25 حالة انتحار بالضفة الغربية و218 أخرى فاشلة بسبب “الاكتئاب”
بعد تكرار حالات الوفاة الغامضة التي شهدت تصاعدا، خصوصا في الضفة الغربية، كسرت الجهات المسؤولة عن رصد تلك الحالات حاجز الصمت، وأعلنت بشكل غير معتاد ارتفاع نسبة “الانتحار” إلى 14% في مناطق الضفة الغربية.
وبعد أن ظل “ملف الانتحار” ملفا يطوى بوفاة الشخص الذي أقدم على الفعلة، بسبب عقلية التفكير المجتمعية التي تحكمها قيم كثيرة من العادات والتقاليد ترى في الإفصاح عن الحادثة “فضيحة” لأفراد العائلة، خرجت وزارة الصحة الفلسطينية وأعلنت بشكل رسمي ارتفاع هذه النسبة، بعد تكرار حالات “الانتحار” مؤخرا.
وقد لوحظ خلال الأشهر الماضية ازدياد حالات إعلان الجهات الرسمية “الشرطة والنيابة العامة” مباشرتهم في عمليات تحقيق في حوادث وفاة، كما أعلن في مرات سابقة عن العثور على مواطنين قضوا جراء إقدامهم على “الانتحار” من خلال شنق أنفسهم.
ومع تصاعد هذه العمليات وتكرارها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن السبب في ارتفاع نسبة الانتحار خلال العام الماضي بزيادة قدرها 14% جاء بسبب الإصابة بأمراض نفسية، خصوصا “الاكتئاب”.
وفي بيان أصدرته الصحة، قالت اختصاصية الطب النفسي، رئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة، سماح جبر، إن دراسات عديدة خلصت إلى القول بأن “الخطاب الديني” المعتمد على الطمأنينة والثقة يخفف من الاكتئاب والقلق، ويسهل الشفاء، ويعزز الوقاية من “الانتحار” عن طريق إحياء الروح المعنوية وبث البشرى في النفوس.
ودعت إلى إدخال مساقات “الصحة النفسية والإرشاد” في كليات الشريعة، لتكوين “علماء دين مدربين على تقديم الإرشاد النفسي والتعامل مع أحداث الحياة وتقلُّبات النفس البشرية تعاملا إيمانيّا وعلميا في آن معا”.
المسؤولة في وزارة الصحة أكدت أن فلسطين تواجه ارتفاعا بوتيرة الإقدام على “الانتحار”، لافتة إلى أن الإحصائيات الصادرة عن إدارة البحوث والتخطيط في الشرطة أكدت ارتفاع عدد تلك الحالات في الضفة العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه.
وقد سجل في الضفة الغربية ما مجموعه 25 حالة انتحار، علما بأن عام 2017 شهد 22 حالة، وكان توزيعها حسب الجنس 15 من الذكور و10 إناث. أما توزيعهم حسب الحالة الاجتماعية، فـ17 غير متزوجين مقابل 8 متزوجين.
وقد صنف التقرير المنتحرين وفقا للتوزيع العمري قائلا بأن أعلى نسبة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار كانت ضمن الفئة العمرية ما بين 25 – 28 عاما، وشكلت ما نسبته 32%، أما بخصوص المستوى التعليمي فإن أعلى نسبة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار جاءت ضمن فئة حملة الشهادة الثانوية، وشكلت هذه الفئة 44% من الحالات المسجلة.
ولم يقف تقرير الصحة الجديد عند حالات “الانتحار” التي نجح من أقدموا عليها في تنفيذها فقط، بل أشار أيضا إلى تلك الحالات التي حاولت “الانتحار”، وسجل قيام 218 شخصا على ارتكاب هذه الفعلة، من بينهم 61 من الذكور و157 من الإناث، مؤكدة أن أحد أهم أسباب الإقدام على الانتحار هو الإصابة بـ”مرض نفسي”، خصوصا “الاكتئاب”.
وتزيد الخطورة التي تدفع الشخص لـ”الانتحار”، وفقا للتقرير، عندما يشعر الإنسان باليأس وأن حياته لا هدف منها ولا معنى لها.
المسؤولة في وزارة الصحة قالت وهي تحاول وضع حلول للمشكلة إن فلسطين تفتقر لـ”الخطوط الساخنة المختصة” بتقديم التدخل للوقاية من “الانتحار”، أو بدراسة وتقديم البيانات عن تلك الظاهرة من أجل أبحاث مكثفة تساعد في الوصول لأفضل الإستراتيجيات الممكنة للتعامل معها، مشيرة إلى أن حساسية الانتحار وعدم شرعيته يجعلان هذه الظاهرة تنمو في الظل ويصعب الحد منها، وقد دعت في سبيل حل المشكلة لعدم انتظار تفاقم الحالة، ومحاربة “ظاهرة الدجالين” ممن يدعون أنهم يخرجون الجن.