وول ستريت جورنال: قائد عسكري أمريكي يدرس فكرة توسيع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن قائدا عسكريا يفكر في توسيع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني. وفي الوقت نفسه أكد قائد القيادة المركزية بالشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي أن التعزيزات العسكرية التي أرسلت إلى منطقة الخليج وحاملة الطائرات والنظام المضاد للصواريخ كانت بناء على معلومات “محددة” بوجود تهديد إيراني ضد المصالح الأمريكية وحلفائها والمصالح في العراق ومناطق أخرى. وأكد أن التعزيزات أدت لتحييد الخطر في الوقت الحالي ولكنه لم ينته بعد.
ونقل غوردون لوبولد عن الجنرال قوله إن التعزيزات “تركت أثرا (إيجابيا) على الإستقرار” إلا أن الجنرال يفكر في توسيع القدرات العسكرية الأمريكية للتأكد من وجود قوة عسكرية ردعية أمريكية وعلى المدى البعيد في المنطقة. وتعلق الصحيفة أن تحركا كهذا سيكون بمثابة تراجع عن الموقف الأمريكي العالمي في ظل إستراتيجية الأمن القومي لإدارة دونالد ترامب التي خففت من الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وركزت على مخاطر التنافس من الصين وروسيا. وتضيف أن الجنرال ماكينزي وغيره من القادة العسكريين وإن دعموا الإستراتيجية إلا أنهم يناقشون ضرورة تعديلها في ظل التهديد الإيراني على المنطقة. وقال الجنرال “نقوم بعملية مناقشات” معترفا بأهمية التحول ” أفكر بحذر وبتأن قبل الحديث عن موارد إضافية للمسرح. ونحن نتحدث عنه ولكنه سيكون بناء على التقديرات المستمرة للوضع ونحن نتقدم للإمام”.
ورفض المسؤولون الإيرانيون التعليق على ما ورد في التقرير. ويؤكدون أن تحركاتهم العسكرية في المنطقة هي دفاعية الطابع واتهموا إدارة ترامب بالبحث عن مبرر للحرب وشجبوا نشر التعزيزات العسكرية الأمريكية. ولكن مسؤولين عسكريين أمريكيين قالوا إن تحركات إيران هجومية الطابع. وتشير الصحيفة إلى أن الوجود الامريكي بالمنطقة تغير منذ حرب الخليج الأولى عام 1990 وقامت وزارة الدفاع الأمريكية في الآونة الأخيرة بإعادة نشر قوات أمريكية بعيدا عن نزاعات المنطقة. وفي العام الماضي نقلت عددا من بطاريات باتريوت من الأردن والكويت والبحرين بالإضافة لحاملات طائرات والتي ظلت موجودة في مياه الخليج ولم تعد تصدر أوامر لها بالإنتشار هناك. وبدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات مشددة على إيران ثم صنفت قوات النخبة لديها، الحرس الثوري الإسلامي كمنظمة إرهابية بشكل زاد من مخاطر انتقام إيران. ويرى ماكينزي إن تخفيف الأثر العسكري الأمريكي في المنطقة ربما كان عاملا مساعدا لإيران لتهدد الولايات المتحدة وحلفائها. ورفض الجنرال الكشف عن طبيعة المصادر العسكرية التي يرغب بنشرها في المنطقة. وأشار إلى أن أي قرار هو بيد القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شانهان بتنسيق مع رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد المسؤول عن تقديم النصح للبيت الأبيض.
ووصل ماكينزي الى المنطقة الأسبوع الماضي حيث توقف في العراق وقطر والإمارات العربية المتحدة وقضى ليلة على متن حاملة الطائرات ابراهام لينكولن (آبي). وتحدث الجنرال ماكينزي مع 6.000 جندي على متن حاملة الطائرات وقال لهم “أنا سبب وجودكم هنا” و”طلبت السفينة بسبب التوتر مع إيران ولا شيء يدعو للقول إنكم مهتمون بأي شخص غير حاملة طائرات وزنها 90.000 طنا وكل شيء يرافقها”. وأضاف “كان هدفي من جلبكم إلى هنا هو استقرار الوضع ولكي تعلم إيران أن الوقت ليس وقت ارتكاب عمل أحمق”. ويقول المسؤولون إن إيران حافظت على جاهزية عالية منذ وصول التعزيزات العسكرية في أيار (مايو). وأضافوا أنهم شاهدوا نشاطات مستمرة من إيران، حركة قوارب وغواصات وعربات مسيرة ولكن لا هجمات. ورغم النشاطات العسكرية العالية واصلت قوات الجيش النظامية والحرس الثوري عملها بحرفية بدون صدامات كما يقول الأدميرال جون ويد من مجموعة الهجوم على لينكولن. وقال “منذ عملنا في المنطقة حصل تماس في أكثر من مرة مع الإيرانيين” و”حتى هذه اللحظة كلها كانت سليمة وحرفية، أي أن الإيرانيين لم يفعلوا شيئا لعرقلة مناورتنا أو تصرفوا بطريقة تجبرنا على اتخاذ عمل دفاعي”. وكانت عملية الإنتشار في الشهر الماضي غير متوقعة للجنود الأمريكيين. فقد وصل سرب المقاتلات من قاعدة باركسديل الجوية بعد 48 ساعة من إصدار الأوامر بالإنتشار. وكان طاقم البارجة لينكولن يخطط للتوقف في رحلة انتظروها في كرواتيا حيث حجز عدد من البحارة غرفا في الفنادق وجولات في موقع تصوير مسلسل “لعبة العروش” الذي صورت حلقاته هناك. وبدلا من ذلك طلب من البحارة التحرك من البحر المتوسط إلى البحر الشمالي العربي حيث تقوم أكثر من 40 مقاتلة أف-18 بمهام متواصلة في المجال الجوي الدولي قرب إيران، فيما تقوم طائرات أخرى بغارات في أفغانستان. وقد تتحرك البارجة إلى سان دييغو في رحلة حول العالم لكن عدم الوضوح في الشرق الأوسط يعني بقاءها في مياه الخليج لفترة أطول.