة مهام تدريبية بالتعاون مع سلاح الجو اليوناني، تشمل أعمال التخطيط والقيادة والسيطرة وتنفيذ العمليات الهجومية والدفاعية المشتركة، وفقًا لأرقى التكتيكات الجوية. يأتي التدريب في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، وتنسيق الجهود والعمل المشترك لمواجهة التحديات المتنامية بمنطقة البحر المتوسط.
وأشار البيان التركي ، حسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية الرسمية، إلى أن اتفاق باريس المؤرخ بالعام 1947 يحظر كل الأنشطة العسكرية على الجزيرة، التي تم إحالتها لليونان من إيطاليا نتيجة للحرب العالمية الثانية، شريطة أن تكون منطقة منزوعة السلاح.
وقال البيان التركي: “بالتالي فإن هذا التدريب العسكري الجاري في رودس يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي”.
وذكرت الخارجية التركية أنها قدمت احتجاجا خطيا للسفارة اليونانية في أنقرة على هذا التدريب، محذرة من إجرائه، فيما أعادت إلى أذهان المسؤولين اليونانيين “أهمية تجنب الخطوات أحادية الجانب التي من شأنها أن تزيد من حدة الخلافات في بحر إيجة”، الذي تقع رودس في مياهه الجنوبية قريبا من تركيا.
وجاء في البيان: “وفي هذا الإطار نشدد على توقعاتنا بأن تمتنع اليونان من أي تصرفات عدائية أو خطوات تخالف القانون الدولي، كما ندعو الجهات الثالثة (في إشارة إلى مصر) لعدم المشاركة في مثل هذه الانتهاكات من قبل اليونان”.