3 معارك في سوريا في الحرب والسلام
قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن الحرب السورية تدخل في مرحلة جديدة بعد القضاء علي تنظيم داعش إلي حد كبير من الناحية العسكرية وإعادة نظام الرئس بشار الأسد السيطرة علي المناطق الغربية المكتظة بالسكان في سوريا ووقف الهجوم علي إدلب لاستعادتها التي تعد اخر معقل للمتمردين.
وبحسب المجلة، أن إيران وإسرائيل وروسيا وتركيا والولايات المتحدة مازلوا متورطين في النزاع، في حين يبدو أن قطر والمملكة العربية السعودية خارج النزاع حالياً، ما يجعل هناك ثلاثة معارك إقليمية منفصلة بين اللاعبين المتبقين في إدلب ، في الأراضي القريبة من مرتفعات الجولان ، وفي المناطق الشرقية لسوريا، وتحديد مستقبل البلاد.
وأشارت المجلة إلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن رغبته في الحد من الوجود الأمريكي في سوريا وسحب القوات في أسرع وقت ممكن ولكن يبدو أن حكومته تتبنى وجهة نظر مختلفة، وأصبحت الولايات المتحدة لديها الآن سياسة جديدة.
وقال جيمس جيفري ، الممثل الخاص الجديد لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون سوريا ، لصحيفة “واشنطن بوست” في سبتمبر: لم نسحب قواتنا بحلول نهاية العام والإدارة تهدف إلي نهج أكثر نشاطاً لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش ولإخراج إيران من سوريا وهذا يعني أننا لسنا في عجلة من أمرنا.
وتوضح المجلة ان الولايات المتحدة ليس لديها أي نفوذ حقيقي في سوريا وتفتقر إلى الموارد والقدرات والعزيمة السياسية للحفاظ على التزام عسكري ودبلوماسي كبير لتشكيل مستقبل المنطقة، وفي هذه المرحلة الأخيرة من الحرب ، سيكون ضبط النفس هو الجزء الأفضل من الشجاعة.
في الوقت الحالي ، فإن أكثر النضالات أهمية في الحروب الثلاثة ستكون محافظة إدلب، وهي في مراحلها المبكرة، وتقع إدلب في شمال غرب سوريا ، ومساحتها تقريبا ثلثي مساحة لبنان وهيجبلية للغاية تمتد إلى الغرب ، تطل أرضها المرتفعة على السهل الساحلي لسوريا ، ومدينة اللاذقية ، وعلي القاعدة البحرية الروسية ، وسكان من العلويين إلى حد كبير.
وبالنظر لأدلب جهة الشرق ، فهي تطل على حلب ، وهي أكبر مدينة سورية قبل الحرب وكانت هدفاً لمعركة وحشية بين النظام وداعش في عام 2016. وبالنظر إلى الجنوب ، فإن المنطقة تتاخم مع مدينة حماة التي دمرها الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1982 في حملته لإبادة الإخوان المسلمين السوريين، وفي عام 2016 – 2017 ، تغيرت القرى الواقعة شمال العاصمة مباشرة عدة مرات حتى قام الجيش السوري بتأمينها.
ولفتت المجلة إلي إدخال تركيا للإقليم حوالي 1300 جندي وعشرات من مراكز المراقبة، والمقصود من ذلك احتواء أي تهديد لتركيا من إدلب ، وكذلك تزويد البلاد بقاعدة أمامية لعمليات أخرى ، وركزت أنقرة في المقام الأول على إلقاء القبض على المتطرفين الذين قد يشقوا طريقهم إلى تركيا ، مما يمنع اللاجئين من عبور الحدود ، ومحاولة تصفية الجهاديين المتطرفين الذين استخدموا كأسلحة لمحاربة نظام الأسد، وبمجرد انتهاء الحرب الأهلية ، من المرجح أن تهدف تركيا إلىراحتلال طويل الأمد لإدلب إلى ترتيب دائم كجزء من تسوية أكبر في فترة ما بعد الحرب.
ومن جانب الأسد يريد السيطرة إلي إدلب لكي تكون سوريا موحدة تحت حكمه ويعتقد ان إدلب النقطة الأخيرة لفوزه في الحرب، وأعرب نظام الأسد عن استعداده للتحرك ضد المتمردين في إدلب ولكن تحذيرات الولايات المتحدة ، والأمم المتحدة ، وتركيا ، وآخرين ضد هجوم طائش يبدو أنه أدى إلى ردع الهجوم المتوقع في الوقت الراهن.
ومن وجهة نظر النظام ، فإن التأخير يمثل ضبط النفس البراجماتي، وخاصة أن النظام يفتقر للقوة البشرية لمواجهة المقاتلين الأجانب الذيم ليس لهم مكانا يعودون له فهم سيقاتلون حتي الموت.
وأضافت المجلة ان عمليات القتال المكثف سيؤدي إلي موجه من اللاجئين اليائسين نحو الحدود التركية ، ولا أحد من مؤيدي الأسد روسيا أوإيران يريدون ذلك لأن معظم المراقبين سيتحدثون عن هذه الكارثة بإنها بسبب الهجوم.