هدد وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، أمس الأربعاء، باستخدام إجراءات جديدة ضد سفينة “Sea Watch” الألمانية للإغاثة، بعد أن قامت بنقل دفعة جديدة من المهاجرين قبال سواحل ليبيا.
وقال سالفيني الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء في الائتلاف الحاكم ويترأس حزب “رابطة الشمال” اليميني المتطرف: “هذه هي ليست المرة الأولى عندما تعمل سفينة “Sea Watch” مثل هذه الأشياء، وهي تتصرف وكأنها سفينة قراصنة”.
وصادقت الحكومة الإيطالية، الثلاثاء الماضي، على مرسوم أمني جديد يسمح لوزير داخلية البلاد بمنع دخول سفن قد تمثل خطرا على الأمن أو النظام العام إلى المياه الإيطالية.
وتواجه السفن التي تنتهك هذا المرسوم غرامة قد تصل إلى 50 ألف يورو.
وكانت مسودة المرسوم تشير بشكل واضح إلى أن الحديث فيه يدور عن السفن الخيرية التي تقوم بنقل المهاجرين إلى الموانئ الإيطالية، غير أن النسخة النهائية للوثيقة لا تضم أي إشارة مباشرة إليها.
وردا على اتخاذ المرسوم الجديد أعلنت سفينة “Sea Watch”: “إننا لن نتخلى عن الدفاع عن حياة الناس في البحر”. وأوضحت موقفها قائلة إن ليبيا تعد مكانا خطيرا للغاية بالنسبة لطالبي اللجوء.
وكانت الشرطة الإيطالية احتجزت سفينة “Sea Watch” الشهر الماضي بعد إنقاذها لعشرات من المهاجرين. واتهمت إيطاليا السفينة بانتهاك قواعد الهجرة، غير أنها وافقت على إطلاق سراح السفينة الخيرية بداية الشهر الجاري.
من جانبها دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) إيطاليا، أمس الأربعاء، لإعادة النظر في مرسومها الأمني الجديد، مشيرا إلى أنه يعرض حياة الناس للخطر.
وجاء في بيان صدر عن المفوضية: “إن إنقاذ الناس في البحر ضرورة إنسانية طويلة الأمد. إنه أيضا التزام وفق القانون الدولي”.
وأضافت: “لا يجوز أن تواجه أي سفينة أو قبطان لسفينة لخطر فرض غرامة مقابل مساعدته السفن المنكوبة وفي حال احتمال مصرع الناس”.
وقالت رئيسة منظمة “أطباء بلا حدود”، كلوديا لوديزاني: “لا يعد إنقاذ الحياة جريمة. بل إنه التزام شرعي يجب أن تعتبره كل دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي أولوية بالنسبة لها. لكن إيطاليا تعرض من جديد حساسيتها الصغيرة إزاء الالتزامات الدولية”.
وكان قرار إيطاليا حول إغلاق موانئها قد تسبب في ظهور خلاف بين ماتيو سالفيني والمنظمات الخيرية غير الحكومية، لكن الوزير الإيطالي سمح في 7 يونيو الجاري بدخول سفينة شحن تقل أكثر من 50 لاجئا إلى إحدى موانئ البلاد بعد أن أعلنت الكنيسة الإيطالية نيتها لقبول هؤلاء المهاجرين.
وانخفض تسلل المهاجرين إلى إيطاليا منذ وصول سالفيني إلى الحكم في إيطاليا بشكل ملحوظ. ووفق المعلومات الرسمية وصل إلى إيطاليا العام الجاري 214 شخصا، أي أقل بمقدار 85% مما كان عليه الأمر خلال الفترة نفسها من عام 2018 وبمقدار 96% مما كان عليه عام 2017.