في إطلالته مع «الديوان» يعود الشاعر والأديب الإماراتي «خالد الظنحاني»، رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، إلى سيرته الأولى، مقدما شهادته حول أيام الطفولة وسحر الحالة الإبداعية التي عايشها ليغدو شاعرًا يتأمل مسار الحياة ويسعى للبحث عن ذاته.
فإلى نص الشهادة:
أنا شاعر ابن بيئتي، وللبيئة أثر قوي في قصائدي، فالطبيعة الخلابة التي عشت في مناخاتها المتعددة ألقت بظلالها على إبداعاتي. كما أنني ابن دبا الفجيرة، وكما أسميها دائماً “جارة الجبل”، وهي المنطقة التي تتعدد فيها مظاهر الطبيعة، بحر وجبال وسهول وصحراء، هذا التنوع أسهم في تكوين شخصيتي الشعرية المتنوعة.
ولدت والشعر معي، إذ أرضعتني ـ أمي الشاعرة ـ الشعر منذ نعومة أظفاري، وأذكر أول قصيدة كتبتها وأنا في صفوف الدراسة أي في مرحلة المراهقة.. وهي قصيدة حب بطبيعة الحال.. حيث أن مواقف الحب في تلك المرحلة متّقدة.
الشعر عندي لغة محبة وعطاء يطمح إلى الحرية والارتقاء، ذلك أن الشعر مجبول على الابتكار والتجديد والتنوع، كما أنه أسهم بشكل كبير في رفع منسوب الوعي الثقافي والاجتماعي لدى الناس، الأمر الذي اتخذته الأجيال تلو الأجيال كشعار إنساني وشعوري لفعل الحرية .وأنا في الحقيقة أحب فعل الكتابة، وقد سخرت قلمي الشعري بنوعيه الحديث والشعبي لمعالجة قضايا الناس في المجتمع، التي لا يستطيعون التعبير عنها، لذلك فإن الشعر بالنسبة لي سواء كان حديثاً أم شعبياً؛ متنفساً ومساحة للتعبير لكل ما يجيش في وجداني من جهة، وكل ما يهم المجتمع منجهة ثانية.
من أولوياتي كشاعر أن أعرف من أنا، أيّ أن أعرف معنى أن أكون شاعراً، إذ أنني مُطالب بأن أكون مجدداً في شكل القصيدة ومحتواها ولغتها الشعرية وليسمقلداً، وأن أكون منفتحاً على حضارات العالم وثقافاته المتنوعة بوعي عميق وفكر حصيف وليس منغلقاً، ومتفاعلاً بإيجابية مع قضايا شعبي ومجتمعي ووطني وليسخاملاً متخاذلاً، ومحباً للناس ومتسامحاً مع الجميع من أي عرق أو دين أو جنسوليس كارهاً ومتعصباً، ومتواضعاً في تعاملي مع زملائي وجمهوري وليس مختالاً متكبراً، فأنا لن أخرق الأرض؛ ولن أبلغ الجبال طولاً، وأن أكون قدوةً حسنة لأجيال الشعر وليس قدوة سيئة..
هكذا يكون الأديب أو الشاعر الحقيقي، صاحب رسالة الحياة والحب والسلام والحقّوالعدل والحرّية والكرامة الإنسانية.
لدي مشروعي الثقافي الخاص، الذي يهدف إلى نشر الثقافة الإماراتية والعربية في مختلف البلدان حول العالم، وفتح باب الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون مدخلاً لتعزيز العلاقات مع هذه الدول ودفعها قُدماً إلى الأمام.
واليوم أنشئت مبادرة “سفراء زايد” تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات – حفظه الله- أن يحمل عام 2018 في دولة الإمارات شعار “عام زايد”؛ وتهدف المبادرة إلى إبراز الوجه الحضاري لدولة الإمارات وتخليد شخصية الشيخ زايد ومبادئه وقيمه عالمياً، فضلاً عن نشر ثقافة وتراث الإمارات والتعريف بالمبدع الإماراتي، بالإضافة إلى تعزيز التواصل الثقافي مع مختلف بلدان العالم.
وفي إطار رسالة “سفراء زايد” الوطنية، حرصنا على تدشين أولى فعالياتها في العاصمة الإسبانية مدريد، فنظمنا “الأيام الثقافية الإماراتية” في منتصف أكتوبر الفائت، تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وبالتعاون مع سفارة دولة الإمارات في مدريد، و”البيت العربي” الإسباني، والأرشيف الوطني التاريخي الإسباني، وجامعة “كومبلتنسي دي مدريد”، تحت شعار “الإمارات.. جسر الثقافات”.
وتضمن برنامج “الأيام” عدداً من الفعاليات الثقافية والأدبية، مثل، أمسيات شعرية، ندوات أدبية، وزيارات ثقافية؛ شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء الإماراتيين، وهم، الشاعر الدكتور طلال الجنيبي، والروائية إيمان اليوسف، والشاعرة الدكتورة نورة الكربي.
الظنحاني في سطور
ولد الأديب والإعلامي الإماراتي خالد الظنحاني، في الرابع والعشرين من مارس عام 1972م بمدينة دبا الفجيرة.
حصل على درجة البكالوريوس من كلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي عام 2000 م، وحصل بعدها على جائزة الشيخ راشد بن سعيد للتفوق العلمي الجامعي عام 2000م.
كما حصل على اعتمادين أكاديميين؛ أحدهما في مجال الاستشارات، كاستشاري معتمد في التطوير المؤسسي من “كلية تورنتو الدولية لإدارة الأعمال” بكندا، بدرجة امتياز، والآخر في مجال التدريب كمدرب دولي محترف من “أكاديمية القيادة الأمريكية ” (ALTA)، و”ميدكس” العالمية.
يرأس الظنحاني حالياً مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، وهو رئيس ومؤسس منتدى الفجيرة المعرفي، ويشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لمبادرة “سفراء زايد”، فضلاً عن ذلك، فقد عمل في العديد من مؤسسات دولة الإمارات، وتقلّد مناصب إدارية وثقافية عدة، حيث كان نائباً لرئيس مجلس إدارة “جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح”، وفي أثناء تلك الفترة أسس “بيت الشعر” في الفجيرة.
ويعمل الظنحاني كاتباً صحفياً وإعلامياً؛ حيث شغل منصب رئيس تحرير موقع “الفنر نيوز”، وشارك في إدارة وتقديم برامج تلفزيونية في قنوات عدة، مثل mbc1و”تلفزيون الشارقة” و”نجوم” و”قناة الجديد اللبنانية”، وكتب في عددٍ من الصحف والمجلات الإماراتية، كمجلة “999” و”جسور” وصحيفتي “الخليج” و”البيان”.
صدر له كتابان، الأول بعنوان “البرلماني الناجح، المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة في ضوء التجربة الانتخابية البرلمانية ” عام 2014، والثاني تحت عنوان “أول منزل” عام 2016، بالإضافة إلى العديد من الدراسات الثقافية والأدبية والتراثية.
ويعدّ الظنحاني من أبرز شعراء الإمارات، إذ شارك في الكثير من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وأقام ندوات أدبية وشعرية في مختلف البلدان الأوروبية كإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا والتشيك وهولندا، بالإضافة إلى الهند وترجمت قصائده إلى اللغات الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والماليالامية/ الهندية.
حصل مؤخراً على جائزة الرئيس الهندي الراحل الدكتور عبد الكلام للتميز الثقافي لعام 2016، وهي جائزة عالمية مرموقة تمنح كل عام للقادة المتميزين في مختلف المجالات.
يقام في السادسة من مساء اليوم احتفال بأول إصدارات دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع…
الرياض 13 أبريل 2022: أتاحت التأشيرة السياحية السعودية للحاصلين عليها أداء مناسك العمرة إلى جانب…
يحتاج التأمل في أعمال التشكيلي السوري محمد أسعد الملقّب بسموقان إلى يقظة شرسة تجعلنا قادرين…
في حلقة جديدة من برنامجه "تراثنا الشعري" استضاف بيت الشعر بالأقصر الأستاذ الدكتور محمد…
يقيم المركز الدولي للكتاب، خلف دار القضاء العالي، ندوته الشهرية لمناقشة أعمال (سلسلة سنابل) للأطفال،…