واشنطن تايمز: سد إثيوبيا والزيادة السكانية يعرضان مصر لخطر الفقر المائي
قالت صحيفة “واشتطن تايمز” الأمريكية، ان مصر تواجه فقر مائي في ظل سد إثيوبيا، ويتزايد القلق بشأن خطط القادة الإثيوبيين التي تمضي قدماً في بناء سد النهضة الذي يخشي منه المسؤولون المصريون من ان يوقف تدفق مياه نهر النيل.
وأشارت الصحيفة إلي أن أديس أبابا بدأت بناء سد النهضة في عام 2011 أثناء ثورة الربيع العربي في مصر التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، ولم تتشاور مع قادة مصر لبناء السد في هذا الوقت.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من بناء السد في عام 2022، أي بعد أربع سنوات من الموعد المحدد لبنائه، وتبلغ قيمة تكلفة بناء السد 4.8 مليار دولار، وسيكون سابع أكبر سد في العالم وأكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وهذا ما يجعله أولوية بالنسبة للزعماء الإثيوبيين على الرغم من مخاوف الدول الآخري التي تعتمد بشدة على النيل.
وقالت سيليشي بيكيلي ، وزيرة المياه والري والكهرباء في إثيوبيا: ” مشروع السد من أهم المشاريع الرئيسية في إثيوبيا “.
وأوضحت الصحيفة أن هيكل السد الذي يبلغ طوله 510 قدما وعرضه 5840 قدما سيعطي اثيوبيا السيطرة على منابع النيل الأزرق الذي يعد مصدر 80 % من مياه مصر .
وقال مصطفى كمال المحلل بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة ” ان المخاوف المصرية من نقص محتمل للمياه وضعت القوى الاقليمية في النهايات”
وأضاف كمال: ” لم يحرز تقدم في المفاوضات ، ولم يتوصل الدبلوماسيون إلي أي تقدم منذ ما يقرب من تسع سنوات لأن إثيوبيا لن تتراجع عن ملء الخزان وتستمر في المضي قدمًا في المشروع دون النظر في مخاوف الجانب المصري”. .
ويصر المسؤولون المصريون على أن الاتفاقيات الدولية الموقعة في عامي 1929 و 1959 تمنح مصر 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويا، وتستلم السودان سنوياً من المياة 18.5 مليار متر مكعب بموجب الاتفاقات.
وأضافت الصحيفة أن هذه الاتفاقيات أعطت مصر حق النقض على أي مشاريع مقترحة على النهر، و يشعر المصريون بالغضب لأن إثيوبيا تقدمت في عام 2011 دون استشارتها.
وقال أحمد النوبي الذي يمتلك مزرعة قصب السكر في القصر “كان من المؤسف أن نرى رئيس الوزراء الأثيوبي يستغل الفوضى في مصر للمضي قدما في هذا المشروع في الوقت الذي يعلم أنه لا يمكن التشاور مع أي شخص في القاهرة “. .
ولفتت الصحيفة إلي إن الجدول الزمني لملء الخزان هو المشكلة الأكثر خطورة بالنسبة لمصر، عندما تملي إثيوبيا السد سريعا سيصل لمصر والسودان كميات قليلة من المياه، إثيوبيا من الناحية النظرية يمكن أن تملأ الخزان بكامل طاقته في غضون ثلاث سنوات، ولكن مصر تصر على جدول زمني موسع لمدة تصل إلى عقد من الزمن لتخفيف اثار ملء السد علي دول حوض النيل.
وتصف الأمم المتحدة مصر بإنها علي عتبة الفقر المائي حيث يوفر 660 متر مكعب فقط من المياه للفرد سنوياً، وتصفها بإنها واحدة من أكثر الدول التي تعاني من نقص المياه على كوكب الأرض.
وتقول الجمعية الجيولوجية الأمريكية: “من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان مصر في الخمسين سنة القادمة ، ومن المتوقع أن تعاني مصر من نقص المياه العذبة والطاقة على مستوى عام للدولة بحلول عام 2025”.