6 علاجات منزلية فعّالة لالتهاب الحلق
من الرائع أن يبذل جسدك جهداً جاداً لمكافحة عدوى، لكن الأعراض التي ترافق ذلك تكون الأسوأ. وخير مثالٍ على ذلك: التهاب الحلق.
إذ يغدو الحديث عملاً روتينياً (في حين لا ترغب بفعل شيءٍ سوى التذمُّر بشأن الإحساس المزري الذي تشعر به)، ويُصبح تناول الطعام والشراب مؤلماً، وتتذكَّر مرضك حين تبلع ريقك بين الفينة والأخرى.
وهذا العرض تحديداً هو الأسوأ، لذا فمن الأفضل أن تمتلك علاجاتٍ منزلية جاهزة بجوارك لتتمكَّن من تخفيف الالتهاب مُبكِّراً وبانتظام. وهذه هي العلاجات المنزلية التي يُمكنك الاعتماد عليها حين تُعاني أعراضاً أكثر اعتدالاً بحسب ما نشره موقع مجلة Women’s Day الأمريكية.
أما إذا كان التهاب الحلق لديك مُؤلماً للغاية ويرافقه السعال والحمى وتورُّم العُقد الليمفاوية واحتقان اللوزتين، فربما يكون التهاباً عنقودياً.
ويقول كيث روش، أستاذ الطب المساعد في قسم الطب السريري بمستشفى نيويورك-بريسبيتيريان: «يُثير الالتهاب العنقودي قلقنا لأن مضاعفاته ربما تصل أحياناً إلى الحمى الروماتزمية».
ويُمكن أن تُسبِّب الحمى الروماتزمية ضرراً دائماً للقلب رغم عدم شيوعها، بحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها. وهذا ليس مرضاً بوسعك المخاطرة معه.
وإذا كنت تُعاني واحداً أو أكثر من تلك الأعراض، لا تلجأ للعلاجات المنزلية واستشر طبيبك مباشرةً.
العسل
لهذا السائل اللزج فوائد أخرى أهم من تحلية كوب الشاي الخاص بك. وربما كان العسل هو الحل الذي تبحث عنه إذا جُرِحَ حلقك نتيجة السعال.
وفي عام 2007، قُدِّم دواء السعال والعسل والعلاج الوهمي (بلاسيبو) إلى 100 طفلٍ يُعانون من السعال -وتفوق العسل على نظيريه.
ونُشِرَت النتائج في دورية Archives of Pediatric Medicine الطبية، لدرجة أن مؤسسة Mayo Clinic تقول إن العسل فعَّالٌ في وقف السعال.
ويقول روش إنُّه مُفيدٌ أيضاً في علاج التهاب الحلق بسبب لزوجته، ولأن تغطية الحلق تُساعد على تخفيف الألم. وأوضح: «العسل لزجٌ للغاية وسيبقى في حلقك ويلتصق به».
أقراص الاستحلاب
حين تُعاني التهاباً في الحلق، ويتمحور بحثك حول وسيلةٍ لتخفيف حجم الألم الذي يشعر به جسدك. ولحسن حظك، هناك الكثير من أقراص الاستحلاب التي يُمكنها تخدير حلقك بفاعليةٍ وفقاً لروش.
يستحق الأمر التجربة، رغم أنه ليس مُجدياً مع الجميع. ونشرت دورية Journal of Pharmacy & Pharmaceutical Sciences دراسةً مزدوجة التعمية تحت تأثير البلاسيبو عام 2012، أُجرِيَت على 190 شخصاً ووجدت أن كافة أقراص استحلاب هيكسيل ريزورسينول (على غرار ستربسلز Strepsils) هي الأكثر فاعلية.
الغرغرة بالماء المالح
إذا كُنت تُعاني صعوبةً في البلع نتيجة التهاب الحلق، يقول روش إن الغرغرة بالماء المالح ستُساعدك بطريقتين. الأولى أنها تستطيع إزالة الزبد الذي قد يكون سبباً للتهيُّج، مثل المخاط أو البكتيريا أو الفيروسات.
ولكن الأهم هو أنها تساعد على تقليل التورُّم لأن الملح يميل إلى سحب السوائل من الأنسجة الرخوة للحلق.
ويبدو أن الغرغرة بماءٍ عاديٍ مُفيدةٌ أيضاً -بحسب دراسةٍ نشرتها دوريةAmerican Journal of Preventative Medicine وأُجرِيَت على 387 يابانياً، إذ وجدت أن ذلك يُقلِّل التهاب الحلق وأعراض البرد الأخرى، فضلاً عن تقليل الإصابة بأنواع العدوى التي تُصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي. سحر!
وعاء نيتي
يقول روش إن وعاء نيتي -هو عبارةٌ عن إناء شايٍ مملوء بالماء المالح الذي يُصَبُّ داخل فتحة الأنف العليا حتى يخرج من الفتحة السُفلى- قادرٌ على تنظيف الممرات الأنفية ومنحك شعوراً أفضل، في حالات التهاب أو عدوى الجيوب الأنفية المرتبطة بالتهاب الحلق.
وأوضح: «ستتخلَّص من المواد المصابة والقيح والمخاط الذي يملأ الممرات الأنفية بتلك الطريقة، وسينتابك شعورٌ أكثر راحةً لبُرهةٍ من الوقت».
واقترحت دراسةٌ أُجرِيَت على 871 مريضاً، ونشرتها دورية Canadian Medical Association Journal عام 2016، أن «غسل الأنف» المزعوم قادرٌ على تخفيف الأعراض.
وعليك أن تستخدم الوعاء أكثر من مرة، وتأكَّد من استخدام الماء المغلي المُقطَّر أو المُبرَّد لتجنُّب حدوث عدوى جديدة.
حساء الدجاج
ليست هذه خرافةً قديمة، ولا يتعلَّق الأمر بأن تناول سائلٍ ساخنٍ يُساعد على تهدئة الالتهاب. إذ نشرت صحيفة Chest دراسةً عام 2000، أظهرت أن حساء الدجاج يُساعد على إبطاء حركة خلايا الدم البيضاء، والتي يقترح الباحثون أنَّها تُؤدِّي إلى تقليل أعراض البرد.
وقال روش: «هذه النتائج المُتعلِّقة بحساء الدجاج صحيحةٌ للغاية. إذ أنَّه يُقلِّل كمية الفيروسات المُتواجدة أكثر من الماء العادي». لذا فالإجابة هي نعم، لديك تصريحٌ بطلب حساء الدجاج المنزلي.
جهاز ترطيب الهواء
تقول مؤسسة Mayo Clinic إن استخدام جهازٍ لترطيب الهواء قد يُساعد على تخفيف أعراضك، في حال كنت تُعاني خشونةً في الحلق وسط جوٍ جاف. وتتضاعف تلك الفائدة بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من الربو أو الحساسية.
لكن روش يقول إن الأمر بحاجةٍ إلى بعض المجهود في الصيانة: «يجب أن تُحافظ على نظافة جهاز الترطيب، وإلَّا ستنشر البوغ العَفِنَ في الهواء، مما قد يزيد سوء حالة التهاب الحلق الذي تُعانيه».
وأضاف أن عليك شطف الجهاز بمادةٍ مُبيِّضةٍ مُخفَّفةٍ بعد تنظيفه لتجنُّب تكاثر العفن.