جنبلاط يرد على نصر الله: شو عدا ما بدا رجعتنا لسلاح الغدر وأنا معك في ما خصّ فلسطين فقط
للأحد الثالث على التوالي، واصل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل جولاته في المناطق اللبنانية، وبعد منطقة عاليه ومن طرابلس وعكار، توجّه باسيل إلى الجنوب وسط مواكبة أمنية مشددة لزيارة أقضية مرجعيون وبنت جبيل والنبطية، حيث جال على عدد من القرى الحدودية بعدما بات ليلته في كوثرية السيّاد بضيافة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وغرّد القيادي في التيار الوطني الحر النائب السابق أمل أبو زيد مواكباً زيارة باسيل بقوله: “بفخر واعتزاز ستُفتَح اليوم طرقات الجنوب أمام من كان وفياً وما زال لوطنه ولشعبه… اليوم سيعبر موكب الوزير جبران باسيل على قرى حدودية صمدت وحافظت على هويتها… اليوم لن يتنكّر الاوفياء لمسار التلاقي والتفاهم بل ستتعانق القلوب على تراب الجنوب… اليوم زيارة رئيس التيار هي زيارة الأحرار في زمن الصمود والانتصار”.
وتأتي جولة الوزير باسيل تزامناً مع ذكرى حرب تموز حيث أطلّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله عبر قناة “المنار” مجدّداً تحذير اسرائيل والخليج من الحرب على إيران ومعتبراً “أنّ المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، فلا يوجد مساحة داخل الكيان الصهيوني لا تطاولها صواريخ المقاومة”، ومشيراً إلى “أنّ الحرب الأمريكية على إيران ستؤدي إلى تدمير المنطقة كلها، ومعبّراً عن ثقته بمستقبل الصراع مع العدو الاسرائيلي بقوله إنه سيصلّي في القدس”.
ولم يستثن نصرالله أحداً من “نيرانه”، لأنّه عندما تُفتح الحرب على إيران، “يعني فُتحت الحرب في المنطقة كلها”. لذلك، كانت “النصيحة” لدول المنطقة بأنّ “مسؤوليتنا جميعاً العمل لمنع حصول الحرب الأميركية على إيران”.
وسأل: “إذا تمّ تدمير الإمارات عند اندلاع الحرب، هل سيكون ذلك في مصلحة حكّام الإمارات وشعبها؟ ويجب أن تفهم إسرائيل أنّ أي حرب في المنطقة لن تكون هي فيها محيّدة، فإيران قادرة على قصفها بشراسة وقوة”.
لكنه رأى أن “ما يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من الذهاب إلى حرب، هو أنّ مصالحها في المنطقة كلّها معرضة للخطر”. فحين ألغى ترامب الضربة العسكرية التي كانت تستهدف مواقع عسكرية إيرانية، كان ذلك “بسبب إرسال الإيرانيين للأمريكيين رسالة عبر دولة ثالثة، أنّه إذا تم قصف أي هدف في إيران أو لإيران، فسيتم قصف أهداف أمريكية”.
غير أن اللافت في حديث نصرالله هو تطرّقه إلى الخلاف مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حول قضية معمل بيار فتوش للإسمنت في عين دارة، حيث قال إن النائب جنبلاط سعى لأن يكون شريكاً لفتوش، معتبراً “أن الخلاف لم يكن على الشروط الصحية والبيئية للمعمل، بل لأن جنبلاط طلب ان يكون شريكاً مع فتوش، وفي مرحلة ثانية اقترح مشاركة الحزب في إنشاء معمل لتسويق جزء من إنتاج ترابة سبلين في سوريا، ومن ثم في مرحلة ثالثة طلب أن تكون وزارة الصناعة من حصته الحكومية”.
وأضاف: “نحن ما غلّطنا مع الوزير جنبلاط هو غلط معنا من يوم حديثه عن سلاح الغدر في عام 2005″، وقال: “الوزير وائل أبو فاعور فور تسلم وزارة الصناعة شطب قرار سابق للوزير حسين الحاج حسن بإنشاء معمل اسمنت لبيار فتوش في عين دارة، ولكل هذه الأسباب طلبت من قيادة الحزب وقف العلاقة مع جنبلاط”، ناصحاً إياه بمراجعة حساباته وخياراته السياسية، وتصحيح الخلل لعلاقته داخل الطائفة الدرزية، واصفاً ربط جنبلاط الخلاف على معمل عين دارة بمزارع شبعا بأنه أمر مُعيب.
وقد ردّ جنبلاط بعد زيارة لافتة الى رئيس الحكومة سعد الحريري على الأمين العام لحزب الله بالقول: “مش حلوة بحقك يا سيد” أن تنتهي بالمطالعة الكبيرة بالحديث عن فتوش”. وقال: “من حرصي بأن لا ينقل أشخاص حول السيد حسن لهم علاقة مع كسارات فتوش معلومات خاطئة إليه، أؤكد أنني لم أطلب في حياتي شراكة مع فتوش او غيره”.
أضاف: “شو عدا ما بدا يا سيد حسن” رجّعتنا الى الـ2005 وإلى سلاح الغدر وقد التقينا 6 مرات بعدها برغم كل ما حدث في بيروت في 2008 واصفاً حديث نصرالله بأنه أمر مزعج وتوجّه إليه بالقول: “أذكرك أنني معك فقط في ما خص فلسطين ولست معك في أمر آخر، وأنا أخاصم رجالًا واتمنى ان تخاصم رجالًا، وإذا كنت تريد أن تحاط بهذه المجموعات فهذا شانك لأنني أخاصم رجالاً وأصادق رجالاً وهذا تاريخي وتاريخ كل آل جنبلاط فلماذا عُدت بنا إلى الـ2005؟”.
كذلك، استدعت مواقف نصرالله، من التطورات الاقليمية والداخلية، ردوداً كان أبرزها من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي أشار الى أن خطاب نصر الله “كالخطابات السابقة منذ 13 عاماً والايديولوجيات نفسها، ونفس الطروحات المغايرة لطروحاتنا”، معتبراً “أن ما طرحه خاطئ وبالاتجاه غير الصحيح”.
وأكد جعجع أن “لا أحد يستطيع مواجهة إسرائيل إلا الدولة اللبنانية، والدولة اقوى من كافة القوى العسكرية، كما أن المواجهة ليست عسكرية فقط، بل ديبلوماسية وسيادية ومجتمع عربي ودولي، وكل هذه الأمور غير متوافرة إلا من خلال الدولة اللبنانية، والأهم من كل هذه العوامل أن يكون اللبنانيون راضين أن يدافع عنهم حزب الله”.
وتعليقاً على كلام نصرالله، غرد النائب السابق لرئيس مجلس النواب، فريد مكاري عبر”تويتر” قائلاً: “إذا كانت إيران تريد تهديد دول الخليج، فلتهددها بنفسها. لا أفهم لماذا يتولى السيد حسن مهمة تهديدها نيابة عن إيران، معرضا بذلك علاقات لبنان معها للخطر، وناسفا كل الجهود التي بذلت لترميم هذه العلاقات”.