يهودي أمريكي يتعهد ببناء السفارة الأمريكية في القدس
تلقت إسرائيل دعم قوي وخطير بعد تعهد واحدا من مؤيديها الأمريكيين اليهود، شيلدون أديلسون بتقديم الأموال للمساعدة في تمويل بناء السفارة الأمريكية الجديدة في القدس، وأعلنت وزراة الخارجية الامريكية أنها ستراجع الأمر عما إذا كان يمكن قبول التبرع بشكل قانوني.
500 ملوين دولار
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلي أن مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية أكد أن القيمة الإجمالية لبناء سفارة جديدة في القدس لتحل محل السفارة في تل أبيب بحوالي 500 مليون دولار، وعلي الرغم من مانحين من القطاع الخاص دفعوا من قبل تكاليف تجديد مساكن سفراء الخارجية الأمريكية إلا أن تبرع أديلسون من المحتمل أن يتجاوز هذه الهدايا بكثير، ويمكن أن يزيد الضغط على الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط.
تسيس الصهينة للسياسة الأمريكية
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تخطط فتح سفارة مؤقتة في القدس قبل بناء سفارة جديدة، وقد يتزامن ذلك مع الاحتفال بالذكري الـ70 لقيام دولة إسرائيل في 14 مايو المقبل، وفقا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن حلفاء لأديلسون أعربوا عن قلقهم في حال قبول الإدارة الأمريكية عرضه لبناء السفارة بشكل دائم لأنه اسهامه المادي سيعتبر خصخصة للسياسة الخارجية الأمريكية وتسيسيها بشكل فعال.
ولفتت الصحيفة إلي أن أديلسون مؤيدا صريحا للخطة الخطيرة المثيرة للجدل لنقل السفارة، وعمله ليس عمل خيري وأنما هو أحد أبرز اللاعبين في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، ويمثل قوة محافظة في السياسة الأمريكية ومن المانحين لترامب والراعي منذ فترة طويلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومالك صحيفة يومية هي الأكبر تدوالاً في إسرائيل.
تأثير أديلسون علي سياسة ترامب تجاه إسرائيل
وقال موتون كلاين “أشعر بالقلق من أن الناس ستعتقد أن ما يجري بسبب مجموعة من اليهود الذين يهتمون بالأمر وليس لأن الحكومة الأمريكية تهتم بنقل السفارة وأن المنظمة الصهيونية الأمريكية وهي منظمة غير ربحية تمول بشكل جزئي من أديلسون هي من وراء نقل السفارة وليس قرار اتخذ من قبل الإدارة الأمريكية”.
ونوهت الصحيفة إلي أن أديلسون رفض التعليق بعد نشر خبر تبرعه لبناء السفارة الأمريكية في القدس.
وقال ستيف جولدشتاين، السكرتير العام للدبلوماسية العامة ” ان محامي وزارة الخارجية بدأوا يبحثون منذ عدة اسابيع حول ما اذا كان من المقبول، قبول تبرع خاص لبناء السفارة الأمريكية”، وأضاف: ان الوزارة لا تتفاوض حاليا مع اى مواطن خاص للتبرع وان مبنى السفارة الجديد سيستغرق حوالي 17 عاما للبناء.
واضافت الصحيفة إن أديلسون علي مدي السنوات الماضية كان من أكبر الداعمين لنقل السفارة الأمريكية إلي القدس، وقدم أديلسون لحملة ترامب تبرعا كبيرا 5 ملايين دولار إلي لجنة تنظيم الاحتفالات لتنصيب ترامب وهي أكبر مساهمة أكثر من أي وقتا مضي.
امتنان الإسرائيليين لترامب
وتعهد السيد ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه إذا انتخب، فإنه سينقل السفارة إلى القدس من تل أبيب، وفي ديسمبرالماضي اعلن اعترافه رسميا يإن القدس عاصمة لإسرائيل وسينقل السفارة الأمريكية إلي القدس.
وقال كاتس، وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، على تويتر: “أود أن أهنئ دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى عاصمتنا بمناسبة يوم الاستقلال السبعين في إسرائيل” ، وأضاف :ليس هناك هدية أكبر من ذلك! الخطوة الأكثر عدلا وصحيحة، شكرا يا صديقي.
وأشارت الصحيفة إلي أن اعتراف ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، جعل الكثير ينظرون إلي تأثير أكبر متبرع ومناح للجمهوريين أديلسون، علي الإدارة الأمريكية.
غضب الفلسطينيين
بينما أعلن القادة الفلسطينيون عن غضبهم من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنهم لم يقبلوا احتكار الولايات المتحدة للوساطة في اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل، وتوقيت نقل السفارة سيؤدي فقط إلي ازدياد غضب الفلسطينيين لأنه الذكري السبعين للنكبة الفلسطينية لطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم واصبحوا لاجئين في دول العالم بعد الأعمال القتالية التي أدت إلي ظهور إسرائيل في عام 1948.
وقال صائب عريقات، الامين العام لفلسطين “ان قرار الادارة الامريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل واختيار الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطينى، وتنفيذ هذه الخطوة يعبر عن انتهاك صارخ للقانون”.