وول ستريت جورنال: إيران مصدر خلاف بين أمريكا وحلفائها
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الخلافات بشأن إيران تعرقل جهود الولايات المتحدة بناء إجماع مع حلفائها حول سياستها الشرق أوسطية. وتأتي المشكلة وسط مقاطعة عدد من دول الناتو مؤتمرا نظمته في وارسو-بولندا وحتى لمناقشة الأمن الإقليمي وليس إيران.
وبحسب الصحيفة إن واشنطن جعلت من عزل طهران مركز سياستها الخارجية، فيما تحاول الدول الأعضاء في حلف الناتو خاصة الحلفاء التقليديين مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا الحفاظ على الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما عام 2015 وخرجت منها إدارة دونالد ترامب وأعادت فرض العقوبات عليها. وقالت الصحيفة إن الخلاف حول إيران كان واضحا في مؤتمر وارسو الذي شاركت فيه 60 دولة.
وكانت المناسبة التي رعتها الولايات المتحدة وإيران تهدف في البداية لبناء تحالف دولي ضد إيران، لكن القوى الأوروبية الرئيسية ترددت في المشاركة حتى لا تعرض علاقاتها مع إيران للخطر ولاختيار بولندا كمكان للمؤتمر وهي البلد التي تعيش صداما مع الاتحاد الأوروبي بسبب تحولها نحو الديكتاتورية. ولم توجه دعوة لإيران للمشاركة فيه. وهو ما دعا الولايات المتحدة لتغيير طبيعة المؤتمر والتأكيد على أنه لبحث قضايا أوسع من إيران.
ولم يجر في اليوم الأول إلا لقاء رباعيا عن اليمن مع بريطانيا والسعودية والإمارات العربية وعشاء للترحيب بالمشاركين بشكل لم يترك إلا يوما واحدا للمشاورات واللقاءات الجوهرية. ولم تحتو الأجندة التي وزعت على الإعلام لمناسبات اليوم الثاني أسماء للجلسات ولا المشاركين فيها مع أن المسؤولين قالوا إنها ستشمل على سوريا والإرهاب والأمن الإلكتروني وتمويل الإرهاب.
وأكد مسؤول أمريكي بارز أن “إيران ليست الموضوع الرئيسي في الأجندة” مضيفا أن وزير الخارجية سيناقش بالتأكيد مظاهر القلق المتعلقة بإيران وسياساتها التدميرية في الشرق الأوسط. و “لكن هذا هو وظيفة السلوك الإيراني”. ومن أجل حشد الدعم الأوروبي قررت أمريكا إعادة تركيز مؤتمر وارسو وتوسيع أجندته لتشمل موضوعات غير إيران. وذكر بومبيو يوم الثلاثاء مع وزير الخارجية البولندي أن موضوع سوريا واليمن والسلام الإسرائيلي-الفلسطيني مهمة ولم يذكر إيران. ففي سوريا تحتاج أمريكا لمساعدة كل من بريطانيا وفرنسا خاصة بعد إعلان ترامب سحب القوات من هناك في ديسمبر 2018.
وفي الموضوع الفلسطيني لن تناقش سوى الجوانب الاقتصادية من الخطة الأمريكية التي طال انتظارها رغم مقاطعة الفلسطينيين للمؤتمر وحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤتمر بصفته وزير الخارجية والدفاع.
وأشارت الصحيفة إلى الخلاف الأمريكي-الأوروبي بشأن دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وخلفت وراءها ألافا من المدنيين وأدت لكارثة إنسانية تعد الأكبر في العالم.
ويرى المحللون الإيرانيون والخبراء أن إيران ستظل مركز محاولات أمريكا لبناء حلف معاد لها رغم مزاعم واشنطن بأنها وسعت أجندة المؤتمر. وقال حسين موسايان، المفاوض السابق والذي يحاضر في جامعة برنستون “يريد وزير الخارجية بومبيو بناء تحالف ضد إيران في مؤتمر وارسو”. وأطلق على مؤتمر وارسو بأنه “دبلوماسية أمريكا العامة ضد إيران وليس أكثر من هذا”. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قال أن المفاوضات مع أمريكا لن تؤدي إلى نتيجة بل لأضرار “مادية وروحية”.
وجاءت تصريحاته مع افتتاح مؤتمر وارسو وبعد يومين على احتفالات إيران بمرور 40 عاما على الثورة الإسلامية. وقال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني أن واشنطن تحاول حفظ ماء وجهها لأن مؤتمر وارسو فشل قبل أن يبدأ. وتقول الصحيفة أن توسيع الأجندة أدت لتردد دول أخرى عن الحضور مثل روسيا التي قاطعت المؤتمر ولبنان التي لم ترسل موفدا إليه. وتنظر واشنطن لإيران كمصدر لكل المشاكل في المنطقة سواء كانت الحرب في اليمن أو سوريا ودعمها لحزب الله في اليمن وتأثيرها على العراق.
وترى إيلي جيرمايا، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن “مظاهر قلق أوروبا فيما يتعلق بسلوك إيران بالمنطقة وبرنامجها الصاروخي وحقوق الإنسان متوافقة مع أمريكا” لكن المدخل مختلف.
وتقول “السياسة الأمريكية متطرفة وصدامية” فيما “يحاول الأوروبيون الحفاظ على المسار السياسي”. وفي الوقت الذي شارك في المؤتمر من الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بنس وجارد كوشنر وبومبيو إلا أن بقية اللاعبين رفضوا المشاركة. وقالت فردريكا موجيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن لديها التزامات سابقة.
ولم ترسل فرنسا وألمانيا وزراء الخارجية ولم يحضر وزير الخارجية البريطاني جريمي هانت إلا بعد إضافة اليمن على الاجندة وغادر المؤتمر مبكرا. وقبل ساعات من بدء المؤتمر تحدث محامي الرئيس روديو جولياني أمام مئات من مؤيدي حركة مجاهدي خلق. وهي جماعة لا تحظى بدعم عسكري كبير في داخل إيران لكنها أصبحت مفضلة لدى بعض الدوائر السياسية في واشنطن. ولم يكن أمام جولياني أحد سوى مؤيدي مجاهدي خلق وبعض الصحافيين ولكنه وصف النظام الإيراني بالمجرم والقاتل. وقال “يجب أن ينتهي وبسرعة”.