10 أحذية غيَّرت العالم
الصندل الذهبي (حوالي 30 ق.م – 300 م)
شيء رفيع ورائع، مزخرف برقائق من الذهب الخالص تقريباً، لكنه ليس متسقاً للغاية مع الشكل الطبيعي الفعلي للقدم البشرية العادية.
نتيجة لذلك، تنتمي قطعة الأحذية الجنية هذه لبداية تقليد طويل من الأحذية التي تشوّه أقدامنا لسبب أو لآخر. في كثير من الأحيان، بجانب كونها ممتعة، يمكن أن تسبب الأحذية الراقية لمن يرتديها ألماً مفرطاً.
حذاء الموجاري الذهبي (1790-1820)
الزوج الفخم من «الموجاري» (البغال) المخصص للرجال، صُنع على الأرجح في حيدر آباد بالهند، ويجعل الصنادل المذهبة من مصر القديمة تبدو عادية جداً.
الجلد العلوي مغطَّى بالكامل بتطريز ذهبي، أما فتحة الحذاء فقد زُينت بتصميمات ذهبية مرصعة بأحجار كريمة بما في ذلك الألماس والزمرد والياقوت.
جودة الصناعة عالية للغاية، مما يدل على أنها ربما كانت في السابق مملوكة لأسرة نظام الملك في مدينة حيدر آباد، ومع ذلك يبدو أيضاً أنها لم تُرتدَ أبداً. ويبدو أن مَن أمر بصناعتها كان يريد لقدميه أن تقدما بياناً لا لبس فيه حول ثروته وسلطته التي لا حدود لها.
أحذية الباليه الحمراء (1948)
بالإضافة إلى تمثيل القوة، يمكن أن تكون الأحذية أيضاً أشياء خرافية، إذ لعبت الأحذية دوراً مهماً في الحكايات الشعبية والجنية عبر التاريخ.
فعلى سبيل المثال عندما تتناسب قدم سندريلا مع النعل الزجاجي، ترتقي من خادمة إلى أميرة.
صُنعت أحذية الباليه الحمراء الخفيفة من نسيج الحرير والجلد، للفنانة مويرا شيرر عندما قامت ببطولة فيلم The Red Shoes عام 1948 من إخراج مايكل بويل وإيميريك بريسبيرغر، وكان مبنياً على قصة خرافية من تأليف هانز كريستيان أندرسن.
بولين (1375-1400)
خلال العصور الوسطى لم يكن مصممو الأزياء الأوروبيون مهتمين بالكعوب العالية. لكنهم كانوا مهووسين بأحذية ضيقة تتميز بمقدمة طويلة مدببة وغير طبيعية، مثل هذا النموذج المصنوع من الجلد العملي؛ نظراً لأن رجال البلاط كانوا يرتدون أحذية غير عملية، مصنَّعة باستخدام المخمل والساتان، فمن المحتمل أن هذا الحذاء ملك لشخص من الطبقة الوسطى.
اجتاح القارة الأوروبية أواخر القرن الرابع عشر طلب جنوني على مثل هذا الحذاء، الذي يبدو للعين الحديثة من أسلاف الحذاء المدبب.
وقد اكتسب أسماء مختلفة، منها «كراكوز» (نسبة لمدينة كراكوف)، و»بولين» (النطق الفرنسي لـ «البولندي»). للحفاظ على شكلها، كانت المقدمة المدببة محشوة بالطحالب، وتثنى للوراء، لتسهيل المشي. ومع ذلك فلم يكن معروفاً عن حذاء بولين أنه يوفر الراحة: وقد عانى مرتدوه في القرون الوسطى من الأورام وتشوه العظام.
قبقاب الحمام (القرن التاسع عشر)
بداية من القرن السادس عشر، كان الرجال والنساء الذين يزورون الحمامات العامة، في الإمبراطورية العثمانية، يرتدون عادة أحذية حمام تدعى «قباقيب» باللغة العربية.
كانت الرحلة إلى الحمام جزءاً من الحياة اليومية، وكان لقبقاب الحمام في الأصل وظيفة عملية: فقد صُمم لرفع المستحم عن قذارة الأرضية الساخنة الزلقة. لكن بمرور الوقت، ضُحي بالجانب العملي على مذبح الموضة، كما يشهد بذلك هذا القبقاب الخشبي الطويل غير المناسب، المستخدم في مصر خلال القرن التاسع عشر.
بتصميم أنيق وقشرة وترصيع معدني، يصل ارتفاعه إلى 28.5 سم (11.22 بوصة)، مما يجعله أعلى حذاء في معرض متحف فكتوريا وألبرت الجديد، الأحذية: المتعة والألم. لابد أنه ضمن لمرتديته الثرية رفع نفسها فوق زميلاتها في الاستحمام.
أحذية غيلي فائقة الارتفاع (1993)
تشير قباقيب الحمام العثمانية إلى أن استخدام الأحذية لاكتساب الطول ليس أمراً جديداً، إلا أن حذاء عالياً واحداً هو الذي حاز الشهرة أكثر من أي حذاء آخر: منصة غيلي فائقة الارتفاع المصنوعة من الجلد والحرير الأزرق «موك كروك»، من تصميم البريطاني فيفيني ويستوود، بكعوب يبلغ ارتفاعها 21 سم.
