وزير خارجية كوريا الشمالية يزور موسكو في ضوء انفراج في شبه الجزيرة الكورية
في اوج انفراج في شبه الجزيرة الكورية، التقى وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونج هو في موسكو الثلاثاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، بينما تسعى بيونج يانج لضمان دعم أحد حلفائها الرئيسيين.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الكوري الشمالي لموسكو قبيل قمتين ستجمعان في الاسابيع المقبلة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، والرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وصباح الثلاثاء قال لافروف مرحبا بنظيره الكوري الشمالي إن “روسيا تريد مثلما ارادت دائما تطوير علاقات حسن الجوار مع كوريا الشمالية”.
اما وزير الخارجية الكوري الشمالي، فقال انه يأمل في “التوصل الى وسائل ملموسة، طريق لبناء مرحلة جديدة في تطوير علاقاتنا”.
وبعد الاجتماع اجاب لافروف وحيدا على أسئلة الصحافيين واعلن ان الوزيرين “بحثا مفصلا” الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وتابع لافروف ان “الجانب الروسي اكد الترحيب بالتطبيع التدريجي للاوضاع، وانهاء التهديدات المتبادلة والاستعداد للتواصل بين الكوريتين كما وبين كوريا الشمالية والولايات المتحدة”.
واضاف وزير الخارجية الروسي ان المحادثات المقبلة يجب ان تهدف الى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مشترطا حصول بيونغ يانغ على “ضمانات محكمة” لامنها.
واعلن لافروف إنه قبل دعوة لزيارة بيونغ يانغ من دون تحديد اي موعد.
– “حماية ظهرها” –
وقال الكسندر فورونتسوف المسؤول عن الشؤون الكورية في معهد الدراسات الشرقية في الاكاديمية الروسية للعلوم لوكالة فرانس برس “من المهم جدا للكوريين ضمان دعم الروس وتمتين أسس” هذه العلاقات في هذا السياق.
واضاف ان “روسيا ابقت على علاقات عمل طبيعية مع كوريا الشمالية في الاوقات الصعبة، ومن المهم لبيونج يانج ضمان تفهم روسيا قبل هاتين القمتين التاريخيتين”.
وزار ري يونغ هو مطلع نيسان/ابريل بكين بعد أيام على الزيارة المفاجئة التي قام بها كيم في اول رحلة خارج بلده منذ توليه السلطة في 2011.
وتعود آخر زيارة لمسؤول كوري شمالي الى روسيا الى سبتمر، عندما زارت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الكورية الشمالية مدينة فلاديفوستوك.
وكان يفترض ان يزور كيم جونغ اون موسكو في مايو 2015 لحضور الاحتفالات في الذكرى السبعين لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لكنه عدل عن الفكرة.
واجرى الزعيم الكوري الشمالي في مارس زيارة تاريخية الى الصين استمرت ثلاثة ايام التقى خلالها الرئيس الصيني شي جينبينغ كانت الاولى له خارج البلاد منذ توليه الحكم خلفا لوالده الي توفي في 2011.
واعتبرت الزيارة مبادرة تصالحية بعد اشهر من التوتر الشديد على خلفية البرنامجين النووي والصاروخي لبيونغ يانغ.
وسيلتقي كيم جونغ اون الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين في 27 نيسان/ابريل.
وهذا الاجتماع ستليه قمة في نهاية ايار/مايو او بداية يونيو بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الاميركي. وما زالت تجري مناقشة تفاصيل هذا اللقاء الذي سمح الاعلان عنه بوضع حد لتبادل الخطب الحربية.
ويأتي ذلك بعد تقارب كبير بين الكوريتين منذ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي جرت في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية في شباط/فبراير واوفد اليها الزعيم الكوري الشمالي بعثة رياضيين وشخصيات رسمية من بينها شقيقته.
وكانت كوريا الشمالية اجرت العام الماضي سلسلة تجارب صاروخية اطلقت خلالها صواريخ بالستية كما اجرت تجربة نووية سادسة هي الاكبر في تاريخها.
وتبادل ترامب مع الزعيم الكوري المالي الشتائم والاهانات الشخصية حيث وصف ترامب كيم بالمجنون وبانه “رجل الصاروخ” ملوحا بالخيار العسكري ضد كوريا الشمالية.
وقال فورونتسوف انه اذا تكللت قمة ترامب وكيم بالنجاح “سيشكل ذلك نقطة تحول واختراقا”.
– العمال الكوريون الشماليون –
والاثنين التقى ري امين مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف، ومن المقرر ان يلتقي الخميس مبعوث الكرملين الى الشرق الاقصى الروسي يوري تروتنيف، بحسب ما افادت وكالات الانباء الروسية.
وكانت روسيا وافقت على عقوبات فرضها مجلس الامن التابع للامم المتحدة ضد بيوتغ يانغ على خلفية اجرائها تجارب صاروخية ونووية.
وتقيم روسيا علاقات جيدة نسبيا مع كوريا الشمالية ولديهما حدود مشتركة. وتقدم موسكو مساعدات غذائية لبيونغ يانغ اعلن لافروف الثلاثاء انها ستستمر في تقدميها.
ويعمل نحو 35 الف كوري شمالي في روسيا خصوصا في قطاعات البناء والزراعة والسمك. ويشكل عملهم مصدرا ثمينا للعملات الاجنبية لبلدهم لكن الامم المتحدة تقول انهم يعملون في “ظروف أقرب الى العبودية”.
وكانت روسيا التي تمنح بين 12 و15 الف تأشيرة لكوريين شماليين كل سنة، أكدت في شباط/فبراير أنها بدأت اعادة هؤلاء العمال الى بلدهم بموجب العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي في نهاية كانون الاول/ديسمبر 2017.
وقال فورونتسوف “انها مسألة مهمة لكوريا الشمالية”. واضاف ان “روسيا نجحت في اطالة الوقت الذي يفصل بين عمليات الترحيل التي تجرى خلال عامين، لكن الامر ليس بسيطا”. وتابع “يجب وضع حصص جديدة وكل هذا يعني مجموعة من الاتفاقات”.