وثيقة لـ”أف بي آي” تلمح إلى دور إسرائيل في مساعدة ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016
قال موقع “تايمز أوف إسرائيل” إن وثيقة منقحة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي) لمّحت إلى جهود إسرائيلية لمساعدة دونالد ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وذكرت أن إفادة من روجر ستون، المقرب من ترامب، كشف فيها أن جهة إسرائيلية قالت له: “سيُهزم ما لم نتدخل. لدينا معلومات استخباراتية حاسمة. المفتاح بين أيدكم”!.
وروجر ستون، من أحد المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي أدين العام الماضي في إطار تحقيق روبرت مولر في العلاقات بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية، كان على اتصال بإسرائيلي واحد أو أكثر على ما يبدو لديهم صلات جيدة، في ذروة الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2016، وأحد هؤلاء الإسرائيليين حذّر ستون من أن ترامب “سيهزم ما لم نتدخل” ووعد “بأن لدينا معلومات استخباراتية حاسمة”.
تبادل الرسائل بين ستون والجهات التي كان على اتصال معها في القدس تظهر في وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) والتي نُشرت يوم الثلاثاء. وتم الكشف عن الوثائق –إفادات لمكتب التحقيقات الفدرالي تم تقديهما للحصول على مذكرات تفتيش في التحقيق الجنائي ضد ستون– بعد دعوى قضائية رفعتها وكالة “أسوشييتد برس” ومنظمات إعلامية أخرى.
روجر ستون، المقرب من ترامب، الذي أدين في في إطار تحقيق مولر عن العلاقات بين روسيا وحملة ترامب، كشف أن جهة إسرائيلية قالت له: ’سيُهزم ما لم نتدخل. لدينا معلومات استخباراتية حاسمة”.
وعمل ستون، الذي كان مستشارا لترامب لفترة طويلة، رسميا على الحملة ترامب الانتخابية حتى أغسطس 2015، قبل أن يترك الحملة كما قال، في حين يقول ترامب إنه تمت إقالته. إلا أنه استمر في التواصل مع الحملة الانتخابية، بحسب تحقيق مولر.
وتتضمن مواد مكتب التحقيقات الفدرالي، التي تم حجب جزء كبير من التفاصيل الواردة فيها، إشارة واحدة صريحة إلى إسرائيل وأخرى إلى القدس، وسلسلة من الإشارات إلى وزير، ووزير في المجلس الوزاري، “ووزير بدون حقيبة في الحكومة يتعامل مع القضايا المتعلقة بالدفاع والشؤون الخارجية”، ورئيس وزراء، وفي جميع هذه الإشارات، تم حجب أسماء وبلدان الوزير ورئيس الوزراء.
ومثلما يشير ” تايمز أوف إسرائيل” ففي عام 2016 كان بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء، وتضمنت الحكومة الإسرائيلية وزيرا بدون حقيبة، هو تساحي هنغبي، الذي تم تعيينه في مايو مسؤولا عن الدفاع والشؤون الخارجية.
في إحدى الإشارات لرئيس الوزراء في الوثائق كُتب: “في حوالي 28 يونيو 2016، [الاسم محجوب] أرسل ستون “عائد إلى العاصمة بعد التشاور العاجل مع رئيس الوزراء في روما. يجب أن أجتمع معك مساء الأربعاء، ومع دي جي ترامب يوم الخميس في مدينة نيويورك”. في نهاية شهر يونيو 2016 قام نتنياهو بزيارة إلى إيطاليا.
وتظهر الإشارة الصريحة إلى إسرائيل قبل ذلك في نص إفادة صدرت في مايو 2018 لوكيل في مكتب التحقيقات الفدرالي لدعم طلب الحصول على مذكرة التفتيش، وتتعلق بالتواصل بين ستون وجيروم كورسي، وهو كاتب ومعلق أمريكي من المؤمنين بنظريات المؤامرة. وكُتب في الإفادة: “في 20 أغسطس، قال كورسي لستون إن عليهما أن يجتمعا بـ[الاسم محجوب] لتحديد ما الذي تخطط لأن تفعله إسرائيل، إذا كان تخطط لأي شيء، في أكتوبر”.
وتظهر الإشارة إلى القدس في وقت لاحق في نفس الوثيقة، في سياق الاتصال بين ستون والجهة التي لم يُذكر اسمها التي تواصل معها في إسرائيل. في أو حوالي 12 أغسطس 2016، [الاسم محجوب] أرسل رسالة نصية لستون، “روجر، مرحبا من القدس. أي تقدم؟ سيُهزم إذا لم نتدخل. لدينا معلومات استخباراتية حاسمة. المفتاح بين أيديكم! سأعود إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل. ما وضع الالتهاب الرئوي؟ شكرا”. ورد ستون: “أنا بخير. الأمور معقدة. هناك تفكير دقيق”. وفي الحديث عن الشخص الذي “سيُهزم” يبدو أن مرسل الرسالة النصية كان يشير إلى ترامب.
