ترامب يتحدى “جنرالات الجيش” بقرار الانسحاب من سوريا
قالت مجلة “ذا نيويوركز” الأمريكية، اليوم الخميس، إن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب يتحدى قادة الجيش فيما يخص سياسة واشنطن المتعلقة بسوريا ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وأشارت إلى أن هناك انقساماً اتضح بشكل كبير بعد حديث ترامب عن الانسحاب من سوريا “قريبًا”، فيما طالبت وزارة الدفاع الأمريكية بزيادة عدد القوات الأمريكية في سوريا.
ونقلت المجلة تصريحاً لبريت مكجورك، منسق وزارة الخارجية الأمريكية فيما يخص التنسيق مع التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، الذي أكد أن القوات الأمريكية في سوريا موجودة لمواجهة داعش، وأن “هذه المهمة لم تنته بعد”.
ويتبقى مقاتلو داعش في جيبين صغيرين بشرق الفرات على الحدود العراقية، بعدما كانت أعدادهم بالآلاف. ومن بين المقاتلين زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي. وقال مكجورك أيضًأ: “علينا العمل على بعض القضايا المهمة هناك. سوف ننهي المهمة التي بدأناها”.
إلى الآن لا يزال هناك نحو ألفين من الجنود الأمريكيين في سوريا، وأغلبهم في الشمال حيث يساعدون المجموعات المسلحة المحلية في المعركة ضد داعش.
كما صرح الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، بأن الأمر الصعب الذي يواجه واشنطن هناك حاليًا هو ضمان استقرار المناطق وإعادة النازحين إلى موطنهم”. وأضاف: “هناك دور عسكري في هذه الأمور، خصوصاً فيما يتعلق بمرحلة الاستقرار”.
وذكر محرر “نيويوركر” أنه خلال وجوده بمجلس واشنطن للسلام وسط عدد من قيادات الجيش، وأثناء حديثهم حول أمر الوجود في سوريا ومواجهة داعش، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعقد مؤتمرًا صحفيًا مع قادة دول البلطيق.
وقال ترامب خلال المؤتمر: “أريد الخروج (من سوريا). أريد إعادة جنودنا إلى بلادهم. أريد البدء في بناء أمتنا. لقد أنفقنا 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط خلال السبعة عشر عامًا الماضية. لم نحصل على شيء مقابل ذلك”.
وأضافت المجلة أن كل إدارة في الولايات المتحدة كان فيها انشقاق داخلي. فكل رئيس أراد أن يعيد القوات الأمريكية في أسرع وقت ممكن إلى الولايات المتحدة. وفي هذا الأسبوع، كانت القوات الأمريكية تبني قواعد جديدة وتستقبل معدات في سوريا من أجل زيادة قدراتها، بحسب تقارير مختلفة.
وأشارت إلى أن الرئيس ترامب ظل غاضبًا بسبب هذه التقارير. وحاول وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس الأركان جوزيف دانفورد ومعهما “فوتيل”، إقناع الرئيس بالبقاء في سوريا لعام أو اثنين من أجل مواصلة دعم القوات المدعومة من أمريكا حتى الاستقرار، لأنه لو لم يحدث ذلك فسوف يعود تنظيم داعش مرة أخرى.
كما كشف مستشارو ترامب أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، سوف يفقد التحالف الدولي نفوذه في أي تسوية سياسية لإنهاء الحرب. وسوف يقلل الانسحاب الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد ما يجعله لا يقدم على تقديم تنازلات.
واستمر ترامب في إصراره على موقفه بالانسحاب وذكرت تقارير أنه لن يقبل بوجود القوات الأمريكية لأكثر من عام واحد. وكان أيضًا قد صرح –بحسب مصدر لنيويوركر- بأنه لايمكن بناء كبارِ في مدينة الرقة السورية بأموال أمريكية، في وقت لا تُبنى فيه كبارٍ في مدينة ويسكنسون.
وصرحت سارة هوكابي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، يوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة تعمل على السماح للقوات المحلية بالسيطرة على الأمن، وجعل حلفاء وشركاء في المنطقة يبذلون جهدًا أكبر ويدفعون أموالا أكثر وإرسال قوات لهم. وأضافت أن هناك خطورة على وجودهم في منطقة يمكن أن تشهد صعودًا جديدًا لداعش.
وجاء القرار الأمريكي في يوم اجتمع فيه قادة إيران وروسيا وتركيا في أنقرة من أجل مناقشة خطواتهم المقبلة في سوريا. وتخشى واشنطن من أن انسحاب قواتها من سوريا سوف يمهد الطريق لروسيا وإيران على الأخص للسيطرة على المستقبل السياسي لسوريا.