واشنطن بوست: هزيمة نتنياهو أخبار سارة لإسرائيل.. وأمريكا أيضا
تحت عنوان “هزيمة نتنياهو أخبار سارة لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضا” قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تسيد الانتخابات الإسرائيلية لمدة عقد، عانى هزيمة أقعدته وربما كانت ضربة سياسية مميتة في انتخابات يوم الثلاثاء و”لكل الأسباب الصحيحة”.
فبعد حملة “حقيرة” ضد الناخبين العرب، خسر نتنياهو وحزبه الليكود مئات الآلاف من الأصوات ومقاعد مهمة جدا مقارنة مع الانتخابات السابقة في نيسان/إبريل فيما زادت نسبة التمثيل العربي إلى 30%. ورغم وعوده بضم أجزاء من الضفة الغربية، حصل تحالف أزرق -أبيض على المرتبة الأولى، وهو يعارض الضم وأي خطوات لا تشمل إنشاء دولة فلسطينية. إلا أن الانتخابات لم تنتج رابحا واضحا لديه الأغلبية، وهناك فرصة في المناورات التي ستعقب الانتخابات ليعثر نتنياهو على طرق للبقاء في منصب رئيس الوزراء، إلا في حالة التزام الأحزاب الأخرى بمواقفها الانتخابية، فيمكن أن يجبر الزعيم الذي خلق حالة استقطاب في بلده وأثر على وضع إسرائيل في الولايات المتحدة على الخروج من منصبه أخيرا أو منعه من مواصلة نهجه المتطرف وتنفيذ وعوده.
وترى الصحيفة أن في مركز مرحلة ما بعد الانتخابات هو أفيغدور ليبرمان، أحد أتباع نتنياهو السابقين والذي يقود حزبا علمانيا يمينيا متطرفا، وبيده الآن الأصوات المتأرجحة في الكنيست. وكان هو الشخص الذي دفع باتجاه الانتخابات الأخيرة عندما رفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو. ومن جانبه قال زعيم أزرق- أبيض بيني غانتس إن حزبه لن يشارك في حكومة يقودها نتنياهو.
وسواء التزم هذان السياسيان بوعودهما إلا أنهما سيقاومان جهود نتنياهو لحماية نفسه عبر المؤسسة التشريعية من لائحة الاتهامات بالفساد التي ستوجه إليه في الأسابيع المقبلة. وقد يخرج من منصب رئيس الوزراء حتى وإن لم يتحرك حزب الليكود ويستبدله بشخص آخر. وترى الصحيفة أن حكومة وسط ستوقف جهود الليكود لتجريد المحكمة العليا من سلطاتها والحد من نشاطات جماعات حقوق الإنسان. وربما شعر الرئيس دونالد ترامب بالحزن للإطاحة بنتنياهو أو تحديد سلطاته، فقد كان الزعيم الإسرائيلي من أهم أتباعه الأجانب والشخص الذي شاركه كراهية الإعلام والمؤسسات الديمقراطية الأخرى. إلا أن العلاقة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة قد تتحسن، خاصة أن اصطفاف نتنياهو مع الحزب الجمهوري أسهم في خلق حالة استقطاب داخل أمريكا تجاه إسرائيل.
وتشير الاستطلاعات إلى أن دعم أعضاء الحزب الديمقراطي لإسرائيل تراجع. ولو شكلت حكومة ليبرالية إسرائيلية تعيد الالتزام بالأعراف الليبرالية فإنها قد تصلح الضرر. ولو تم تشكيل تحالف وسط فسيكون منفتحا للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني الذي يقول ترامب إنه يريد تحقيقه. ولن يتم إنجاز شيء في القريب العاجل إلا أن ما فعلته الانتخابات الإسرائيلية هي أنها أوقفت انزلاق إسرائيل باتجاه الميول القومية التي تهزم الذات.