واشنطن تتهم 12 روسيا باختراق الانتخابات الرئاسية الأمريكية
اتهمت وزارة العدل الأمريكية 12 ضابطا في الاستخبارات الروسية باختراق حسابات مسؤولين في الحزب الديمقراطي إبّان انتخابات 2016 الرئاسية.
وقال رود روزنشتاين، نائب وزير العدل، إن المتهمين استخدموا رسائل اختراق تعرف باسم “التصيد بالرمح” إلى جانب برمجيات خبيثة.
وأضاف أن القراصنة سرقوا كذلك بيانات عن نصف مليون ناخب من موقع مجلس الانتخابات في إحدى الولايات الأمريكية.
وقال البيت الأبيض إن اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين الاثنين سيمضي قدما.
لكن الكرملين قال إنه لا أدلة تشير إلى وجود علاقة بين المتهمين والاستخبارات العسكرية الروسية أو القرصنة، وفقاً لإذاعة ” بي بي سي” البريطانية.
ويعد اتهام وزارة العدل، اليوم الجمعة، أول اتهام رسمي مباشر للحكومة الروسية بالتدخل في الانتخابات الأمريكية التي جرت منذ عامين.
ما هي الاتهامات؟
وحددت أسماء 11 متهما روسيا، وزعم أنهم بدأوا هجماتهم الإلكترونية في مارس/أذار عام 2016 على حسابات البريد الإلكتروني لمسؤولي حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.
وقال روزنشتاين إن المتهمين تواصلوا مع كثير من الأمريكيين خلال المؤامرة المزعومة، لكنه أضاف أنه لا يوجد اتهام مباشر لأمريكيين بارتكاب أي جريمة.
وقال نائب وزير العدل إن من وصفهم بالمتآمرين استخدموا شخصيات وهمية على الإنترنت، من بينها “DCLeaks” و”Guccifer” لنشر آلاف الرسائل المسروقة بداية من يونيو/حزيران عام 2016.
ووفقا للائحة الاتهام، فقد خطط المتهمون أيضا لاختراق أجهزة كمبيوتر مجالس الولايات الانتخابية، وسكرتارية إحدى الولايات وبرامج خاصة بالناخبين الأمريكيين.
وأضاف روزنشتاين: “نعلم أن هدف المتآمرين كان التأثير على الانتخابات”.
وقال نائب وزير العدل إن جميع المتهمين وعددهم 12 شخصا يعملون في المخابرات العسكرية الروسية، “جي آر يو”.
ماذا حصل عليه القراصنة؟
أظهرت تسريبات رسائل لجنة الانتخابات الوطنية للحزب الديمقراطي أن كبار الحزب فضلوا كلينتون للفوز بالترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية.
كما اختُرقت كذلك رسائل البريد الإلكتروني لمدير حملة كلينتون الانتخابية، جون بوديسا، وهي الرسائل التي كشف تفاصيل عن الخلافات الحادة داخل الحزب وبعض التصرحات المهينة عن هيلاري كلينتون.
قمة ترامب-بوتن
لو كان الجيش الروسي قد أسقط قنبلة على مقر حزب سياسي أمريكي، كان ذلك سيكون ذلك بمثابة عمل من أعمال الحرب. ونفس الشيء إذا أطلق صاروخا باتجاه منزل رئيس حملة أحد مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
بالطبع هذا ما لم يحدث، ولكن دون شك أن ما تقوله وزارة العدل الأمريكية، من اتهامها لضباط في المخابرات العسكرية الروسية بشن هجمات إلكترونية على حزب سياسي أمريكي وقادته، أمر مساوٍ في خطورته لهذا العمل، أو على الأقل يجب أن يكون كذلك.
وينفي نائب وزير العدل الأمريكي أن يكون للائحة الاتهام، التي صدرت الجمعة، أي علاقة بالاجتماع الوشيك بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتن، لكنها ستلقي بظلالها على القمة المرتقبة.
وبعد أيام من الانتقادات الحادة لحلفاء الولايات المتحدة، سيراقب العالم عن قرب كيف يعالج الرئيس دونالد ترامب مزاعم الحرب “الافتراضية” ضد الولايات المتحدة حينما يجلس مع الرجل الذي يتهم جيشه بالضلوع في كل شيء.
ماذا قال ترامب؟
جرى إطلاع الرئيس دونالد ترامب على لائحة الاتهام في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ويجري ترامب حاليا زيارة في المملكة المتحدة، حيث جدد رفضه للتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات ووصفه بأنه “مطاردة الساحرات”.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، الجمعة، قال ترامب إن اتهام روسيا بالتواطؤ هو “محض غباء”.
وسيجتمع الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي، الأسبوع المقبل، في قمة بالعاصمة الفنلندية، هلسنكي.
ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، ترامب إلى إلغاء ذلك الاجتماع في أعقاب إصدار لائحة الاتهام هذه.
ما هو المشهد؟
يحقق المستشار الخاص، روبرت مولر، في تقارير استخباراتية أمريكية تقول إن الروس تآمروا لترجيح كفة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وإذا ما كان أي من مساعدي الرئيس في الحملة قد تواطأ في الأمر.
وجهت التحقيقات، بداية من يوم الجمعة، اتهامات لـ 32 شخصًا، معظمهم من الروس، غيابيا، إضافة إلى ثلاث شركات وأربعة مستشارين سابقين لترامب.
ولم يوجه التحقيق التهم إلى أي من مستشاري ترامب بالتواطؤ مع روسيا للتدخل في الحملة الرئاسية.
واعترف مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، ومستشار السياسة الخارجية السابق، جورج بابادوبولوس، بالمسؤولية عن الإدلاء بتصريحات كاذبة بشأن اتصالاتهما بالروس.
كما اتهم الرئيس السابق لحملة ترامب، بول مانافورت، ونائبه ريك غيتس، بغسل الأموال في قضايا تتعلق بأعمال الاستشارات السياسية في أوكرانيا.