سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء علي تضارب المواقف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأفراد إدراته والتصريحات المختلفة لكل منهما التي تعبر عن رؤية مختلفة تماما مما يجعل الاستراتيجية الأمريكية غير واضحة أمام القضايا العالمية.
وأشارت الصحيفة إلي إعلان ترامب أمس عن رغبته في الخروج السريع من سوريا علي الرغم من توضيح قائده الأعلي للشرق الأوسط ضرورة الحاجه لبقاء وجود عسكري مستمر في سوريا.
بينما قال الجنرال فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية للشرق الأوسط: “لقد حققنا الكثير من التقجم العسكري الجيد خلال العامين الماضيين، ولكن الدور الصعب سيكون في الفترة المقبلة لتعزيز جهود الجيش في تعزيز الاستقرار السوري وتعزيز المكاسب التي تحققت ومعالجة قضايا إعادة الإعمار علي المدي الطويل بعد هزيمة داعش”.
ولفتت الصحيفة إلي أن تصريحات ترامب وفوتل جاءت في وقت واحد في واشنطن، حيث تحدث فوتيل في معهد السلام الأمريكي كمبعوث دبلوماسي رفيع المستوي للإدارة الأمريكية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهابيين، وناقش الحاجه إلي مواءمة العمليات العسكرية مع العمليات الدبلوماسية ومع أنشطة المساعدات.
ومن علي بعد ميل واحد من موقع فوتيل، قال ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض “أريد خروج قواتنا من سوريا قريباً”.
وأشار ترامب إلي أن الولايات المتحدة لم تجني شيء من انفاقها 7 مليارات دولار في الشرق الأوسط علي مدي السنوات الـ17 الماضية.
ويبدو أن حسابات ترامب شملت حرب أفغانستان ضد طالبان في جنوب آسيا، وفي العام الماضي وافق ترامب علي زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، ولقد استخدم ترامب رقم 7 مليارات دولار كثيرا وأثناء حملته الإنتخابية أيضا ورغم ذلك يؤكد الخبراء أن ما تم انفاقه ربما يكون نصف هذا المبلغ بدءا من الحرب في أفغانستان عام 2001 إلي الحرب في باكستان والعراق وسوريا.
واضافت الصحيفة أن قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا فاجأ الجميع، فكان فوتيل ووزير الدفاع جيم ماتيس يقولون كثيرا خلال الشهر الماضية أن القوات الأمريكية ستبقي في سوريا حتي في المستقبل لضمان الاستقرار والحل السياسي للحرب السورية التي سمحت بوجود التنظيم الإرهابي داعش.
ولفتت الصحيفة إلي وجود حوالي ألفي جندي أمريكي في سوريا يقدمون المشورة والمساعدات للقوات المحلية ويشنون غارات جوية ضد معاقل داعش.