عام 1993 كانت عارضة الأزياء الفذة ناعومي كامبل ترتديها على ممشى العرض، خلال عرض ويستوود في أسبوع الموضة بباريس، عندما أثبت الحذاء أنه عالٍ لدرجة أنه تسبب في سقوطها. دون سابق إنذار، انثنت إحدى الفردتين فجأة، مما أدى إلى سقوط بهلواني لكامبل على الممشى. كانت لحظة مميزة في تاريخ الموضة، وتذكيراً بالأطوال المتطرفة التي تذهب إليها بعض النساء للظهور على الموضة.
أوكسفورد بروج (1989)
يعرف أي متابع لمسلسل الجنس والمدينة، فإن أحذية بيوت الأزياء الراقية من أمثال مانولو بلانيك يمكن أن تكون غالية بشكل مبالغ فيه.
وكذلك الأحذية المصنوعة يدوياً للرجال: فحذاء بسيط من طراز أوكسفورد مصنع حسب الطلب قد يكلف أكثر من 4000 دولار.
صنع هذا الحذاء بزخرفة بروج، في شركة نيو آند لينجوود، مصنعة الأحذية والأقمصة التقليدية البريطانية، باستخدام جلد عِجل روسي، استخرج من حطام سفينة دنماركية غرقت في بليموث ساوند قبالة ساحل كورنوال عام 1786.
ومع أن الجلد كان عمره مئات السنين، لكنه كان صالحاً للاستخدام؛ لأنه كان غارقاً بطبقات النفط. صناعة حذاء فاخر مثل هذا يمكن أن يكون معقدة بشكل استثنائي، إذ يشمل تصنيعها أكثر من 200 إجراء متخصص.
أحذية الكاحل المغطاة بالفراء (1943)
في بعض الأحيان تأتي الموضة والمظهر الفخم لسبب اضطراري. هذه الأحذية التي تصل للكاحل صنعت أثناء الحرب العالمية الثانية لصالح إحدى سكان لندن الثريات، التي أحضرت وشاحاً من فراء المنك ومعطفين -أحدهما مصنوع من الجلد الأحمر والآخر من فرو الأصلوت- إلى صانع أحذيتها المحلي في كينسينغتون، وطلبت منه أن يصنع منها حذاء جديداً.
كانت النتائج لافتة للنظر في فترة قيود زمن الحرب.
تقول هيلين بيرسون، التي قامت بتنظيم معرض أحذية: متعة وألم: «إنه مبهرج بعض الشيء، وعالٍ أكثر من اللازم»، «لكنني أعتقد أن خلفه قصة أكثر روعة: أنه في منتصف الحرب كان لا يزال من المهم أن يكون لديك شيء جميل وجديد، لذلك ابتكرتْ فكرة التضحية بملابسها. إذا كان بإمكاني أخذ أي حذاء من المعرض، فسيكون هذا الحذاء».
حذاء غيتا (1880-1900)
الأحذية هي ذخيرة أساسية في أسلحة الإغواء والرغبة. على سبيل المثال، فبائعة الهوى في لوحة «أوليمبيا» الفاضحة التي رسمها مونيه، عارية إلا من شريط أسود حول رقبتها، ونعل ذي كعبٍ عالٍ في قدمها اليسرى (النعل الثاني ملقى للإثارة).
في اليابان الإقطاعية، ارتدت بائعات الهوى ذوات المكانة العالية المعروفات باسم «أويران» حذاء غيتا التقليدي مثل هذا الحذاء المخملي المصقول، الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 20 سم (7.9 بوصة)، والذي يشبه هجيناً بين القبقاب، والزنوبة، وناطحة السحاب.
كانت الفكرة أنه أثناء ارتدائه، تجبر بائعات الهوى على المشي بطريقة بطيئة متثاقلة -يسحبن أقدامهن بالتناوب في شكل نصف دائرة- بحيث يمكن للرجال تفحص جمالهن بسهولة أكبر.
صندل بلترامي لإيميلدا ماركوس (1987-92)
لا يمكن لأي معرض عن الأحذية ألا يذكر إيميلدا ماركوس، أرملة الرئيس الفلبيني السابق فرديناند ماركوس، وهي مشهورة بهوس التسوق مع ولع خاص بالأحذية.
وُلدت عام 1929، وقد كدست على مدار حياتها مجموعة من حوالي 3000 حذاء تقريباً، بما في ذلك هذا الصندل ذو الحبل الخلفي والكعب العالي والمزين بتطريز أسود وألماس زائف، من تصميم الإيطالي بلترامي.
وقَّعت ماركوس على البطانة العليا لكل فردة من الصندل، الذي ينتمي الآن إلى متحف باتا للأحذية في تورنتو. تجسِّد ماركوس اليوم الهوس بالأحذية الذي مازال يطارد الكثير من الناس، بما في ذلك عشاق الجمع المتحمسون الذين لا يلبسونها أبداً، بل يكتفون بالاستمتاع بها.