واشنطن لم تلتفت للمعارضين بالكونجرس وتتجه لتسليم تركيا طائرات إف-35 خلال ساعات
تمضي الحكومة الأميركية في خططها لتسليم تركيا أولى طائراتها من طراز إف-35، مع استعداد البلاد لتسليم أول طائرة في 21 يونيو 2018، على الرغم من معارضة البعض في الكونغرس الأميركي.
وأكد مُتحدثٌ باسم شركة لوكهيد مارتن لموقع Defense News، أنَّ الشركة ما تزال تستعد لإقامة حفل يُكشَف فيه عن الطائرة في منشآت الإنتاج الخاصة بها في مدينة فورت وورث بولاية تكساس الأميركية الأسبوع المقبل.
الشركة الأميركية ترتب للاحتفال بتسليم أول طائرة لتركيا
وقال المتحدث في تصريحٍ مكتوب لموقع Defense News: “يستضيف برنامج طائرات إف-35 في المُعتاد احتفالاً للاعتراف بكل طائرةٍ أميركية والطائرة الأولى لكل عميل دولي. ومن المقرر أن يكون حفل الكشف عن أولى طائرات تركيا من طراز إف-35 في 21 يونيو/حزيران 2018″.
وأضاف: “ثم ستُنقل الطائرة بعد ذلك بحراً إلى قاعدة لوك الجوية في ولاية أريزونا الأميركية، حيث سينضم طيارون أتراك إلى مجموعة التدريب إف-34 إيه”.
ومن المقرر أن يُصوِّت مجلس الشيوخ، في الأسبوع الجاري، على مشروع قانون الدفاع السنوي، الذي يتضمن لغةً تمنع الحكومة الأميركية من “نقل الملكية” إلى تركيا حتى الوقت الذي تُقدِّم فيه وزارة الدفاع تقريراً إلى الكونغرس حول إزالة تركيا من برنامج إف-35.
ولكن حتى لو نجحت هذه اللغة في مجلس الشيوخ، فسيُمرَّر مشروع قانون الدفاع إلى مؤتمرٍ ستتوصَّل فيه مجموعةٌ من أعضاء لجنة الخدمات المسلحة إلى الاختلافات بين نسختي مجلسي النواب والشيوخ الخاصتين بالقانون لإصدار تشريعٍ واحد نهائي. وهذه العملية قد تستغرق شهوراً.
لماذا يعارض الكونجرس تسليم الطائرة لتركيا؟
ترتكز مُعارضة الكونغرس السماح لتركيا بشراء طائراتٍ من طراز إف-35 حول نقطتين: احتجاز تركيا القس الأميركي أندرو برونسون، وإبرامها اتفاقيةً لشراء نظام إس-400 الروسي للدفاع الجوي.
ولكن في الوقت الحالي، يبدو أنَّ وزارة الدفاع الأميركية ليس لديها خططٌ لمنع تركيا من الحصول على أول طائرة لها من طراز إف-35 أو وضع قيود على استخدامها في قاعدة لوك للقوات الجوية.
واعترف توماس غوفوس، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون أوروبا وحلف شمال الأطلسي، في أثناء إحدى فعاليات المجلس الأطلسي في يوم الأربعاء 13 يونيو/حزيران 2018، بأنَّ حصول تركيا على منظومة إس-400 يمكن أن يُعرِّض الجيش الأميركي وحلف شمال الأطلسي لمزيدٍ من المخاطر الفنية.
ولكنَّه لم يكشف عن الإجراءات التي تُفكر وزارة الدفاع في اتخاذها أو التي قد تُفكر في اتخاذها لاحقاً، وربما تكون هذه علامةً على أنَّ البنتاغون ينتظر أن يرى كيفية سير هذا التشريع.
وقال غوفوس: “لدينا عمليةٌ لتقييم المخاطر على التكنولوجيا الغربية، التي من شأن عملية الشراء هذه أن تُشكلها. ونُفضِّل ألَّا يحصلوا على نظام إس-400″.
وأضاف: “في ظل ذلك، ونظراً إلى أنَّها دولة ذات سيادة، وتحاول تلبية احتياجاتها الدفاعية، فما هي القيود المفروضة عليها؟ وعلام سيوافق الكونغرس في النهاية؟ لا يمكنني حتى التكهن بهذا الشأن في هذه المرحلة”.
وبحلول الوقت الذي سيصدر فيه الكونغرس موافقته على التشريع الذي يمكن أن يحدَّ من ملكية أنقرة للطائرات من طراز إف-35، من المرجح أن تكون تركيا قد بدأت بالفعل في بناء سربها الأول في قاعدة لوك للقوات الجوية. وهناك، سيتدرب الطيارون وعمال الصيانة الأتراك إلى جانب نظرائهم من الولايات المتحدة، وينتقلون من المناهج الدراسية الأكاديمية إلى الرحلات الجوية المُباشرة.
وحذَّر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية وحلف الشمال الأطلسي تركيا من أنَّها إذا استمرت في طريق شراء منظومة إس-400، فلن تتمكن من توصيلها بتقنيات حلف الأطلسي مثل طائرات إف-35. وردَّدت لجنة القوات المسلحة التشريعية بمجلس الشيوخ في مشروع قانون سياستها هذه المخاوف، قائلةً إنَّ شراء تركيا المعدات الروسية سوف “يحط من الأمن العام لحلف شمال الأطلسي ويُقلل من قدرة التحالف على التشغيل المُتوافق”.
تركيا تستهدف الحصول على 100 مقاتلة
وبعد لقاءٍ جمع بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو، بالعاصمة الأميركية واشنطن، في وقتٍ سابق من الشهر الجاري (يونيو/حزيران 2018)، أعرب أوغلو عن ثقته بأنَّ الولايات المتحدة لن تُسلِّم تركيا أول طائرة من طراز إف-35 فقط كما هو مُخطط؛ بل ستُقرر في النهاية الاستمرار في بيع طائرات إف-35 لتركيا.
وقال أوغلو في 4 يونيو/حزيران 2018، وفقاً لتقريرٍ صادر عن وكالة الأناضول التركية للأنباء: “إنَّ تركيا ترفض لغة التهديد من الولايات المتحدة بشأن هذه القضية؛ لأنَّها ليست بنَّاءة”.
جديرٌ بالذكر أنَّ تركيا تُخطط لشراء 100 طائرة من طراز إف-34 إيه. وبصفتها شريكاً في البرنامج، فإنَّ القطاع العسكري المحلي لديها يساعد في صناعة طائراتٍ من طراز إف-35. والأمر الأبرز هو أنَّ شركة Turkish Aerospace Industries تُصنِّع مركز جسم الطائرة. وقد اُختيرت أيضاً مركزَ دعمٍ لمجموعة إف-35 الدولية.