وثيقة مسربة تكشف تفاصيل جديدة عن قمع الصين للإيغور
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية ، عن وثيقة سرية تضم “أقوى أدلة” على الحملة القمعية التي تشنها الحكومة الصينية على أقلية مسلمي الأيغور غربي البلاد.
الصورة الكبيرة: تُقدم الوثيقة أوضح صورة حتى الآن حول كيفية تحكّم الصين بمصير مئات الآلاف من مسلمي الإيغور المحتجزين داخل معسكرات اعتقال، وتضم الوثيقة التفاصيل الشخصية لأكثر من 3 آلاف شخص من سكان إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية)، كما تعرض بتفاصيل معقدة الجوانب الأكثر خصوصية لحياتهم اليومية.
تتكون السجلات المسربة من 137 صفحة من أعمدة وصفوف، وتضم معلومات عن عدد المرات التي يؤدي فيها الناس (المراقَبون) صلاتهم، وكيف يرتدون ثيابهم، ومع من يتواصلون، وكيف يتصرف أفراد أسرهم.
أما عن مصدر الوثيقة، فتقول BBC إنها جاءت من نفس المصدر داخل شينجيانغ الذي سرب مجموعة من المواد عالية الحساسية نُشرت العام الماضي، وكان فيها مخاطرة شخصية كبيرة.
المشهد عن قرب: من بين الأمثلة التي تعرضها الوثيقة عن طريقة التعامل مع الإيغور، امرأة تُدعى هيلشيم (38 عاماً)، التي أرسلت إلى مركز للاعتقال تسميه الحكومة “مركز إعادة التثقيف” لسبب رئيسي يتمثل في “ارتدائها الحجاب قبل عدة سنوات”.
هناك معتقلون أيضاً بسبب تقدّمهم للحصول على جواز سفر، وهو ما يعكس أنه حتى نية السفر باتت مؤشراً على التطرف -في رأي السلطات- وذُكر هذا السبب لتبرير تحويل رجل (34 عاماً) إلى مركز تأهيل رغم تصنيفه على أنه “لا يشكل خطراً عملياً”.
بحسب الوثيقة فإن رجلاً آخر (28 عاماً) دخل “مركز تأهيل” بسبب تصفح موقع على الإنترنت أحاله دون قصد، إلى موقع أجنبي.
كما تظهر الوثيقة أحكاماً بالسجن بسبب ممارسة طقوس دينية أو الاحتفال بمناسبات عادية، حيث حُكم على رجل بالسجن خمس سنوات بسبب لحيته الكثيفة الملونة وبسبب إعطائه دروس دين جماعية.
من جانبه، أعرب أدريان زينز، أحد كبار الخبراء في العالم حول سياسات الصين في شينجيانغ، والباحث في “ضحايا المؤسسة الشيوعية التذكارية”، ومقرها واشنطن، عن اعتقاده بصحة ما جاء في تفاصيل التسريب.
قال رينز إن “هذه الوثيقة المهمة تقدم أقوى دليل رأيته حتى اليوم على أن بكين تضطهد وتعاقب على الممارسات المعتادة للمعتقدات الدينية التقليدية”.
عودة للوراء: تُضاف هذه الأدلة إلى أدلة أخرى كشفت عنها صحيفة “نيويورك تايمز” في 16 نوفمبر 2019، من خلال وثائق مسربة تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن الحملة القمعية التي تشنها الصين ضد الإيغور.
حسب الوثائق المكونة من 403 صفحات، فإن الرئيس الصيني شي جين بينج، أوعز لقوات الأمن بـ”عدم إظهار الرحمة مطلقاً” تجاه الأقليات.
كما تضمنت التسريبات نحو 200 صفحة من الخطابات الداخلية للرئيس الصيني وزعماء آخرين، وأكثر من 150 صفحة من التوجيهات والتقارير حول إخضاع سكان الإيغور للمراقبة والتدقيق.
مما ورد في الوثائق أيضاً أن الرئيس الصيني قال أثناء تفقده فرقة تابعة لشرطة مكافحة الإرهاب في أورومتشي، عاصمة شينغيانغ: “ينبغي أن نكون قاسين مثلهم”.
تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
نشرت بكين قوات من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي “الهان” و”الإيغور”، لا سيما في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان، التي يشكل الإيغور غالبية سكانها.
منذ 2009، يشهد الإقليم أعمال عنف دامية قتل فيها حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية.