ورشة البحرين .. مليارات تُمطر ولكن من دون سلام
قالت صحيفة “لوبارزيان” الفرنسية إن الخطة الأمريكية لضمان السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي يعدها فريق دونالد ترامب منذ عامين؛ قد تصبح “فرصة القرن” الضائعة، وفق أصحاب المبادرة. وقد عزز المؤتمر الدولي الذي افتتح أمس في المنامة حول الجانب الاقتصادي من الخطة، هذا الانطباع وسط شكوك عامة وعدم مبالاة من الرأي العام الإسرائيلي نفسه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من مشاركة دول الخليج العربي – التي شجعت على تمويل الاستثمارات المستقبلية في الأراضي الفلسطينية – فإن الغائبين عن المؤتمر في البحرين كثيرون: الأوروبيون والآسيويين والروس … ولم ترسل الأمم المتحدة سوى نائب المنسق الخاص للشرق الأوسط؛ في الوقت الذي كان فيه أمينها أنطونيو غوتيرس يدعو من نيويورك إلى مواصلة تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)؛ كطريقة للتذكير بأن واشنطن قد توقفت منذ أكثر من عام عن سداد مدفوعاتها المالية لهذه الهيئة ، ولم تعد تعتبرها ضرورية.
وهنا يكمن موطن الخلل، تقول الصحيفة، ففي حين أن إدارة ترامب قد جمدت منذ أشهر جميع أموال المساعدات للفلسطينيين، ها هم الأمريكيون يأتون اليوم واعدين بمطر من الدولارات؛ إذ أن توقعات واشنطن تبدو في الواقع مذهلة: 50 مليار دولار تستثمر في عشر سنوات، ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي وخلق مليون وظيفة ،وخفض معدلات الفقر إلى النصف …
لكن الفلسطينيين، الذين لم يتم إشراكهم في صياغة الخطة ويقاطعونه، يرفضون أجندة تماماً؛ حيث تقول السيدة حنان عشراوي مستشارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: “ امنحونا حرية التحرك والسيطرة
على حدودنا، ثم بعد ذلك انظروا إلينا نبني اقتصاد نابض بالحياة”. أما حركة حماس فقد وصفت مؤتمر البحرين بأنه “عمل تطبيع مع المحتل”.
واعتبرت “ لوبارزيان” أن غياب الشق السياسي ، الذي تم تأجيله، يخلق فجوة كبيرة. وقال الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: “موقفنا واضح … لن نتنازل عن الحاجة إلى حل سياسي دائم وشامل ومستدام”. في حين شدد جاريد كوشنر صهر دونالد ترامب على أن الخطة الاقتصادية “شرط أساسي”، واعتبر أيضاً أنه لا يمكن تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار للشعب الفلسطيني دون حل سياسي عادل ودائم يضمن أمن إسرائيل ويحترم كرامة الشعب الفلسطيني.