وتكشف الوثائق التي تم نشرها حديثا عن مدى الاتصالات بين ستون وأسانج، الذي نشر موقعه الإلكتروني المناهض للسرية رسائل بريد إلكتروني للحزب الديمقراطي تم اختراقها من قبل الروس في الانتخابات الرئاسية 2016، وتبرز الجهود التي بذلها حلفاء ترامب من أجل الحصول على تفاصيل بشأن نشر المعلومات التي توقعوا أنها ستحرج المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقد تم نشر الوثائق، في الوقت الذي ينتظر فيه ستون، الذي أدين العام الماضي في إطار تحقيق مولر في العلاقات بين روسيا وحملة ترامب، موعد تسليمه لنظام السجون الفيدرالي الذي يواجه صعوبات بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
وفي رسالة تويتر مباشرة نُشرت في يونيو 2017 أشارت إليها الوثائق، يحاول ستون طمأنة أسانج أن المسألة “لا تزال مجرد هراء” وقال: “كصحافي لا يهم من أين تحصل على معلوماتك ما دامت دقيقة وموثوقة”.
واستشهد بحكم للمحكمة العليا في عام 1971 كمثال على ذلك، الذي سهل نشر الصحف لـ”أوراق البنتاغون”، وهي وثائق حكومية سرية عن حرب فيتنام.
وكتب ستون، وفقا لنص الرسالة المذكورة في إفادة مذكرة التفويض: “إذا تحركت الحكومة الأمريكية ضدك، سأسقط بيت الورق بالكامل”، وأضاف: “مع إسقاط تهم الاعتداء الجنسي الملفقة، لا أعرف عن أي جريمة ستحتاج للحصول فيها على عفو”.
ستون كان يشير على الأرجح إلى تحقيق الاعتداء الجنسي الذي قررت السلطات السويدية إغلاقه في حق أسانج.وفي العام الماضي وجهت وزارة العدل الأمريكية لأسانج، الذي كان متحصنا لفترة من الزمن في السفارة الإكوادورية في لندن، تهما في سلسلة من الجرائم، بما في ذلك انتهاكات لقانون التجسس لقيامه بحسب لائحة الاتهام بتوجيه محللة المخابرات العسكرية السابقة، تشلسي مانينغ، في واحدة من أكبر قضايا تسريب معلومات سرية في تاريخ الولايات المتحدة.
بحسب الوثائق، رد أسانج، المسجون في لندن ويخوض معركة قضائية ضد تسليمه للولايات المتحدة، على رسالة ستون التي نشرها على تويتر في عام 2017 بالقول: “بين وكالات المخابرات المركزية ووزارة العدل يفعلون الكثير. من جهة وزارة العدل يأتي ذلك بقوة أكبر من أولئك المهووسين بإسقاط ترامب ويحاولون الضغط علينا من أجل التوصل إلى صفقة”.
ورد ستون بأنه يفعل كل ما في وسعه لـ”معالجة المسائل على أعلى مستوى في الحكومة”.
توضح السجلات الفضول الذي أظهرته حملة ترامب بشأن المعلومات التي سينشرها ويكيليكس للجمهور. خلال التحقيق معه قال ستيف بانون، مستشار البيت الأبيض السابق، لفريق مولر إنه سأل ستون عن ويكيليكس لأنه سمع عن قناة الاتصال بين ستون وأسانج، وكان يأمل في الحصول على مزيد من التفاصيل عن المعلومات الضارة.
وحدد تحقيق مولر وجود اتصال مهم خلال الحملة الانتخابية عام 2016 بين المقربين من ترامب والروس، لكنه لم يشر إلى وجود مؤامرة إجرامية للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية.
في بيان يوم الثلاثاء، أقر ستون بأن إقرارات مذكرة التفتيش تحتوي على اتصالات خاصة، لكنه أصر على أنها “لا تثبت أي جرائم”.
وقال ستون: “لست قلقا بالمرة من نشر الوثائق حيث إنها تؤكد أنه لم يكن هناك أي نشاط غير قانوني وبالتأكيد لم يكن هناك تواطؤ روسي من قبلي خلال انتخابات 2016″، وأضاف: “لا توجد حتى هذا اليوم أي أدلة على أنه كان لدي أو كنت على دراية بمصدر أو محتوى بيانات ويكيليكس قبل نشرها علنا”.
وكان ستون واحدا من بين ستة أشخاص مقربين لترامب وُجهت لهم تهم في إطار تحقيق مولر، وقد أدين العام الماضي بالكذب على مجلس النواب الأمريكي، ومحاولة التأثير على شاهد، وعرقلة تحقيق الكونغرس بشأن التدخل الروسي.
وفي شهر فبراير حكم قاض على ستون بالسجن لمدة 40 شهرا في قضية كشفت عن شقوق داخل وزارة العدل الأمريكية – انسحب فريق المحاكمة بالكامل من القضية في خضم نزاع حول العقوبة الموصي بها – وبين ترامب ووزير العدل ويليام بار، الذي قال إن تغريدات الرئيس حول القضايا الجارية جعلت من عمله “مستحيلا”.