90 شخصية فرنسية لماكرون: قل كفى للكراهية ضد مسلمي فرنسا
في عريضة نشرت بصحيفة “لوموند”، الثلاثاء، تحت عنوان: “سيدي الرئيس قل كفى للكراهية ضد المسلمين في فرنسا ”، دعت نحو 90 شخصية فرنسية إيمانويل ماكرون إلى إدانة الاعتداء الذي كانت ضحيته سيدة محجبة خلال اجتماع للمجلس الإقليمي لمنطقة “بورجون-فرانش-كونتي” الفرنسية، عندما طلب منها المنتخب المحلي جوليان أودول الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف أن تنزع حجابَها باسم “المبادئ الجمهورية والعلمانية”، مما أثار جدلا كبيرا في البلاد وأعاد مجددا النقاش حول الحجاب.
من بين الشخصيات الموقعة على العريضة، الممثل الكوميدي المشهور عمر سي والممثلة ماريانا فويس و المخرج ماثيه كاسوفيتز والممثلة جيرالدين ناكاش والمخرجة تونيه مارشال و الموزع الموسيقي DJ Snake و بطلة الملاكمة آية سيسكو ولاعب كرة القدم السابق فيكاش دوراسو والجامعي باسكال بونيفاس و الباحثون في علم الاجتماع أريك فاسين و زهراء علي و سيلفي تيسو بالإضافة إلى الصحافية والمخرجة رقية جالو أو أيضا النائبة البرلمانية اليسارية دانييل آوبونو، وغيرهم.
وجاء في العريضة: “نحن الشخصيات من خلفيات متنوعة والذين نلتزم بمبدأ العلمانية على النحو المنصوص عليه في القانون، نطلب على وجه السرعة، من الرئيس إيمانويل ماكرون، أن يدين علانية الاعتداء اللفظي الذي تعرضت له هذه المرأة أمام ابنها”. حيث كانت ترافق مجموعة من الأطفال التلاميذ الذين حضروا اجتماع المجلس الإقليمي.
وأضاف الموقعون على العريضة: “هذا المشهد وهذه الكلمات وهذا السلوك من أعمال العنف والكراهية شيء لا يصدق! … لكننا، وساهمنا شيئًا فشيئًا في السماح بهذه التصرفات. لقد جعل اليمين المتطرف الكراهية ضد المسلمين أداة رئيسية للدعاية، لكنه لا يحتكرها؛ إذ أن أعضاء من اليمين واليسار لا يترددون بدورهم في تشويه صورة المسلمين”.
وعليه طلبت هذه الشخصيات من الرئيس ماكرون أن يقول بصوت عال وبكل قوة إن “النساء المسلمات محجبات كن أم لا والمسلمين بشكل عام لديهم مكانتهم الكاملة داخل المجتمع الفرنسي، وأن يرفض تشويه صورتهم والتنديد بهم فقط لأنهم مارسوا شعائرهم الدينية البسيطة. وأن يشدد على ضرورة وضع حد للتمييز الذي يتعرضون له”.
وأشار الموقعون على الاستمارة التي أرسلها مسؤول الأمن في إحدى الجامعات بضاحية باريس لرسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الموظفين التابعين له، يُحوّل من خلالها بعض الممارسات العادية والبديهية جداً لأي مسلم، إلى مؤشر على حالة تطرف.
ويثير هذا الموضوع انقساما حتى داخل الأغلبية الحاكمة. فقد قال وزير التعليم جان ميشيل بلانكير إن ارتداء الحجاب “غير مرغوب فيه في المجتمع الفرنسي”، الأمر الذي انتقده النائب عن
عن حركة الرئيس ماكرون ” الجمهورية إلى الأمام” أورليان تاشي.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا قبل أيام إلى مكافحة ما وصفه بـ “الشر الإسلامي” بصرامة، داعياً الأمة إلى التوحد من أجل مواجهته؛ وذلك في كلمة ألقاها بمناسبة تأبين ضحايا الاعتداء الذي استهدف مديرية شرطة بباريس.