12 دولة في الشرق الأوسط تعاني من أزمة المياه
يبدو أنَّ ما يقرب من 1.8 مليار شخص في 17 دولةً، أي ربع سكَّان العالم، على مشارف أزمة مياهٍ، مع احتمال حدوث انقطاعاتٍ حادةٍ للمياه في السنوات القادمة، وفقاً لوكالة “بلومبرج” الأمريكية.
من ضمن الدول الـ17، تقع 12 منها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لتحليل صادرٍ يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2019، من منظمة Aqueduct Water Risk Atlas التابعة لمؤسسة الموارد العالمية. وتقع دولتان منهما -الهند وباكستان- في قارة آسيا. أما سائر البقاع فهي سان مارينو في أوروبا، وبوتسوانا في إفريقيا، وتركمانستان في آسيا الوسطى.
جفاف قاحل
17 دولة، معظمها في الشرق الأوسط، تواجه خطر الانتقاص الشديد في المياه.
وبينما تتَّسم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمناخٍ حارٍّ وقلةٍ في الموارد المائية أصلاً، فقد أدّى ارتفاع الطلب على المياه إلى وقوع هذه الدول تحت ضغطٍ شديدٍ، وفقاً لمؤسسة الموارد العالمية. وتعتمد قطر، الدولة التي تواجه أكبر مخاطر ندرة المياه، بنسبةٍ كبيرةٍ على أنظمة تحلية مياه البحر لتوفير مياهٍ صالحةٍ للشرب لشعبها وللصناعات المختلفة.
وقد ظهرت الآثار الاقتصادية للنقص الحاد في المياه، خلال وقتٍ سابقٍ من العام الجاري بمدينة تشيناي جنوب الهند، حيث يعيش 7.1 مليون شخصٍ. فبعد عددٍ من الموجات الحارة وتأخُّر الرياح الموسمية في أشهر الصيف، جفَّت بعض بحيرات المياه العذبة في تشيناي، مما أسفر عن احتجاجاتٍ وأعمال عنفٍ، بالإضافة إلى انقطاع الأعمال، ومن ثمَّ طلبت شركات التكنولوجيا من موظفيها العمل من منازلهم.
وتستهلك الدول التي تواجه نقصاً حاداً في المياه سنوياً ما يصل إلى 80% في المتوسط من مصادر المياه المتاحة السطحية والجوفية، وحتى فترات الجفاف القصيرة، المتوقَّع زيادتها بسبب تغيُّر المناخ، قد تكون لها عواقب وخيمةٌ، بحسب مؤسسة الموارد العالمية.
على جانبٍ آخر، الهند مصنَّفةٌ في المركز الـ13 على قائمة الدول المواجهة لخطر الانتقاص الشديد في المياه، وتملك ما يزيد عن ثلاثة أضعاف عدد سكَّان الدول الـ16 الأخرى في هذه الفئة مجتمعةً.
مشاكل المياه في الهند
من ضمن جميع الدول التي تعاني من أزمة نقص المياه، تملك الهند أكبر عددٍ من السكان المعرضين للخطر.
وليست المشكلة في الهند مقتصرةً على الولايات الجنوبية. فوفقاً لتحليل منظمة Aqueduct الذي يشمل الآن تحليلاً للمياه الجوفية، يواجه شمال الهند هو الآخر نضوباً شديداً في المياه الجوفية.
وفي اتصالٍ مع صحفيين، قال بول ريغ، الذي يتزعَّم الجهود المشتركة بين Aqueduct ومؤسسة الموارد العالمية في قضية المياه: «نعتمد بدرجةٍ كبيرةٍ جداً على المياه الموفية لسدِّ حاجاتنا». وبسبب العجز عن رؤية المياه الجوفية «ندير مصادرها إدارةً سيئةً جداً» .