ولي العهد السعودي لـ”واشنطن بوست” استخدمنا العلاج بالصدمة لإجراء الإصلاحات
وصف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ “الصدمة” الذي يعد ضرورياً لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة خلال مقابلة إجراها مع الصحفي المتخصص في شئون الشرق الأوسط بصحيفة “واشنطن بوست الأمريكية”، ديفيد أجناتيوس.
القضاء علي البيروقراطية
وأشار اجناتيوس إلي أن المقابلة تم إجرائها في وقت متأخر من منتصف ليلة يوم الاثنين بعد صدور الأوامر الملكية بإجراء تعديلات جوهرية في الأجهزة العسكرية والبيروقراطية الحكومية وتعيين تماضر يوسف الرماح نائبة لوزير العمل والتنمية الاجتماعية وهي أول امرأة تتولي منصب حكومي كبير في المملكة، ولأكثر من ساعتين ناقش الأمير محمد بن سلمان حملاته ضد الفساد والتطرف، وكذلك استراتيجيته للمنطقة.
دعم شعبي
وقال ولي العهد السعودي البالغ من العمر 32 عاما ” إنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قِبل الشباب السعودي القلق، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة”.
وشدد ولي الامير محمد على أهمية سياسته المحلية والإقليمية رافضا الانتقادات التي تصف سياسته بأنها محفوفة بالمخاطر، موضحاً أن التغيرات تعد جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن أن يطلق سراح ناشطين في مجال حقوق الانسان قبل زيارته للولايات المتحدة في أواخر مارس، قال “إن المعايير السعودية تختلف عن المعايير الامريكية، وسيتم النظر لإجراء إصلاحات في هذا المجال مثل ما حدث في مجالات أخري”.
نجاح وإصلاحات كبيرة
وقال أجناتيوس “خلال زيارتي القصيرة إلى المملكة، كان المستحيل تقييم مدى نجاح إصلاحات الأمير محمد بن سلمان، وبالتأكيد، هنالك نضوج ثقافي حيث يخبر النساء الزوار بنوع السيارات التي يرغبن بشرائها عندما سمح لهن بالقيادة في شهر يونيو، افتتاح صالات رياضية جديدة للنساء، تعمل سيدات الأعمال في عربات الأطعمة، وتحضر مشجعات الرياضة من النساء مباريات كرة القدم العامة”.
وأضاف أجناتيوس: قد يتواجد بعض المعارضون المحافظون بشكل خفي، ولكن الاستطلاع المستقل الذي قامت به شركة إبسوس على السعوديون المنتمون لجيل الألفية في العام 2017 كشف أن 74% كانوا متفائلين بشأن المستقبل، وأن أكثر مخاوفهم كانت من ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.
ولفت أجناتيوس إلي أن الأمير محمد تحدث معه باللغة الإنجليزية بشكل تام خلال المقابلة، رغم ان مقابلتين سابقتين كان يطرح الأسئلة باللغة الإنجليزية والأمير يجيب باللغة العربية.
مخاوف حول الأمير
ورفض ولي العهد السعودي المخاوف التي تعتري بعض المؤيدين له في الولايات المتحدة بشأن خوضه صراعات على جبهات كثيرة جداً وقيامه بالمخاطرة في كثير من الأحيان، قائلاً “إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها يعتبران ضروريان للنجاح”، واعتبر أن الأوامر الملكية الأخيرة التي أعلنها مساء الاثنين الملك سلمان بن عبدالعزيز هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب الطاقة العالية الذين يستطيعون تحقيق أهداف التحديث، ونريد العمل مع الطموحين.
توافق العائلة المالكة
ونصت الأوامر الملكية على تعيين أمراء من الجيل الشاب في مناصب في المناطق الرئيسية، منها تعيين الأمير تركي بن طلال نائباً لأمير عسير، ويشير هذا التعيين إلى التوافق داخل العائلة المالكة، إذ أن شقيقه الأمير الوليد بن طلال كان من بين الـ 381 شخص الذين اعتقلوا بتهم فساد في نوفمبر الماضي، وأطلق سراحه لاحقاً.
وحول التغييرات في القيادة العسكرية وإنهاء ولي العهد السعودي خدمات رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع وتعين قادة عسكريين جدد، قال “إنه تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع، مشيراً إلي إن ترتيب الجيش في المملكة، التي تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، يقع في المرتبة ما بين الـ 20 أو 30 في قائمة أفضل الجيوش في العالم.
وتحدث الأمير محمد عن خططٍ طموحة لحشد القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في اليمن، وهي حرب استغرقت وقتاً أطول مما كان يأمل السعوديون.
محاربة الفساد
وأضاف الأمير أن حملته ضد الفساد في شهر نوفمبر كانت مثالاً على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري ، وهذا مثل ما يكون لديك جسد مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسمم، والمملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حد لهذا النهب.
وتابع ولي العهد انه يتذكر الفساد شخصيا، حيث حاول الناس استخدام اسمه وعلاقاته التي بدأت في أواخر سن المراهقة، زكان الأمراء الفاسدون أقلية، ولكن الجهات الفاعلة السيئة حظيت بقدر أكبر من الاهتمام، وقد أضر ذلك بقدرة الأسرة المالكة، وقد أطلق سراح جميع الأشخاص الذين تم توقيفهم ماعدا 56 شخصا، بعد دفعهم تعويضات و معظمهم يعرفون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقاموا بعقد تسوية.
كبح التطرف
وأشار الأمير محمد إلي ان الصدمة كانت ضرورية أيضاً لكبح التطرف وإن الاصلاحات التي أجراها منحت النساء حقوقا أكبر وقللة من سلطة الشرطة الدينية، وهي محاولة لإعادة تطبيق الممارسات التي طبقت في عصر النبي محمد.
لبنان
وبشأن الانتقادات التي تعرض لها حول رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قال الأمير محمد إنه تعرض لانتقادات غريبة لضغطه على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة في نوفمبر، وأضاف إنه الآن في وضع أفضل في لبنان، مقارنة بميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، وسيزور الحريري المملكة قريباً لإجراء محادثات.
قيام الأمير بأمر جديد
ويشبه مؤيدي الأمير محمد بن سلمان أحياناً مساعيه لتوطيد السلطة بجده الملك عبدالعزيز ، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، ولكن الأمير محمد يرفض هذه المقارنة، قائلاً ” لا يمكن أن نعيد اختراع الآي فون لأن ستيف جوبز سبق أن فعل ذلك، نحن نحاول القيام بأمر جديد”.