وزير الداخلية اللبنانى: تخطينا مرحلة احتواء كورونا وعلينا الاستعداد للأسوأ
أكد وزير الداخلية اللبنانى محمد فهمى، أن لبنان تخطى مرحلة احتواء فيروس كورونا، وأن البلاد ستنزلق نحو المجهول ما لم تكن هناك قناعة ذاتية لدى كل مواطن لتخطى الأزمة الراهنة، مشددا على أن أى مخالفة لإجراءات السلامة الوقائية التى تستهدف حماية المجتمع والحد من تفشى الوباء ستواجه بـ “القمع” وفقا لأحكام القانون.
وقال وزير الداخلية اللبنانى، فى مؤتمر صحفى عقده ظهر اليوم الأحد، لاستعراض الإجراءات التى ستتخذها أجهزة الأمن لمنع انتشار فيروس كورونا وتفشيه وبائيا – إن الحكومة اعتمدت إجراءات متدرجة للحماية ومنع تفشى الوباء، غير أن بعض اللبنانيين لم يلتزموا بالتوجيهات وإجراءات السلامة الوقائية الملزمة التى يجب اتباعها لحماية ذويهم وعائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعهم.
وأضاف، “لو كنا التزمنا بإجراءات الوقاية الصحية وتعليمات الحكومة بالتزام المنازل، لكنا بقينا ضمن الحد المعقول لانتشار الفيروس، ولكن الوضع الآن أصبح صعبا، وعلينا الاستعداد للأسوأ”.
وأشار إلى أن عدم الالتزام من قبل البعض، تسبب فى تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا “بشكل مخيف”.. مستعرضا أمثلة لإقامة حفلات زفاف تضم المئات فى غضون الأيام القليلة الماضية، وكذلك مراسم عزاء ومآتم، مشيرا إلى أنه يتفهم التقاليد المجتمعية، غير أن الوضع الراهن يتطلب الوعى بخطورة مثل هذه الأمور الذى من شأنها “تفتيت المجتمع” على حد تعبيره.
وأكد الوزير فهمى أن أجهزة الأمن ستتشدد فى تطبيق القانون وتعليمات الحكومة على الجميع دون أى استثناءات، فى سبيل حماية المجتمع ومنع تفشى الوباء، مشيرا إلى وجود تنسيق تام وكامل بين أجهزة الدولة كافة، خاصة الجيش والمؤسسات الأمنية والمحافظين والبلديات لتنفيذ الإجراءات التى اتخذتها الحكومة، بحيث تشمل جميع المناطق اللبنانية من أجل الوقاية الملزمة.
ولفت إلى أن الوزارة عممت بيانا مفصلا حول كيفية توزيع وتنفيذ المهام لمواجهة انتشار الوباء، وأهمها تجهيز مكان ملائم على مستوى كل بلدية لحجر المصابين الذين لا يحتاجون إلى رعاية طبية، وإنشاء مجموعات للتدخل فى كل بلدية من المجتمع المدنى والهيئات والمتطوعين المتخصصين لتنفيذ التوجيهات للحد من تفشى الوباء والمساعدة فى مهام التوعية.
وقال إن التفتيش سيشمل المؤسسات والمحال المسموح لها أن تفتح أبوابها، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات والتى ستصل إلى حد إغلاق المؤسسة المخالفة، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات، من محال بيع المواد الغذائية والصيدليات والمخابز، يتعين عليها تنظيم دخول المواطنين بعدد محدد لعدم الاكتظاظ مع التقيد بالتوجيهات من أجل الوقاية من تفشى الوباء.
ودعا وزير الداخلية جميع اللبنانيين التقيد بالتعليمات الصحية والوقائية. قائلا: “احموا أنفسكم وأولادكم وأهلكم ومجتمعكم فالوضع مخيف، دعونا ننقذ أهلنا وبلدنا قبل فوات الأوان”.
وأضاف: “أعلم أن هناك أناس إذا لم تعمل يوما بيوم، سيصل الوضع بها إلى حد الجوع، أنا معكم ولهم كل الحق.. ولكن نحن فى ظرف يستدعى التحمل ومساعدة بعضنا البعض ولو وصل الوضع إلى اقتسام لقمة الخبز بيننا، وأنا أؤكد أن الحكومة بدأت بالعمل من أجل مساعدة هؤلاء الناس وتوفير المساعدات للطبقات الفقيرة”.
وأشار إلى أن اللبنانيين عليهم الاستعداد لـ “الأسوأ” مع المحافظة على الأمل والإيمان بالقدرة على تجاوز الأزمة بالوعى والتصرف السليم، مؤكدا أن كل مواطن مسئول وأن الوضع يقتضى التزام الجميع منازلهم لأسبوعين.