25 مليون أسرة أمريكية تتخلى عن الغذاء والدواء لسداد الفواتير
ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن ملايين الأميركيين يعانون بسبب الكهرباء حيث تخلت 25 مليون أسرة أميركية عن الغذاء والدواء، من أجل سداد فواتير الكهرباء.
وقالت الإدارة، في تقرير أصدرته، الأربعاء 19 سبتمبر 2018، إن «نحو ثلث الأُسر الأميركية تواجه صعوبات كبيرة في سداد فواتير الكهرباء، أو توفير وسائل التدفئة والتبريد في منازلها».
وأضافت: «بناء على أحدث النتائج المستندة إلى مسح استقصائي عن استهلاك الطاقة في المنازل (لعام 2015)، أبلغت أسرة من كل خمس أسر أنها تتخلى عن الضروريات مثل الغذاء والدواء لسداد فواتير الكهرباء».
ولفت التقرير أن «14% من الأسر (17 مليون أسرة) تلقَّت إخطارات بفصل التيار حال عدم السداد».
وقالت إن «مليوني أسرة تتلقَّى هذه الإخطارات بشكل شهري». في إشارة إلى ارتفاع معدلات الفقر في المجتمع الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية.
معدلات الفقر تتزايد في أميركا خلال السنوات الماضية
كان مكتب الإحصاء السكاني الأميركي أعلن في تقريره عن الدخل والفقر وتغطية التأمين الصحي لعام 2016، أن أكثر من 40.6 مليون شخص في الولايات المتحدة كانوا في الفقر في 2016، وأن مؤشر الفقر غير الرسمي، وهو مؤشر أوسع نطاقاً بلغ 13.9%.
وأضاف المكتب أن 8.8% من الأشخاص في الولايات المتحدة لم يشملهم التأمين الصحي في 2016.
ودعا فيليب ألستون، مقرِّر الأمم المتحدة بشأن الفقر المدقع وحقوق الإنسان، في يوليو/تموز الماضي، السلطات الأميركية، إلى توفير حماية اجتماعية قوية ومعالجة المشكلات الكامنة وراء ذلك، بدلاً من «معاقبة ومحاصرة الفقراء».
وقال في تقريره، إنه على الرغم من تقليص الرعاية الاجتماعية وإمكانية الحصول على تأمين صحي، فقد منح الإصلاح الضريبي الذي قام به ترمب كبار الأغنياء والشركات الكبرى مكافآت مالية غير متوقعة، مما زاد من التفاوت.
غير أن الفقر المدقع في الولايات المتحدة ليس جديداً. وقال ألستون إن السياسات الأميركية المتبعة منذ الحرب التي أعلنها الرئيس ليندون جونسون على الفقر في ستينيات القرن الماضي، كانت «تتسم بالتقصير في أفضل الأحوال».
أضاف ألستون: «لكن السياسات التي تم انتهاجها في العام المنصرم استهدفت عن عمد فيما يبدو إلغاء وسائل الحماية الأساسية للأكثر فقراً، ومعاقبة العاطلين، وجعل الرعاية الصحية الأساسية حتى امتيازات تم اكتسابها، بدلاً من أن تكون أحد حقوق المواطنة».
ألستون كشف أن ما يصل إلى 41 مليون شخص، أو نحو 12.7% يعيشون في فقر، فيما يعيش 18.5 مليون في فقر مدقع، ويشكل الأطفال واحداً من كل ثلاثة فقراء.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل لفقر الشباب بين الدول الصناعية.
ما يدفع الأسر إلى التقليل من استخدامات الطاقة لعبور الأزمة المالية
البيانات الجديدة كشفت أن «الضغوط المالية تجعل بعض الأسر تستخدم قدراً أقل من احتياجاتها من الطاقة، حيث أبلغت ما نسبتها 11% من الأسر التي شملها المسح، عن أنها تضطر إلى جعل المنازل في درجات حرارة غير صحية أو غير آمنة، للسبب نفسه».
وأوضحت أن «عدداً كبيراً من الأسر لا تستطيع تحمل نفقات إصلاح أجهزة تكييف الهواء أو التدفئة عندما تعطب».
7 ملايين أسرة أبلغت عن عدم القدرة على استخدام معدات التدفئة بسبب القيود المالية، إلى جانب 6 ملايين أسرة أخرى قالت إنها فقدت أنظمة تكييف الهواء.
قالت الإدارة: «إن الأسر التي تضم أطفالاً أو بها سكان من أقلية عرقية أو من أصل إسباني، أو تم تصنيفها على أنها من ذوي الدخل المنخفض، واجهت المزيد من انعدام الأمن في الطاقة».
في حين أن حوالي نصف الأسر الأميركية، التي يقل دخلها عن 20 ألف دولار سنوياً، واجهت انعداماً في أمن الطاقة في عام 2015، فإن 40% من الأسر التي لديها طفل واحد أو أكثر تعاني أيضاً من انعدام أمن الطاقة، وفقاً لبيانات الإدارة.
حسب البيانات، واجه أكثر من 50% من الأسر من ذوي الأصول الإفريقية، وأكثر من 40% من الأسر ذات الأصول الإسبانية أو اللاتينية، انعداماً في أمن الطاقة في عام 2015.
لكن البيانات التي استشهد بها في التقرير من مكتب الإحصاء الأميركي تتوقف عند عام 2016، ولم تقدم أرقاماً للمقارنة بشأن مستويات الفقر قبل وبعد وصول ترمب للسلطة، في يناير/كانون الثاني عام 2017.